عادي
معرض المطارات شهد أحدث التقنيات في الطيران

السفر الذكي حل مستقبلي لمطارات أكثر ديناميكية خلال «كوفيد-19»

18:08 مساء
قراءة 6 دقائق
إسماعيل البلوشي
إسماعيل البلوشي

دبي: «الخليج»
اختتمت فعاليات معرض المطارات في دبي بنجاح كبير وسط حالة من التفاؤل بعودة قريبة للانتعاش في الطلب على السفر خلال الفترة القليلة المقبلة والتأكيد على أهمية السفر الذكي كحل مستقبلي من أجل مطارات أكثر ديناميكية وسلاسة.
ونظراً لتنظيم هذه الدورة من المعرض بصيغة هجينة جمعت بين الحضور الشخصي والتواصل عن بعد، فقد عرضت أيضاً حلولاً فريدة شملت أحدث التقنيات التي يمكن أن تساعد صناعة الطيران على التغلب على أزمة كوفيد-19. وقدم المعرض مجموعة من الحلول التي تم تعريفها بالتركيز القوي على تقنيات عدم التلامس، والذكاء الاصطناعي، والقياسات الحيوية، وبطاقات الحقائب الإلكترونية، والمعالجة خارج الموقع، وتم أيضاً وبشكل بارز عرض التقنيات الجديدة وحلول التنقل النظيف التي تضمن نظافة وسلامة المسافرين.
وعكس معرض المطارات مرونة اللاعبين المهمين في قطاع الطيران في الشرق الأوسط الذين برهنوا أيضاً على استعدادهم للتكيّف مع نمط السفر المتغيّر واعتماد تقنيات جديدة للارتقاء لتوقعات المسافرين في عالم ما بعد كوفيد-19.
تاريخ حافل
كما عكست الاستجابة الكبيرة التي حظي بها المعرض، وببساطة متناهية، الملاحظة التي أبداها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة الذي قال في تصريحات صحفية له على هامش المعرض: «صناعة الطيران لها تاريخ حافل من التعافي بنجاح من الأزمات، وجائحة كوفيد-19 لا تشذّ عن القاعدة، فالانتكاسة مؤقتة وسيكون (القطاع) مرة أخرى على مسارات التحول. وكما كانت الحال في الماضي، فإن دبي ستتابع في المستقبل قيادة نهوض هذه الصناعة من خلال التعاون والتآزر».
وقال دانيال قريشي، مدير مجموعة المعارض في شركة ريد الشرق الأوسط للمعارض المنظمة لهذا المعرض التجاري الذي يرسي الاتجاهات المستقبلية لصناعة المطارات، إن العارضين قد عقدوا اجتماعات مهمة مع ممثلين عن مؤسسات مختلفة من دولة الإمارات، ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي، وكذلك من منطقة الشرق الأوسط، وكان من المشجع رؤية حماس الناس للعودة إلى الوضع الطبيعي بأسرع وقت ممكن والاستفادة من الفترة الحالية للاستعداد لتلبية الطلب حال تحسن الوضع.


خليفة السليس: «التقنيات الذكية ستحدد مستقبل المطارات وتعزز أمنها»

