عادي

«نهر الزمن».. الفاجعة بعين متهكمة

23:22 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: عثمان حسن

«نهر الزمن» هي واحدة من روايات الكاتب الصيني يو هوا صدرت في القاهرة ضمن مطبوعات «بيت الحكمة الصيني»، و«دار المتوسط» العراقية، بترجمة يحيى مختار، الذي يصف كتابات هوا، بأنها تتسم بالدراما النفسية والعمق الانفعالي، وقد سبق لمختار أن ترجم للكاتب نفسه «صرخات تحت رذاذ المطر».

تدور الرواية حول شخصية بطلها الطفل سون قوانج لين الذي أصبح راشداً، وها هو يروي سلسلة من الأحداث، من موقف المتفرج يبرز من خلالها تفاصيل المسار الزمني لأحداث حياته، منذ كان في السادسة إلى أن بلغ الثامنة عشرة.

يمارس يو هوا في روايته الجديدة سرداً غير تقليدي، وكما هو شأنه في معظم أعماله السابقة يسرد «نهر الزمن» من خلال ضمير المتكلم، فيقدم على لسان بطله وقائع وأحداثاً حصلت في ستينات وسبعينات القرن الماضي في الصين حول حياة طفل انعزل عمن حوله، ويحاول جاهداً فهم حياته غير الطبيعية، تلك الحياة المملوءة بالكوميديا السوداء والأحداث المتناقضة.

حازت الرواية إعجاب الكثير من القارئات والقرّاء، الذين تناولوها من جوانب عدة، لعل أبرزها قدرة المؤلف على تقديم رواية ممتعة صاغها بأسلوب ساحر، تجلى في كثير من فصول الرواية.

«هذه تحفة إنسانية من الأدب الصيني».. هكذا تستهل قارئة تعليقها على الرواية؛ حيث تسلط الضوء على حياة بطلها سون الذي عاش حياة أقل ما توصف بأنها غير سعيدة على الإطلاق فيكتشف أنه منسي ممن حوله، وسط أب مدمن على الكحول، وأم ضعيفة، وأخوه مشتتين وأسرة مفككة، وتقول: «هي رواية الاغتراب عن النفس، وعن الوطن، وعن الواقع، وهي أيضاً رواية الحنين، ونهر الزمن الذي يبتلعنا جميعاً».. وتتابع: «ثمة كتب بعد الانتهاء منها تتركك شخصاً آخر غير الشخص الأول، تتركك في دهشة من أمرك، فكيف استطاع نص، مجرد نص، أن يثير في داخلي كل هذه المشاعر المضطربة؟».

بدوره يعبر قارئ عن سعادته بهذه الرواية فيصفها، بقوله: «جمال منقطع النظير، ذكاء في الأسلوب مع متعة الحكي، ورشاقة السرد في التنقل بين الأزمنة والأمكنة، نموذج للسهل الممتنع في القدرة على تحويل أي حدث عادي لحدث غير عادي».

ويبدي نفس القارئ إعجابه بقدرة مترجم الرواية على إبراز الشحنة العاطفية لهذا العمل، وقدرته في المحافظة على روح النص الأصلي، كما يفسر إعجابه بالرواية بكلمات دالة، ويقول: «رواية مختلفة عما سبق وقرأتها، ولو قدر لي يوماً ما أكتب رواية، فأتمنى أن تكون على ذات السوية والمنهج الذي كتبت به هذه الرواية».

وعلى ذات النسق، تؤكد قارئة أن الرواية تتخللها الكثير من المشاعر المتناقضة، التي تجعل القارئ يشعر بها، يراها ويلمسها، وتظهر أمامه بطريقة تجعله مغرماً وحزيناً في الوقت ذاته.

من جهته يقدم قارئ رؤية شبه نقدية لهذه الرواية بتأكيده أن تفاصيل المسار الزمني للعمل، مرتبطة بالشك المحيط بالمصير الإنساني، وتطور مشاعر النفس البشرية بالتدريج، وكيف أثر ذلك في حياة بطلها وعلاقاته مع عالمه ورؤيته لنفسه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"