مبررات غير منطقية

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

من أهم القضايا التي تشغل بال أولياء الأمور في غمرة الاستعدادات لعام دراسي جديد الرسوم الدراسية، التي تشكل عبئاً ثقيلاً على غالبية أولياء الأمور ممن لديهم أكثر من طالب، وعلى وجه الخصوص الطلبة الجدد الذين تفرض عليهم رسوم خيالية من قبل إدارات المدارس، التي أجرت توسعات في مبانيها، وهذه التوسعة يجب ألا تكون مبرراً في مضاعفة الرسوم المدرسية. 
إحدى المدارس التي ألحقت بمبانيها القديمة مباني جديدة مع زيادة مساحات الساحات والملاعب الرياضية وغير ذلك من الخدمات، أعلنت لأولياء الأمور عن قائمة رسومها الجديدة والتي تعتبر مفاجئة للجميع، وغير منطقية ومبالغ فيها لدرجة كبيرة، ما اضطر العديد من أولياء الأمور ممن لديهم طلبة مستجدون إلى نقل أبنائهم في هذه المدرسة إلى مدارس أخرى. 
لائحة الرسوم في هذه المدرسة تضمنت رسوماً غير متوقعة على الطلبة المستجدين، على سبيل المثال رسوم الطالب المستجد في السنة الأولى أكثر من 32 ألف درهم سنوياً، بينما رسوم الطالب المنتقل من الروضة إلى السنة الأولى في المدرسة نفسها في حدود 16 ألف درهم، أي الفارق 16 ألف درهم بين الطالب المستجد، والطالب غير المستجد، فهل يعقل أن يكون في الصف الدراسي نفسه، طالب تسدد أسرته 32 ألف درهم وآخر تسدد 16 ألف درهم.
المفارقة الأخرى أنه وفق قائمة الرسوم لهذه المدرسة رسوم طالب السنة الأولى المستجد 32 ألف درهم، ورسوم طالب السنة ال12 غير المستجد 29 ألف درهم، أي أقل من رسوم الطالب المستجد في السنة الأولى، بحدود 3 ألاف درهم، وتصل رسوم الطالب المستجد في الصف 12 إلى 57 ألف درهم أي تزيد على رسوم طالب الجامعة بأكثر من 10 آلاف درهم. 
هل يجوز أن تترك الحرية للمدارس الخاصة التي حدّثت مبانيها، في تحديد قائمة رسومها للطلبة المستجدين كيفما تشاء، بعيداً عن رقابة القطاعات المعنية؟، وما المنطق الذي يسمح فيه لأي مدرسة أنشأت مبنى جديداً أو أجرت توسعات في مبانيها برفع أسعار رسومها للطلبة المستجدين بشكل خيالي؟ لدرجة أن رسوم الطلبة المستجدين ضعف الطلبة القدامى في الصف الدراسي نفسه، هذه قضية هامة يجب إيجاد حل لها، حتى لا يكون الفارق في الرسوم الدراسية بين الطلبة في الصف الواحد مرتفعاً جداً، والأهم التخفيف عن كاهل أولياء أمور الطلبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"