عادي

زكي نسيبة: زايد أسس الإمارات على التسامح والتواصل مع العالم

19:11 مساء
قراءة 4 دقائق
1

* القيادة الرشيدة تدرك أهمية الثقافة كأحد عناصر القوّة الناعمة

* القوة الناعمة تواجه تهديدات القوة الصلبة بالرياضة والفنون

الفجيرة: محمد الوسيلة

أكد زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة،

أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، أسس الإمارات على مواجهة التحديات وتحقيق السعادة والتواصل مع العالم.

وأوضح أن الوالد المؤسس آمن بأن التعليم هو القوّة الناعمة التي ستقود المجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة.

وقال زكي نسيبة في جلسة حوار افتراضية نظمتها جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية عبر التواصل المرئي من خلال منصتها الرقمية، بعنوان «دبلوماسية الإمارات الثقافية.. جسرٌ إلى العالم» والتي أدارها الدكتور سليمان الجاسم العضو الفخري في الجمعية، بحضور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن الثقافة والفن يستطيعان تحقيق ما لا تحققه السياسة، موضحاً أن مكتب الدبلوماسية الثقافية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي يهدف إلى إبراز ما تمتلكه الإمارات من ثقافة وقيم الخير والتسامح على المستويين الإقليمي والدولي، حيث يسعى المكتب إلى إظهار الإمارات، مركزاً للامتياز المعرفي والثقافي، ونموذجاً رائداً لمجتمع يعتزّ بهويته الوطنية وثقافته عالمياً.

وتحدث نسيبة عن مفهوم الدبلوماسية الثقافية الإماراتية وتاريخها، ونهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في ترسيخها، ووجَّه الدكتور سليمان الجاسم تساؤلات حول أهمية التعليم ودوره في تعزيز القوة الناعمة للدولة، وهل باستطاعة الدبلوماسية الثقافية من خلال الرياضة والفنون أن تواجه تهديدات القوة الصلبة، ولم تغفل الجلسة التحديات الراهنة في ظل انتشار وباء «كوفيد 19»، ودور الدبلوماسية الثقافية المهم في التعافي في مرحلة ما بعد الجائحة.

واستهل زكي نسيبة، الجلسة، بالحديث عن مفهوم الدبلوماسية الثقافية كأسلوب لممارسة القوة الناعمة، عبر تقديم ثقافة الوطن وإبداعات أبنائه، وقيم المجتمع وتراثه الإنساني وصناعاته الثقافية إلى الجمهور الخارجي، بهدف تعزيز قوة الدولة ومكانتها، واصفاً الدبلوماسية الثقافية بأنها مسار الإجراءات التي تستند إلى تبادل الأفكار والقيم والتقاليد والجوانب الأخرى للثقافة أو الهوية والاستفادة منها، سواء لتقوية العلاقات أو تعزيز التعاون الاجتماعي الثقافي أو تعزيز المصالح الوطنية.

وعن تاريخ الدبلوماسية الثقافية في الإمارات، ونهج الأب المؤسس الشيخ زايد «رحمه الله»، ودوره في ترسيخها، قال نسيبة: عندما ننظر إلى ما حولنا اليوم، ونعود بالذاكرة إلى البدايات التي انطلق منها الشيخ زايد «رحمه الله»، نستطيع أن نقدّر فعلاً قيمة الجهد الذي قام به. ونستذكر هنا الظروف التي كانت سائدة في المنطقة عندما قرّر المغفور له الشيخ زايد بناء الدولة، حيث تغلّبت الإرادة والمقدرة والرغبة والإيمان على كافة التحديات التي وقفت أمام بناء الدولة الذي كان يُمثّل المسار الأول الأكثر أهمية بالنسبة له، أما المسار الثاني فيكمن في عزم المغفور له الشيخ زايد «رحمه الله» على بذل كافة الجهود للوصول بالخير الذي أنعم الله به على الإمارات إلى أبناء شعبنا أولاً ليعيشوا في مجتمع يوفّر لهم الكرامة والسعادة والاستقرار، بالإضافة إلى مدّ يد الخير إلى جميع من حولنا، أما المسار الثالث فقد تمثّل في رغبة الشيخ زايد «رحمه الله» إلى مدّ جسور التواصل مع كل دول العالم، وأن نفتح الأبواب أمام كل ثقافات وحضارات العالم وهكذا بدأت المسيرة.

وأكد زكي نسيبة أهمية الدبلوماسية الثقافية لدولة الإمارات، التي تأسست على قيم التسامح والسلام التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». وكانت استراتيجيته تقوم على إظهار الصداقة تجاه جميع الثقافات والشعوب، وتعزيز قيم الإسلام المعتدل والعمل من أجل تعاون متبادل في المنفعة مع جميع الدول لتحقيق الاستقرار العالمي.

واستعرض المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، نهضة التعليم في دولة الإمارات، وما صاحب هذه النهضة من ريادة وتميز في مختلف المراحل التعليمية، واعتبر نسيبة أن مفهوم القوة الناعمة في التعليم يشكل جزءاً مهماً من معادلة التعليم الدولية، وأصبح هذا المفهوم منطلقاً مهماً للمشاركة الدولية في التعليم، حيث آمن المغفور له الشيخ زايد بأن التعليم هو القوّة الناعمة التي ستقود المجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة، كما أدركت القيادة الرشيدة مدى أهمية الجودة المتميزة في التعليم باعتباره أحد العوامل التي تبني القوة الناعمة للبلاد في العلاقات الدولية، لذا حرصت على أن تواكب السياسات التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة أحدث التوجهات التعليمية في العالم، وعمدت إلى وضع الإطار العام لسياسات التعليم في الإمارات.

كما تحدث نسيبة عن أهمية العنصر الثقافي في السياسة الدولية الإماراتية، لما تتمتع به الدولة من موروث ثقافي كبير ينعكس في قيم وأصالة أهلها، فقطاع الثقافة يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة التي تُدرك، أهمية الثقافة كعنصر أساسي من عناصر القوّة الناعمة. وأكد تعاظم اهتمام القيادة الرشيدة بالثقافة خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع تعاظم الاهتمام العالمي بالثقافة، حيث تمّ تدشين العديد من المشروعات الثقافية التي باتت وجهة أساسية للسياحة، مثل متحف اللوفر- أبوظبي. كما جاء تأسيس جامعة السوربون - أبوظبي، التي تستقطب الطلبة الموهوبين والمُتميّزين من الدولة ومن حول العالم، كجزء من رؤية الإمارة لتعزيز لغة الحوار بين الثقافات والحضارات.

واعتبر زكي نسيبة أن الدبلوماسية الثقافية يُمكنها أن تلعب دوراً مهماً في التعافي في مرحلة ما بعد «كوفيد-19»، حيث جاء تأسيس مكتب خاص بالدبلوماسية الثقافية والعامة ضمن وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي من أجل إيصال ثقافتنا المتقدمة وقيمنا العريقة للدول المختلفة، وأنا على ثقة بأن الدبلوماسية الثقافية ستلعب دوراً أكبر وأهم في مرحلة ما بعد «كوفيد-19»، فالتبادل الثقافي، هو أحد الطرق التي تساعدنا في تحقيق تفهم وانجذاب دولي أكبر نحو ثقافة دولة الإمارات وقيمها.

ومن جانبه، أكد خالد الظنحاني، أهمية استراتيجية الإمارات في تبني مفهوم القوة الناعمة التي تشمل كافة القطاعات الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"