عادي
يستقطب الكفاءات المواطنة في التمريض وطب الطوارئ

«نافس» يمثل إطاراً وطنياً لتعزيز جاذبية المهن الصحية

20:17 مساء
قراءة 7 دقائق
9

متابعة: إيمان عبدالله آل علي

تشكل مهنة التمريض الضلع الثالث في منظومة القطاع الصحي التي تتكون من الطب والتمريض والصيدلة، ما يجعلها من أنبل المهن الإنسانية، وشهدت هذه المهنة عزوفاً من المواطنين عن الالتحاق بها، ولكن في الفترة الأخيرة شهدت إقبالاً متزايداً مقارنة مع الأعوام السابقة، ولمزيد من التشجيع للشباب الإماراتي، من الإناث والذكور، على الإقبال على التمريض، أطلقت الحكومة برنامجاً متكاملاً لتطوير كوادر وطنية في قطاع التمريض ضمن مشاريع الخمسين، يشمل 3 مسارات تدريبية وأكاديمية تتضمن المساعد الصحي، ودبلوماً عالياً في طب الطوارئ، وبرنامج البكالوريوس للتمريض، ويستهدف 10 آلاف مواطن خلال 5 سنوات.

وشكلت تلك المبادرة دافعاً للشباب للإقبال على دراسة التمريض وطب الطوارئ، لدورهم العظيم في الوقوف جنباً إلى جنب مع الأطباء والفنيين في القطاع الصحي، لمواجهة الأمراض والإصابات والأوبئة، ومنها وباء «كوفيد-19»، الذي أثبت الدور الكبير الذي يؤديه الممرضون وهم يقدمون تضحياتهم الكبيرة في سبيل إنقاذ حياة المرضى، حتى نالوا لقب خط الدفاع الأول والتكريم والإشادة من المجتمع، والقيادة الرشيدة.

ضرورة استراتيجية

أكدت د.سمية البلوشي مديرة إدارة التمريض في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ورئيسة اللجنة الوطنية العليا لشؤون التمريض والقبالة، أن احتياج القطاع الصحي في الدولة لكوادر تمريضية مواطنة من الجنسين ضرورة استراتيجية لتحقيق الرؤى المستقبلية للقيادة الرشيدة نحو تعزيز الرعاية الصحية وتحقيق الريادة والتنافسية العالمية، وتعد مشاريع الخمسين دافعاً للشباب الاماراتي للالتحاق بمهنة التمريض والسعي نحو المسار التخصصي، خاصة في مجال الرعاية الحرجة والمجتمعية.

وقالت: إن المشاريع المطروحة للقطاع الصحي ذات أهمية كبرى، حيث تسهم في تعزيز النظام الصحي في الدولة، وبالأخص في القطاع الخاص، من خلال بناء كادر بشري مواطن مؤهل، وفي تطور وظيفي مستمر يدعم مواكبة التطورات العالمية وتقديم أحدث أساليب العلاج والرعاية التخصصية، وتسهم المبادرة في تشجيع الشباب الإماراتي، من كلا الجنسين، على الالتحاق بمهنة التمريض، لما لها من مستقبل واعد ومسار وظيفي متنوع التخصصات، حيث تحظى مهنة التمريض بدعم القيادة الرشيدة التي أثنت على أهمية هذه المهنة في النظام الصحي ودورها الجوهري في تعزيز أسس الرعاية الصحية.

من أسمى وأنبل المهن

وأكدت د.موزة الشرهان رئيسة جمعية الإمارات الطبية، أن مهنة التمريض تعتبر من أسمى وأنبل المهن، وجائحة «كورونا» سلطت الضوء على تلك الكوادر التمريضية بشكل أكبر، ولكن في الوقت نفسه تعتبر من أكثر المهن التي تتعرض لعزوف الكوادر الإماراتية عن الالتحاق بها.

وقالت إن قطاع التمريض في الدولة يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، خاصة مع صدور السياسة الوطنية للتمريض، والاستراتيجية الوطنية لتعزيز جاذبية مهنتي التمريض والقبالة والتي تعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات، حيث نجد أن ثمة إقبالاً أكبر على دراسة التمريض، ومشاريع الخمسين التي تستهدف ١٠ آلاف مواطن خلال ٥ سنوات عبر المنح الدراسية المدفوعة ستسهم في تطوير الكوادر المواطنة في مجال التمريض، وزيادة الإقبال على تلك التخصصات كطب الطوارئ والتمريض، خاصة مع تبني أساليب جديدة تشجع الشباب الإماراتيين على الالتحاق بمهنة التمريض، إضافة إلى ذلك، فمن الضروري وضع الاستراتيجيات الخاصة بتشجيع الممرضات الإماراتيات للانضمام إلى الدورات والبرامج المتخصصة بالتمريض، مثل العناية المركزة، وعناية الأطفال، للحاجة الكبيرة لمثل تلك التخصصات.

