عادي

«شقة قديمة».. الطفولة بيت الذاكرة

23:28 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

«حكاية شقة قديمة».. هي رواية للروسية ألكساندرا ليتفينا من ترجمة علاء عمر، وصدرت عن مشروع كلمة في أبوظبي، وتحكي قصة ست عائلات سكنت في شقة قديمة على مدار نحو قرن، واللافت في الرواية هو الناحية التوثيقية لمقتنيات وذكريات العائلات الست، من النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية.

وتفاعل عدد كبير من القراء مع هذا العمل الإبداعي شكلاً ومضموناً، فالرواية بحسب هؤلاء تختصر حكاية أولئك الناس البسطاء الذين عاشوا فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهي بكل تأكيد توثق لتاريخ وحقبة من عمر روسيا في بداية القرن العشرين.

قارئة تؤكد إعجابها بالرواية بقولها: «يا له من كتاب رائع، لم أر قط شيئا مثله، وهو من خلال ما فيه من سرد مشوق ورسومات يقوم بتثقيف القراء حول التاريخ الروسي في القرن العشرين» وتتابع: «أنت تقرأ في الكتاب كل ما هو مفاجئ وجديد، ثم تتتبع تطور الأحداث مع مرور الزمن، فتتغير الشقة مع كل مرحلة زمنية لتعكس التغييرات التي حدثت في روسيا».

وتسلط قارئة الضوء على العائلة الأولى التي سكنت الشقة، وهي عائلة ثرية، وفي مرحلة لاحقة تم تقسيم الشقة الواسعة إلى شقق مشتركة بعد الثورة البلشفية، فتقول: «العديد من الأجيال التي عاشت هناك، مرت بأحداث سياسية واجتماعية من عمر الاتحاد السوفييتي مروراً بنهاية الحرب الباردة، وبدايات الديمقراطية»، وتضيف: «الكتاب مملوء بالقطع الأثرية من الألعاب والأثاث والقصائد وقصاصات الصحف والبطاقات الملونة، وفي حين تم تصنيف الكتاب على أنه كتاب للأطفال، فإن القراء الأكبر هم الذين سيقدّرونه حق تقديره».

«إنها باختصار حكايات الناس البسطاء الذين عاشوا في هذه الشقة القديمة».. وبهذا الاستهلال تصف قارئة عوالم الرواية، وتقول: «تصعد ثلاثة طوابق إلى الأعلى، فيقابلك باب على الجانب الأيسر، ها أنت في شقة عائلة مورومتسيف، تعرفنا إلى أجيال من هذه العائلة، وإلى جيرانهم وأصدقائهم، أصبحنا شهود عيان على لحظات لقاء ولحظات وداع، وعلى أبطال الحكاية، وأكثر من ذلك على أشيائهم، من الأثاث والملابس وأدوات الطبخ وخلافها، من الكتب والدمى، وكل تفاصيل تلك الحياة اليومية».

وتتابع: «تلك الأشياء تحمل في داخلها بصمات الزمن، تحفظ الذكرى والأثر والعبق، إنها شاهدة على التفاصيل التي لا ترصدها الكتب المدرسية، إنها حكايات عائلاتنا، وأصدقائنا.. إنها حكاياتنا نحن».

الكتاب يستعيد الطفولة، حيث تقول قارئة: «عدت على نحو مباغت إلى طفولتي، حيث لم أكن مهتمة بالقراءة على الإطلاق، وبعد قراءة الرواية، وتعرفي إلى ألعاب أطفال تلك المرحلة، ومشاهدتي للمقتنيات والذكريات الخاصة، فقد استولى كل ذلك على عقلي ووجداني» وتتابع: «في تلك الألعاب التي أخذتني إلى البعيد، تذكرت طفولتي، هناك إحساس عارم بالتذكر، وهي ذكريات ليست مطلوبة فقط، بل يجب مشاركتها، فهي أكثر من شخصية، وبطبيعة الحال، فإن الكتاب ليس كتاباً مدرسياً في التاريخ، إنه أكثر من ذلك بكثير».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"