عادي

«طالبان» تستعيد حكم أفغانستان.. والعالم يترقب

23:55 مساء
قراءة 4 دقائق
6
1
1
أفغانستان

دخل مقاتلو حركة «طالبان» العاصمة الأفغانية كابول، أمس الأحد، وقالوا إنهم يتوقعون تسلّم السلطة في غضون أيام، متعهدين بتخفيف مواقفهم السابقة، بينما بدا الموقف ضبابياً ومشوشاً بسبب تصريحات متضاربة لمسؤولين أفغانيين ومن «طالبان» ومن تضارب الأقوال مع المواقف على الأرض.

دخول من جميع الاتجاهات

قال مسؤول كبير في وزارة الداخلية الأفغانية ل«رويترز»: إن «طالبان» تتقدم من جميع الجهات. ولم ترد تقارير عن قتال.

وأفاد مستشفى كابول على «تويتر»، بإصابة أكثر من 40 شخصاً في اشتباكات على مشارف كابول ونقلهم للعلاج. 

وقال ثلاثة مسؤولين أفغان لوكالة «أسوشيتد برس»: إن عناصر «طالبان» دخلوا مناطق كالاكان وقراباغ وباغمان في العاصمة.  وتعهد المسلحون في وقت لاحق بعدم الاستيلاء على كابول بالقوة، على الرغم من سماع دوي إطلاق نار متقطع في العاصمة. 

وأضافت «طالبان» لن تتضرر حياة وممتلكات وكرامة أي شخص ولن تتعرض أرواح مواطني كابول للخطر.

ويعيش آلاف المدنيين الآن في حدائق وأماكن مفتوحة في كابول نفسها خوفاً من المستقبل. بينما بدت كابول هادئة أمس الأحد؛ حيث توقفت بعض أجهزة الصراف الآلي عن توزيع الأموال النقدية وتجمع المئات أمام البنوك الخاصة، في محاولة لسحب مدخراتهم.

دخول لحفظ الأمن

قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة «طالبان» أمس الأحد إن الحركة أمرت مقاتليها بدخول كابول لمنع عمليات النهب بعد أن غادرت الشرطة المحلية مواقعها.

جاء بيان المتحدث بعد وقت قصير من إعلان مسؤول أفغاني بارز هو عبدالله عبدالله المسؤول الكبير عن ملف المصالحة، أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد. فيما ترددت أنباء عن تولي الرئيس السابق حامد قرضاي وعبدالله عبدالله المسؤولية.

وذكر مسؤول بالقصر الرئاسي، أن الرئيس يجري محادثات عاجلة مع مبعوث السلام الأمريكي زلماي خليل زاد، ومسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي.

وأفادت شبكة (سي إن إن)، أمس الأحد، بوصول ثمانية أو تسعة ممثلين عن «طالبان» وموجودون حالياً داخل القصر بينهم  أنس حقاني شقيق نائب زعيم الحركة سراج الدين حقاني. 

إدارة انتقالية

وقال عبد الستار ميرزاكوال القائم بأعمال وزير الداخلية، في تغريدة بثتها قناة طلوع الإخبارية: إن السلطة ستُسلم إلى إدارة انتقالية. 

وأضاف دون الخوض في التفاصيل: «لن يكون هناك هجوم على المدينة، وجرى الاتفاق على أن يكون التسليم سلمياً».

وقال مجاهد المتحدث باسم «طالبان» في بيان: إن الحركة تجري محادثات مع الحكومة من أجل تسليم كابول سلمياً. وجاء في بيان الحركة أن مقاتلي «طالبان» في وضع الاستعداد على جميع مداخل كابول لحين الاتفاق على انتقال السلطة سلمياً وبشكل مرض.

وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية إن علي أحمد جلالي، الأكاديمي المقيم في الولايات المتحدة ووزير الداخلية الأفغاني السابق، من المرجح تعيينه رئيساً للإدارة المؤقتة في كابول.