حاجة كبيرة

وقال د.سهيل الركن رئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب إنه مع تطور القطاع الطبي على مستوى الدولة، وزيادة المستشفيات والمراكز الطبية هناك حاجة كبيرة لإيجاد برامج للتمريض وطب الطوارئ، لدعم المنظومة الصحية على مستوى الدولة، حيث إن تخصص التمريض يعتبر من التخصصات النادرة التي يقبل عليها المواطنون لضعف المردود المادي، ومثل هذه المبادرات كمشاريع الخمسين التي تركز على القطاع الصحي، وتحديداً التمريض وطب الطوارئ، ستسهم في زيادة إقبال الشباب الإماراتي على ذلك، وأيضاً هناك تخصصات متنوعة في طب الطوارئ، ووجود دبلوم عال في هذا المجال يزيد عدد الكوادر التي تعمل في طب الطوارئ، وتعتبر هذه المبادرة من المبادرات القوية التي تدعم القطاعي الصحيين، الحكومي والخاص، على حد سواء، ما يزيد من جهوزية القطاع الصحي لإدارة الأزمات الصحية كجائحة كورونا، وغيرها.

رواتب قليلة

وأكد د.عادل السجواني أخصائي طب أسرة، أن مبادرة الخمسين في ما يخص القطاع التمريضي وطب الطوارئ متميزة، في ظل معاناة تلك القطاعات من ندرة الكوادر الإماراتية فيها، نتيجة أن رواتب تلك المهن قليلة مقارنة مع القطاعات الأخرى، وفرص الحصول على رواتب أعلى في التخصصات الأخرى تعتبر أعلى، بالتالي لا يتوجه الكثير من المواطنين لتلك التخصصات، ومع الدعم من خلال مشاريع الخمسين بدعم الكوادر المواطنة في مهنة التمريض وتقديم الحوافز لتلك الفئات وتوفير المنح الدراسية ودعمها بعد العمل، سيشكل كل ذلك فرصاً جيدة للشباب الإماراتي للالتحاق بتلك المهن المهمة.

وقال: لابد من تحفيز جاذبية مهنة التمريض من خلال رفع الرواتب، وتشجيعهم على الاستمرار في التمريض عبر تقديم الحوافز المادية حتى لا ينتقل الممرض المواطن إلى العمل الإداري بحثاً عن الراتب الأفضل.

مشكلة كل الدول

وأكد د.سيف درويش أخصائي طب المجتمع، أن قطاع التمريض يعاني نقصاً، سواء محلياً أو عالمياً، رغم أنه من التخصصات المهمة وله تأثير كبير في العملية الصحية في القطاع الطبي، فمشكلة التمريض لا تقتصر على دولة بحد ذاتها، بل هي مشكلة تعانيها كل الدول، بسبب زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية التي يعتبر التمريض العمود الفقري لها. ومشاريع الخمسين الداعمة للكوادر الإماراتية وتشجيعها للالتحاق بمهنة التمريض وطب الطوارئ لها تأثير إيجابي، وتشجع المواطنين على الالتحاق بكليات التمريض ودراسة طب الطوارئ.

«نافس» من أعظم المبادرات

قال عمران الخوري رئيس مجموعة «في بي إس» للرعاية الصحية لقطاع تطوير الأعمال، يعتبر برنامج «نافس» من أعظم المبادرات الحكومية الهادفة لاستقطاب الكوادر المواطنة على مستوى الدولة، ويتوقع بعد هذه المبادرة زيادة أعداد الكوادر التمريضية المواطنة المؤهلة، بما سيساهم في تقديم رعاية صحية متميزة بأيد إماراتية، موضحاً أن مهنة التمريض تعتبر من أهم المهن الاستراتيجية والرئيسية في نظم الرعاية الصحية، حيث تقوم على أسس ومعلومات ومعارف خاصة بها، ولها مهارات متخصصة، وتتضمن مجموعة من المبادئ المستجدة من العلوم الأساسية العامة والصحية والسلوكية، إضافة إلى علوم التمريض للعناية الشاملة بالمرضى بالتعاون مع الفرق الصحية الأخرى.

وأوضح أن المبادرة تعد نقلة هامة في مستقبل الشباب الاماراتي، وسيتم من خلالها توجيههم للتخصصات التي يحتاج إليها السوق، خصوصاً هذه التخصصات المطلوبة، وفي الوقت نفسه ستعزز المنح الدراسية المدفوعة جاذبية مهنة التمريض، حيث يلعب التعليم والتدريب في مهنة التمريض دوراً هاماً في خلق كفاءات متميزة ومع هذه الامتيازات المقدمة ستصبح المهنة جاذبة للكوادر المواطنة بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق.

فرص عمل جديدة

وقال راشد محمد الفلاسي، مدير العمليات في المستشفى الكندي التخصصي: مما لا شك فيه أن هذا القرار يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطنين وتشجعيهم على العمل في قطاع الرعاية الصحية الحيوي، بما يخلق فرص عمل جديدة لهم في السوق، ويؤدي إلى تطوير مهاراتهم وزيادة خبراتهم وتعزيز نسبة المواطنين في مؤسسات القطاع الطبي، بما يؤدي إلى تخفيض نسب البطالة وتوفير حياة مستقرة لهم. كما يسلط القرار الضوء على الدور الهام لشركات القطاع الصحي الخاص في الدولة بوصفها شريكاً في مسيرة تنمية الدولة.

