المنتج المحلي

توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بزراعة 3500 شتلة مثمرة في جبل استراحة الكتاب بمدينة كلباء، ستحوّل الجبل إلى غابة من أشجار الفاكهة المثمرة، وهذا من شأنه أن يعزز مسيرة التنمية الزراعية التي أرسى قواعدها المغفور له، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
زراعة مختلف أنواع أشجار الفاكهة والأشجار المثمرة في ربوع الوطن، مطلب حيوي وأساسي في ظل التنوع الجغرافي للدولة التي تزخر بالجبال والهضاب والسهول وضفاف الوديان، ما يفتح المجال لزراعة مختلف أنواع أشجار الفاكهة، وسبق ونجحت زراعتها بامتياز في العديد من المناطق، منها جبال جزيرة صير بني ياس، وجزيرة دلما، حيث انتشرت فيهما مزارع الزيتون والحمضيات ومختلف أنواع الفاكهة، وأعطت ثماراً ذات جودة عالية.
هناك كثير من الأشجار المثمرة التي تنجح زراعتها في الإمارات وتناسبها الظروف المناخية السائدة في الدولة، ما يدفع جهات الاختصاص إلى الاهتمام بشكل أكبر باستصلاح الأراضي في المناطق الجبلية والمرتفعة لزراعة الأشجار المثمرة وبالذات أشجار الفاكهة التي يتطلب بعضها درجات حرارة معتدلة، كما أن هناك الكثير من الأشجار المثمرة التي تنجح زراعتها في البيئات الساحلية، ما يتطلب الإكثار من هذه الأشجار بدلاً من الأشجار الحرجية غير المثمرة.
المنتج المحلي ينافس كثيراً من المنتجات المستوردة، إلا أن الأمر يتطلب اهتماماً أكبر بعملية التسويق في مختلف منافذ البيع، وليس بالضرورة أن يكون سعر المنتج المحلي أقل من سعر الأصناف المستوردة؛ لأن هناك اعتقاداً عند نسبة لا بأس بها من المستهلكين مضمونه أنه كلما انخفض سعر المنتج، كلما قلت الجودة، وهذا غير صحيح.
أمر آخر في غاية الأهمية، وهو ما نلاحظه جميعاً في التعامل مع المنتج المحلي بالذات، بعض أصناف الفاكهة التي يتم عرضها بشكل غير لائق في بعض منافذ البيع، وكأنها أقل جودة من المنتج المستورد. فعلى سبيل المثال يتم عرض عشرات الصناديق من المانجو المحلي في زاوية من أحد منافذ البيع الكبيرة بشكل غير واضح، وغير مرتب، وبسعر قليل جداً، على الرغم من أنها أكثر جودة من المستورد، ما يتطلب فرض رقابة مشددة على مثل هذه المنافذ لعرض المنتج المحلي بشكل أفضل.

[email protected]