وفد حكومي يلتقي ممثلي «طالبان»

قال مفاوض حكومي أفغاني إن وفداً تابعاً للحكومة الأفغانية يضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله توجه إلى قطر أمس الأحد للقاء ممثلين عن حركة طالبان.

وأكد فوزي كوفي، وهو عضو في فريق تفاوض كابول، لرويترز أن الوفد سيلتقي مع طالبان في قطر بعد دخول مقاتلي الحركة العاصمة الأفغانية في وقت سابق. وقال مصدر مطلع لرويترز إن أعضاء الوفد الأفغاني وممثلي طالبان سيناقشون تسليم السلطة وأضاف أن مسؤولين أمريكيين سيشاركون أيضاً. 

و أصاب تقدم «طالبان» بسهولة العالم بالصدمة، خاصة أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول أنفقت مليارات الدولارات على بناء قوات حكومية أفغانية محلية.

فوضى

وقال سكان إن العديد من شوارع كابول يعج بالسيارات وإن الناس يحاولون إما العودة إلى منازلهم سريعاً أو الوصول إلى المطار.

وقال أحد السكان ل«رويترز» عبر الهاتف: «البعض ترك المفاتيح في السيارة وبدأ يسير على قدميه إلى المطار». وأضاف: «الجميع يعودون إلى منازلهم خوفاً من القتال».

وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، شوهد لاجئون من أقاليم تسيطر عليها «طالبان» ينزلون متعلقاتهم من سيارات أجرة وأسر واقفة أمام بوابات السفارات في حين اكتظ وسط المدينة بأناس يرغبون في شراء الإمدادات لتخزينها.

مروحيات في السفارة

ولم تعترف الحكومة الأمريكية على الفور بالتحركات. على الرغم من ذلك، أمكن رؤية سحب الدخان بالقرب من سطح السفارة الأمريكية؛ حيث قام الدبلوماسيون بتدمير وثائق حساسة بشكل عاجل، وفقاً لمسؤولين عسكريين أمريكيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.

كما هبطت مروحيات سيكورسكي بلاك هوك، التي عادة ما تحمل جنوداً، بالقرب من السفارة أيضاً؛ حيث قررت الولايات المتحدة قبل أيام قليلة إرسال 3000 جندي جديد للمساعدة على إجلاء بعض الأفراد من السفارة الأمريكية.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه يجري نقل الدبلوماسيين بمروحيات من السفارة في منطقة وزير أكبر خان المحصنة إلى المطار. وأرسل المزيد من القوات الأمريكية للمساعدة على الإجلاء.

وقال مسؤول أمريكي إن الأعضاء الرئيسيين في الفريق الأمريكي، يباشرون عملهم من مطار كابول. 

سيطرة كاملة على الحدود

في وقت سابق، أمس الأحد، سيطرت «طالبان» على مدينة جلال أباد الشرقية مما منحها السيطرة على أحد الطرق السريعة الرئيسية في أفغانستان. 

وسيطر مقاتلو الحركة أيضاً على معبر تورخم الحدودي القريب مع باكستان، ليصبح بذلك مطار كابول هو السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان ولا يزال في قبضة الحكومة.

بايدن يدافع

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن،  السبت إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة على إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأمريكيين بطريقة «منظمة وآمنة». 

اجتماع لمجلس الأمن

أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، أمس الأحد، أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان.

وأكد المسؤول زامير زابولوف لوكالات أنباء روسية: أن اجتماعاً سيعقد قريباً.

كما يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، دعوة البرلمان المعلق حالياً بسبب العطلة الصيفية لعقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع لمناقشة الوضع في أفغانستان.

وأعلنت موسكو، أنها لا تعتزم إخلاء سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول. وقال  زابولوف: «لا إجلاء مرتقب»، مشيراً إلى أنه على تواصل مباشر مع السفير الروسي في كابول، وأن المتعاونين معه يواصلون العمل بهدوء في السفارة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"