عادي

النظام الصحي على حافة الانهيار في أفغانستان

17:20 مساء
قراءة 3 دقائق
ADFa

كابول- أ.ف.ب

 في كابول، لم يعد المستشفى الرئيسي لمعالجة مرضى وباء «كوفيد-19» قادراً على الصمود مالياً أكثر من بضعة أسابيع. فكغيره من المنشآت الصحية في البلاد التي تعمل بآخر الاحتياطات التي تملكها، سيضطر لإغلاق أبوابه إذا لم تصل مساعدات دولية.
ويحذر الطبيب فريبا عزيزي في المستشفى الأفغاني الياباني في كابول، المؤسسة الوحيدة في المدينة التي تملك أجهزة إنعاش لـ«كوفيد-19» وخدمات متطورة أخرى: «قد لا نبقى قادرين على فعل أي شيء خلال شهر لمرضى كوفيد لدينا أو لطاقمنا».
وأضاف عزيزي، المسؤول أيضاً عن إدارة المساعدات المالية للمؤسسة: «ستسجل وفيات كل يوم».
وكغيره من زملائه في هذا المركز الطبي، يعمل طبيب الطوارئ على أساس تطوعي منذ ثلاثة أشهر.
والاقتصاد الأفغاني المنكوب بسبب عقود من الحروب، توقف جزئياً منذ سيطرة حركة «طالبان» على البلاد منتصف أغسطس/آب؛ بسبب تجميد المساعدات الدولية والأصول الأفغانية المحتجزة في الخارج خصوصاً في واشنطن. وبدون تمويل دولي، تعاني منظمات غير حكومية عديدة يعتمد عليها النظام الصحي بشكل كبير، من نقص الأموال أو اضطرت إلى وقف عملياتها.
وقال ألكسندر ماثيو، مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الاتحاد الدولي لـ«جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»: إن هذا ما يشل النظام الصحي.
وبسبب نقص السيولة، يقدر «الصليب الأحمر الدولي» عدد المباني الصحية التي أغلقت بأكثر من ألفين، ولم يعد حوالي 23 ألف عامل في هذا القطاع الصحي، بينهم سبعة آلاف امرأة، يتلقون رواتبهم، أو اضطروا إلى التوقف عن العمل، حسب تقديرات المنظمة الدولية.

نقص في كل شيء

مع انقطاع التمويل، تدهور الوضع في كل البنى الصحية في البلاد.
في مستشفى قندهار (جنوب) يعيش الأطباء كابوساً. فمع انتهاء القتال، تضاعف عدد المرضى الذين يتدفقون على المراكز الصحية، ولم تعد هناك طواقم كافية.
وقال محمد صديق رئيس وحدة طب الأطفال في مستشفى «مرويس» في قندهار: «ينقصنا كل شيء. نحتاج إلى ضعف عدد الموظفين والموارد».
ولا يعمل في المستشفى حالياً سوى عشر ممرضات، أي ثلث القوة العاملة المعتادة، تحصل كل منهن على ما يعادل نحو 130 يورو شهرياً. وفي غرف مكتظة، يتقاسم مرضى صغار، بعضهم في حالات حرجة، سريراً.
وأحد هؤلاء، طفل يبلغ 11 شهراً ويزن 5,5 كيلوجرام فقط، أي نصف الوزن الذي كان يجب أن يكون عليه. وفي مكان قريب، طفل يبلغ خمس سنوات يرقد على سرير، ويعاني التهاباً رئوياً وفي حالة متقدمة من نقص التغذية. وقالت والدة الطفل الذي يحصل على مصل: «لم أستطع نقله إلى المستشفى من قبل بسبب المعارك».
في شمال البلاد، أدى تقدم «طالبان» وكثافة القتال إلى محاصرة السكان لأشهر. في مدينة بلخ، أوضح الطبيب مزجان سيد زاده عبر الهاتف أن «الطرق بقيت مغلقة بسبب الحرب، ولم يتمكن الناس من الوصول إلى المستشفى». ويشهد الطبيب البالغ 28 عاماً من مستشفى «أبو علي سينا»: «لكن الآن أصبح عدد المرضى أكبر بكثير من قبل».

واحد في المئة فقط 

يعتمد حوالي 18 مليون أفغاني - نصف عدد السكان - على المساعدات الإنسانية، بينما تهدد المجاعة ثلث السكان، حسب آخر تقديرات للأمم المتحدة.
وفي اجتماع طارئ برعاية الأمم المتحدة في جنيف في سبتمبر/ إيلول، تعهد المجتمع الدولي بالإفراج عن مساعدات لأفغانستان بقيمة 1,2 مليار دولار.
وحطت طائرات أولى محملة بصناديق المساعدات العاجلة التي أرسلتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» والمنظمة غير الحكومية «سيف ذي تشيلدرن» الأسبوع الماضي على مدرج مطار كابول.
وقدمت «منظمة الصحة العالمية» وحدها 85 طناً من المواد، من معدات الوقاية من فيروس «كورونا» إلى مستلزمات الإسعافات الأولية ومضادات حيوية وسوائل معالجة الجفاف للأطفال الذين يعانون نقص التغذية.
ورغم عدم وجود بيانات موثوقة حول مدى انتشار وباء «كوفيد-19» في البلاد، يرى الطبيب عزيزي في كابول أن أفغانستان تشهد «موجة ثالثة» من الوباء، ويتوقع موجة رابعة في أكتوبر/تشرين الأول.
وتفيد بيانات رسمية، بأن 155 ألف إصابة بـ«كورونا» سجلت في أفغانستان من بينها نحو 7200 وفاة منذ بدء تفشي الوباء. وما زالت حملة التلقيح في مراحلها الأولى، ولم تشمل سوى 430 ألف شخص أو واحد في المئة من السكان الأفغان، حسب إحصاءات جامعة «جونز هوبكنز» في بالتيمور.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"