وأرى أن هذه المبادرة ستسهم في تشجيع الشباب المواطن على الالتحاق بمهنة التمريض بما يساعد على سد الفجوة في سوق العمل الإماراتي من حيث غلبة القوى العاملة الوافدة على المواطنة في القطاع الصحي وبالتالي تحقيق التوازن في سوق العمل. لافتاً إلى أن طب التمريض والطوارئ من التخصصات الطبية المهمة والتي لا تقل أهمية عن دراسات الطب الأخرى.

خطوة على طريق التوطين

وقال الدكتور علي الفزاري، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى الأمريكي دبي، إن إطلاق القيادة الرشيدة برنامجاً متكاملاً لتطوير كوادر وطنية للعمل في مجال التمريض وطب الطوارئ ضمن الحزمة الثانية من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية في «مشاريع الخمسين» يعد خطوة على طريق توطين هذا القطاع الحيوي والهام إذ سيسهم في استقطاب الشباب المواطنين من الجنسين للعمل في مجال التمريض، وبالتالي فتح آفاق جديدة لهم بما يصب في مصلحة القطاع ويعزز من دوره في تطوير الخدمات المقدمة للمجتمع.

وتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تشجيع الشباب واستقطاب الكوادر المواطنة على مستوى الدولة للعمل في مهنة التمريض، التي تعد من أهم المهن الاستراتيجية والرئيسية في نظم الرعاية الصحية، حيث تقوم على أسس ومعلومات ومعارف خاصة بها ولها مهارات متخصصة، وتتضمن مجموعة من المبادئ المستجدة من العلوم الأساسية العامة والصحية والسلوكية، إضافة إلى علوم التمريض للعناية الشاملة بالمرضى بالتعاون مع الفرق الصحية الأخرى.

تجارب من الميدان

أكدت حليمة محمد عباس مسؤولة قسم ما بعد الولادة في مستشفى عبدالله بن عمران، أن مبادرة مشاريع الخمسين التي تركز على دعم القطاع التمريضي باستهداف ١٠ آلاف مواطن خلال خمس سنوات ستحدث طفرة في القطاع التمريضي، وتشجع الشباب الإماراتي، من الإناث والذكور، على الالتحاق بالتمريض، فهذه المبادرة مميزة، وسيستفيد أبناء الوطن منها، خاصة أن القطاع التمريضي بات من المجالات المهمة في القطاع الصحي، وبرز دور الممرضين خلال جائحة «كورونا».

وقالت: أبناؤنا اليوم باتوا يتفاخرون بالمجال التمريضي، والمجتمع أيضا، وابني فعلياً يود الانضمام لدراسة التمريض، وأيضاً العديد من أبناء العائلة لديهم الرغبة للانضمام للتمريض، خاصة أن القطاع الصحي فعلياً بحاجة إلى أبنائه المواطنين والكوادر المؤهلة ليشغلوا تلك الوظائف التمريضية.

استبقاء الكفاءات المواطنة

قالت خولة الشاعر مساعد المدير للشؤون التمريضية في مستشفى الكويت بدبي: استناداً إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «الكوادر التمريضية الوطنية هم السند الحقيقي للدولة في أزماتها وحاجاتها»، فلهذه المبادرة دور فعال لاستقطاب واستبقاء الكفاءات المواطنة الصحية لدعم القطاع الصحي بالكوادر الوطنية، خاصة في ظل الأزمة الصحية الحالية لأنهم حصن الوطن حسب توجهات ورؤية حكومتنا الرشيدة، وتوقيت المبادرة مميز جداً، حيث تزامنت مع مرحلة الاستجابة والتعافي للتصدي لجائحة «كوفيد-19»، حيث برز دور التمريض في التصدي للأزمة وكان لذلك الأثر الكبير في المواطن، ورغبته الحثيثة في المشاركة مع الجهود الوطنية المبذولة للعمل في خط الدفاع الأول، وستكون هذه المبادرة بمثابة الفرصة الذهبية للتعبير عن الوطنية والاستجابة للوطن والالتحاق بخط الدفاع الأول بدعم حثيث من الحكومة والإدارات القائمة على ذلك ضمن برامج وطنية استراتيجية مدروسة.

وأكدت أن الجائحة أظهرت لنا الحاجة للإسراع في تأهيل كوادر تمريضية، لا سيما كوادر وطنية إماراتية للتصدي لمثل هذه الأزمة في مجالات تخصصية، لكون التمريض من أهم القطاعات الاستراتيجية والهامة في الدولة، وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030.

وأضافت: وجود سياسة ومشروع وطني ضمن الحزمة الثانية من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية لمشاريع الخمسين التي أطلقتها حكومتنا الرشيدة مؤخراً لدعم وتسريع توطين مهنة التمريض، من أهم العوامل المساهمة والمطلوبة في ظل الأزمات الصحية الحالية، فتكون الدولة متأهبة للتصدي لأي أزمة في المستقبل بالاعتماد الأكبر على الكوادر الوطنية المؤهلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"