أصدرت دار كتّاب للنشر والتوزيع رواية «السيد والحشرة» للدكتور محمد حمدان بن جرش.
أمسك د. بن جرش في هذه الرواية بتلابيب تقنيات البناء الفني للرواية عبر لغة سردية شفيفة فيها الكثير من الابتكار والجدة والتكثيف، مجانباً في ذلك الابتذال والتكرار والحشو والمباشرة.
لقد عكست أحداث الرواية الرئيسة والفرعية، قدرة المؤلف على توظيف الزمكانية توظيفاً فنياً لا تخدم الشخوص فقط، بل تعمل على تعميق الأحداث، وصياغة فضاءات لأسئلة مستفزة عديدة. أما عن نهجه في إبداع روايته، فهو مزيج بين الفنية، والواقعية السحرية، بحيث يحار المتلقي في حسم موقعه، بسبب تماهي الواقعية مع الغرائبية، والعكس صحيح أيضاً.
ولعل هذا النهج ساهم في تعميق المتعة وإبراز التشويق. ليس هذا فحسب، وإنما تتبدى الحكاية زاهية في نسيج الواقع، مع بروز الترادف مع غرائبية وقدرة بطل الرواية الخارقة وطاقته اللافتة.
كل ذلك يستدعي القارئ للبحث عن دلالة الإسقاطات والمرموزات التي يمكن تلخيصها في رفض الظلم ومواجهة الطغاة في أي زمان وأي مكان، وفي أي بقعة من بقاع الأرض.
ولا بد من الإشارة إلى النهاية المفتوحة في الرواية، لكأن الكاتب أراد أن يقول: «أبناء الوطن الخلص ما زالوا يواجهون الظالمين، لأن الظلم يولد ظلماً، وهكذا هي الحياة صراع بين الخير والشر باستمرار».
