المناخ يدمر أقدم الفنون الصخرية في العالم

إعداد: مصطفى الزعبي
أدى تغير المناخ في 11 موقعاً بمنطقة ماروس بانجكيب في جزيرة سولاويزي الإندونيسية، إلى تدمير أقدم الفنون الصخرية في العالم التي يعود تاريخها إلى 45.500 ألف عام؛ حيث رسمت الشعوب القديمة على جدران الكهوف باللون الأحمر ورسمت صوراً للثدييات المحلية الكبيرة أو المخلوقات البشرية والحيوانية.
واستكشف العلماء آليات التحلل التي تؤثر في اللوحات الفنية الصخرية القديمة، ووجدوا أن التدهور ازداد سوءاً في العقود الأخيرة، وهو اتجاه من المرجح أن يستمر مع تغير المناخ المتسارع.
وللتحقيق في سبب تدهور هذه الأعمال الفنية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، استخدم العلماء مجموعة من التقنيات العلمية، بما في ذلك استخدام المجاهر عالية الطاقة والتحليلات الكيميائية والتعريف البلوري لمعالجة المشكلة. وكشفوا أن الأملاح التي تنمو فوق وخلف الفن الصخري القديم تتسبب في تقشره؛ حيث تترسب الأملاح على الأسطح الصخرية عبر الماء الذي تمتصه الجدران، ثم تتشكل بلورات الملح، وتنتفخ ثم تنكمش مع ارتفاع درجة حرارة البيئة وبرودتها، مما يولد إجهاداً في الصخر. وتشكل بلورات الملح تحت الغلاف الخارجي الصلب للحجر الجيري القديم؛ حيث يؤدي إلى فصل اللوحة الفنية عن الصخر، ما يؤدي بالتالي إلى مسح الفن.
وفي الأيام الحارة، تنمو الأملاح لأكثر من ثلاثة أضعاف حجمها الأولي، ما يؤدي إلى تقشر جزء منها بحجم نصف اليد في أقل من خمسة أشهر.