عادي

«كورونا» يوهن النظام الصحي الذي تفتخر به كوبا

21:18 مساء
قراءة دقيقتين

هافانا- أ.ف.ب

بين طبيب يستخدم شريط سماعته ليوصل الأكسجين لمريضين ومرضى يقومون بمحاولات يائسة للحصول على أدوية عبر شبكات التواصل، أدى انفجار عدد الإصابات بوباء «كوفيد» في كوبا إلى زعزعة نظامها الصحي الذي يعد مصدر فخر وركيزة اجتماعية للجزيرة.

وفي 26 تموز/ يوليو، واجه الطبيب بيدرو خوليو ميراندا غيفارا (26 عاماً) معضلة. فبينما كان يعمل في المستشفى الجنوبي لمقاطعة فيلا كلارا في وسط البلاد، كان لديه أربعة مرضى في حالة خطرة في حين لم تتوفر سوى ثلاث عبوات أكسجين.

وقال في تسجيل صوتي أرسله عبر تطبيق «واتساب»: «هل يمكنك أن تتخيل أن... تقرر من يجب أن يعيش ومن يجب أن يموت؟ قلت لنفسي إنه إذا لم أفعل شيئاً، فسيموت أحد المرضى الأربعة بالتأكيد».

وأضاف أنه شعر بخوف شديد وبحث عن حل لجعل مريضين يتقاسمان عبوة. وقال: «لمعت في رأسي فكرة. كان الحل قريباً جداً مني ولم أتمكن من رؤيته لأنه كان معلقاً على رقبتي» وهي سماعة الطبيب التي قام بفك أنبوبها الذي ينقسم إلى فرعين في نهايته ووصله بالأسطوانة ليؤمن مخرجين للهواء.

ويعكس هذا الحل البدائي وضع المستشفيات الكوبية التي تواجه أوضاعاً تفوق قدرتها بعدما أدى وصول المتحورة «دلتا» إلى انفجار في عدد الإصابات ب«كورونا» منذ تموز/يوليو.

وفي إقليم هولغوين في الشرق تحدث عشرات الأطباء في مقطعي فيديو جماعيين عن «انهيار» النظام الصحي في مبادرة نادرة تعبر عن الغضب في هذه الدولة.

«خارج السيطرة»

واضطر الرئيس ميغيل دياز كانيل للاعتراف في 12 آب/ أغسطس بأن «الوضع الحالي للوباء تجاوز قدرات النظام الصحي». فالأرقام المسجلة في كوبا مثيرة للقلق بعد أن تمكنت من إدارة الأزمة الصحية بشكل جيد في الأشهر الأولى.

ففي 22 آب/ أغسطس كان معدل الإصابات اليومية أكبر «بنسبة 39,2 في المئة من المتوسط في نهاية تموز/ يوليو» على حد قول وزير الصحة خوسيه أنخيل بورتال. وفي المجموع سجلت 646 ألفاً و513 إصابة منها 5219 وفاة في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 11,2 مليون نسمة.

وقال أميلكار بيريز ريفيرول الباحث الكوبي من مؤسسة فابيسب في جامعة ولاية ساو باولو بالبرازيل إن «الوضع خطير وهناك انتشار سريع للفيروس وبات خارجاً عن السيطرة».

وأشار إلى أنه «لعدة أسابيع كانت نسبة نتائج (اختبارات الكشف) الإيجابية في كوبا نحو 20 في المئة» أي أكثر بأربعة أضعاف من المعدل الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية «إنذاراً بانتشار فيروسي مرتفع».

ويذكر الباحث بأن أهم ميزة للنظام الصحي الكوبي الذي يعد الركن الاجتماعي للثورة إلى جانب التعليم، هي الوقاية.

ولدى كوبا 82 طبيباً لكل 10 آلاف نسمة حسب منظمة الصحة العالمية (مقابل 32 في فرنسا و26 في الولايات المتحدة). وهي تعد رائدة العالم في هذا المجال، حتى أنها تمكنت من إرسال أربعة آلاف مهني من القطاع الصحي لتعزيز إمكانيات نحو أربعين بلداً في مواجهة «كوفيد-19».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"