قلبي اطمأن

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الموسم الرابع، «غيث» ما زال يفيض عطاء لتطمئن قلوب أوجعتها الحياة، وقهَرها الزمن. للموسم الرابع يأتي «غيث» وفي حقيبته كنوز من ذهب الإنسانية، يختار هدفه بدقة، خلفه كاميرا تلحق بعطائه حتى آخر الدنيا، وخلف الكاميرا إنسان تعلّم وأعطى حتى صار رمزاً. 
«قلبي اطمأن»، البرنامج الإماراتي الذي ننتظره في رمضان على شاشة تلفزيون أبوظبي كي نشعر فعلاً بأن الدنيا ما زالت بخير، وأن العطاء لا حدود له، عاد هذا الموسم ليقدم المزيد من القصص التي تبدو من صنع الخيال، أو السينما والدراما لشدة غرابتها. 
برنامج لا يشبه إلا نفسه، بلا صخب يتجول بين الدول، ويختار أصعب الحالات ليقدم لها وجبة من السعادة، وما أجمل تلك اللحظة التي تعكس فيها الكاميرا وقع المفاجأة على وجوه متلقي رسائل السعادة التي يقدمها لهم الشاب «غيث». منتهى الصدق والشفافية والبساطة، والأهم أنها منتهى الإنسانية. 
لا يحتاج «غيث» إلى أكثر من حقيبة ظهره والكاميرا التي ترافقه لتلتقط اللحظات الجميلة التي يشع فيها الأمل وترقص القلوب فرحاً وتتضرع الأيادي حمداً وشكراً. ذهب إلى حيث تخجل الإنسانية من الدخول، حيث معاناة الناس لا تُحتمل، وتحتاج إلى يد تمتد لمساعدتها.
ومع الهلال الأحمر يشكل هذا الشاب فريق عمل ديناميكي. حلقة «مرضى المهق» آلمتنا كثيراً، كيف عرف بمكان وجودهم وبأحوالهم وأحلامهم؟، لا يطرق أبوابهم ليعطيهم المال ثم يرحل، بل يطرق الباب ليسأل عن الأحوال، ونفهم من خلاله ظروف كل حالة. يقدم لنا المعلومات الدقيقة فنتعرف أكثر إلى المرض، أو طبيعة معاناة هؤلاء المصابين، وكيف يمكن مساعدتهم؛ فالبرنامج يقدم المال والمساعدة العينية، مثل تأمين الدراسة، أو العمل، أو المسكن، أو ربما كلها لمن يحتاج إليها حقاً، ويتابع أحوال الناس، والأهم أنه يفعل الخير للخير، وأن «غيث» يواصل إخفاء وجهه كي يبقى للخير جوهره، ويسلط الضوء على الأشخاص ومعاناتهم، ويكونون هم أبطال كل الحلقات. 
حلقة «المهق» كشفت عن معاناة المصابين من أعراضه والتي تؤثر في نظرهم وفي صحتهم (متوسط العمر الذي يعيشونه 40 عاماً)، والأصعب من أعراض المرض هي الأعراض الاجتماعية التي يواجهونها بإرادة وصلابة، فهناك من يخطف الأطفال المصابين بالمهق ليتاجر بأعضائهم، وفي إفريقيا يخطفهم السحرة ويقومون بتعذيبهم، ثم قتلهم، ويحرمون من التعليم. 
كبيرة هي المأساة، وكبير هو الدعم الذي يقدمه «قلبي اطمأن» الإماراتي، ومهم أنه يفتح الباب كي نكون جميعاً شركاء في مساعدة تلك الحالات التي يعرضها عن طريق التواصل والتبرع على أرقام حسابية محددة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"