الانخفاض اليومي في الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» في الإمارات، في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الحالات الجديدة والوفيات في مختلف دول العالم، له دلالات كثيرة، أهمها نجاعة البرامج والخطط الوطنية في التعامل مع الجائحة، من الفريق الوطني المكلف هذه المهمة، بمساندة مختلف القطاعات المعنية، وبسالة خط الدفاع الأول في التعامل مع الحالات وسرعة شفائها، والحدّ من نسب حدوث المضاعفات بشكل لافت.
مسارات عدّة تطبّق وبوتيرة عالية في مكافحة الجائحة، الأول يشمل المضي قدماً في برنامج التطعيم، عبر توفير مختلف أنواع اللقاحات الواقية من الفيروس، لمختلف الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين مجاناً، والتوسع في مراكز إعطاء اللقاحات، ما رفع نسبة إجمالي السكان الذين تلقوا التطعيم في الدولة إلى 83.14% للجرعة الأولى، و73.42% تلقوا جرعتين، وهذا بدوره يساعد في تعزيز مناعة أفراد المجتمع.
المسار الثاني استمرارية إجراء الفحوص اليومية، في عشرات المراكز المتخصصة في الدولة، إلى جانب المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، للمضي قدماً في اكتشاف الحالات في مراحل مبكرة، والتعامل معها في الوقت المناسب، من علاج وعزل، إلى جانب حجر المخالطين، ما ساعد كثيراً في الحدّ من الإصابات الجديدة، الأمر الذي يعزز النجاحات التي تتحقق في مواجهة الوباء.
أما المسار الثالث، وهو تسخير جميع الإمكانيات لتوفير أفضل العلاجات والخدمات للمصابين، ومنها توفير العقار الحديث عالمياً الذي يعطى لمصابي «كورونا» من المسنين الذين يعانون أمراضاً مزمنة وتحديات صحية في المناعة وفي الجهاز التنفسي، ما ساعد على خفض نسب الدخول إلى أقسام العناية المركزة في المستشفيات، وخفض نسب الوفيات بنسبة عالية جداً تصل إلى أكثر من 97% من إجمالي المرضى الذين يعطون العقار، وهذه المسارات والبرامج التي تُطبّق، تتوصل الجهات المعنية إليها، بناء على متابعات دقيقة من مختلف الفرق المكلفة، لآخر المستجدات، وحرصاً من القيادة الرشيدة والحكومة على الحفاظ على سلامة الجميع في الدرجة الأولى.
وأحد أهم الدلالات الأخرى، ارتفاع حالات الشفاء اليومية، مقارنة بعدد الإصابات الجديدة؛ فعلى سبيل المثال بلغت حالات الشفاء أمس 1605 والإصابات 1089، والفارق بينهما 516، وهذا يعني تخفيف الضغط على المنشآت الصحية والمستشفيات الميدانية ومراكز العزل.
واستمرارية هذه النتائج المبشرة تتطلب من الجميع التعاون وتحمّل المسؤولية، بالالتزام التام بالإجراءات الوقائية، بما في ذلك الفحص الدوري وأخذ الجرعات المقررة من اللقاح.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