خليفة إبراهيم السليس
خليفة إبراهيم السليس

وقال خليفة إبراهيم السليس، المدير التنفيذي لمؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية في دبي، إنه لن يكون هناك مجال للمطارات التقليدية للعمل من دون التقنيات المستقبلية المتطورة والذكية، ما يؤكد الضرورة الحتمية لقيام مطارات المستقبل بتعزيز الأمن والمرافق عبر الأجهزة الذكية.
وأضاف في كلمته الرئيسية خلال جلسة «التقنيات المستقبلية تعزز أمن المطارات» في منتدى قادة المطارات العالمية، أن إجراءات أمن الجوازات والفحص الصحي التي تقف وراء ساعات طويلة من التأخير هي إجراءات ضرورية ولا يمكن تجنبها. لذلك فإن المطارات الذكية تمثل مستقبل السفر الجوي بسبب الأجهزة الذكية المقدمة لتقليل زمن الانتظار ضمن طوابير مراقبة الجوازات والتفتيش الأمني ​​وفي المنافذ المعفاة من الرسوم الجمركية وغيرها..
وأوضح: «أدت الكاونترات الذكية إلى خفض زمن الانتظار ضمن طوابير مراقبة الجوازات والتفتيش الأمني ​​وفي المنافذ المعفاة من الرسوم الجمركية وغيرها. وتبين الأرقام المسجلة عامي 2018 و2019 أن 78% من مستخدمي هذه الخدمات كانوا من مسافري الدرجة الاقتصادية، الأمر الذي ساعد على تجنب الازدحام وتقليل زمن الانتظار في مبنى المسافرين. وقد أدى استخدام تطبيقات الهواتف الذكية في إجراءات السفر، مثل طباعة بطاقات الصعود إلى الطائرة وحجز التذاكر مسبقاً، إلى خفض زمن الانتظار في المطارات، ما أفضى بالتالي إلى تحقيق التباعد اجتماعي».
خفض التّماس البشري
وفي عامي 2018 و2019، استخدم 40% من مسافري طيران الإمارات خدمة تسجيل الوصول على الإنترنت، في حين عملت أكشاك تسجيل الوصول الذاتي في المطارات على خفض التماس البشري، ما ساعد على تحقيق التباعد الاجتماعي. وتشير التقديرات إلى أن هذه الإجراءات قد خفضت زمن التواجد في المطارات بما لا يقل عن 30%. ويؤدي استخدام التقنية المتطورة والبوابات والأنفاق الذكية وإدخال جوازات السفر الرقمية المدعومة بالتقنية البيومترية إلى تسريع إجراءات السفر.
وتعمل رقمنة التأشيرات والشهادات باستخدام تقنية البلوك تشين والتشفير الرقمي على جعل التلاعب بالوثائق مسألة بالغة الصعوبة، لاسيما حين يقترن ذلك بالتحقق من الهوية عبر القياسات الحيوية وبصمات الأصابع. وقد خفض استخدام البوابات الذكية في مطار دبي زمن إنجاز إجراءات السفر في نقاط الجوازات إلى 15 ثانية فقط، في حين أفضى استخدام النفق الذكي في مطار دبي إلى خفض الزمن إلى 9 ثوان فقط مع انتفاء الحاجة للتوقف أمام مكاتب الجوازات.
إسماعيل البلوشي: تسريع العودة للانتعاش يحتاج إلى تضافر جهود الجهات المعنية
وأكد إسماعيل البلوشي، المدير العام المساعد لقطاع شؤون سلامة الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات أن المجتمع الإماراتي قد عاد إلى وضعه الطبيعي بفضل استراتيجية توزيع لقاح فعالة. 
وقال في جلسة حملت عنوان «إدارة الحركة الجوية في فترة ما بعد كوفيد» خلال منتدى قادة المطارات العالمية: «نحن مستعدون لتلقي أخبار جيدة، وقد وصلنا إلى مستوى ما قبل الجائحة، والمجتمع منفتح وإنما من دون تهاون».
وأضاف: «إن تجارة التجزئة والترفيه هي مؤشر على عودة المجتمع لوضعه الطبيعي، وسوف يرتفع تعافينا عندما تعاود دول أخرى انفتاحها مع دولة الإمارات، ونحن جميعاً نتطلع لعودة الأمور لنصابها في العام 2021. لقد فتحت بعض البلدان حدودها ولكن مع المزيد من الشروط اللازمة للدخول، وهذا وضع يبعث الأمل لجهة التعافي».
وأضاف:«لقد تأثر قطاع الطيران المدني بشكل عميق، وليس لدينا على أي حال أي سيطرة على تدابير الصحة العامة وضبط الحدود. نحن بحاجة للتعاون وتبادل المزيد من الجهود مع الدول والمنظمات غير الحكومية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي».


يحيى الحمادي: الإدارة الموحدة للحركة تساعد على تحقيق التعافي 

يحيى عبد الله الحمادي
يحيى عبد الله الحمادي


وقال يحيى عبد الله الحمادي، المدير التنفيذي لشركة جال لخدمات الملاحة الجوية، إن من شأن اعتماد التقنيات المبتكرة، تمكين مزودي خدمات الملاحة الجوية من لعب دور محوري في دعم التعافي المستدام والفعال لصناعة الطيران في فترة ما بعد كوفيد-19.
وقال الحمادي في معرض كلمته الرئيسية التي ألقاها حول موضوع «كيف تؤمن المجال الجوي في الأوقات الرقمية» على هامش أعمال منتدى مراقبة الحركة الجوية2021، إن لكوفيد-19 تأثيراً عالمياً كبيراً جداً على صناعة الطيران المدني مع تسجيل هذه الصناعة لخسائر وصلت إلى 290 مليار دولار أمريكي في العام 2020.
وقال: «لقد اتخذت الحكومات إجراءات غير مسبوقة لإدارة الجائحة، وللمبادرات أثرها في هذه الصناعة الواثقة من التعافي السريع».
وأضاف: «يجب تحقيق الانتعاش من خلال الاستدامة والكفاءة في كافة مفاصل الصناعة، ومن شأن التعاون الأكبر عبر الحدود والتطور التكنولوجي والمنافسة التجارية أن تؤدي إلى تأمين هذه الصناعة في الأوقات الصعبة».
وقال:«ينبغي تحويل العلاقة بين مزودي خدمات الملاحة الجوية والمطارات وعملاء شركات الطيران إلى كفاءة الأداء، حيث من شأن هذا التحول أن يساعد قابلية التوسع التي ستكون بمثابة استجابة لتلبية حاجات العملاء لجهة التشغيل الفعال وفاعلية التكلفة.
وقال الحمادي: «هناك في ظل التحديات التي نواجهها حالياً كصناعة حاجة إلى تعاون أكبر عبر الحدود في المجالات غير التقليدية، مثل التنظيم والمعايير والحلول التقنية، حيث سيكون من شأن المزيد من التعاون أن يعود بالفائدة على هذه الصناعة بنطاقها الأوسع، فيما ستؤدي استراتيجية اقتصادات الوفرة إلى خفض التكاليف على المشغلين».
وقال:«نحن نشهد اليوم من خلال التقنية المبتكرة وشبكات الألياف فائقة السرعة والكاميرات عالية الدقة، ثورة على صعيد إدارة الحركة الجوية، في حين يتم الآن نشر أبراج المراقبة الجوية الرقمية بوتيرة متزايدة حول العالم. ومع زيادة تقبل الأبراج الرقمية، فإن السؤال الرئيسي هو كيف نسرّع ​​عملية التبني والتنفيذ لتقليل التكلفة وإطلاق العنان للفوائد الإضافية التي يمكن تحقيقها من أبراج التحكم عن بعد».
 الشركات الإيطالية
من جانبه، قال روكو ماركوتشيو، المستشار الإداري لايرتك إيطاليا، إن الشركات المشاركة قد فوجئت بالاستجابة التي تلقتها من الفاعلين على صعيد الطيران الإقليمي خلال المعرض، ما يعكس توق المنطقة لتحسن الوضع وعودة الانتعاش.
وأشار إلى أن لدى منطقة الشرق الأوسط العديد من المطارات المهمة التي يعمل البعض منها على تحسين المرافق باستمرار، ولدى بعضها الآخر خطط توسع طموحة، في حين من المتوقع أيضاً إنشاء مطارات جديدة في المنطقة.
وقال ماركوتشيو: «إنه لوقت مثير للغاية بالنسبة لقطاع الطيران، حيث يتحسن الوضع العالمي تدريجياً، لكن بلدان الشرق الأوسط تبدي توقاً أكبر للاستعداد للمستقبل ومرحلة نمو الطلب. نحن نتابع خطط التوسع الخاصة بمطارات الإمارات وبقية دول المنطقة ومتطلباتها، وبشكل مماثل، فإننا نأمل أيضاً القيام بدور مهم في المملكة العربية السعودية التي لديها خطط طموحة للغاية.»
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"