إكسبو 2020 دبي: حمدي سعد
ساهم إكسبو 2020 دبي في فتح مجالات واسعة حول تطور أنظمة وحلول الزراعة المستدامة في الإمارات، والتي تواكب التوجهات الحكومية طويلة المدى للحفاظ على موارد المياه وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، لا سيما بعد التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» وسعي دول العالم لتأمين سلاسل توريد الغذاء لشعوبها في ظل تأثير الجائحة في حركة الشحن الدولية.
ودفعت توجهات الاستدامة في الإمارات إلى تفعيل وتسريع خطط الاستثمار في الزراعة والغذاء في الدولة، الأمر الذي ساهم في انتعاش المجموعات والشركات الإماراتية الوطنية العاملة في هذا القطاع الاستراتيجي داخل الدولة وخارجها لتلبية احتياجات السوق المحلي من السلع الاستراتيجية وفق خطط مدروسة ضمن استراتيجية الأمن المائي عام 2036 لخفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%.
مبتكرات واختراعات
ووفر «إكسبو 2020 دبي» منصة عالمية لتقدم الشركات الإماراتية والعالمية مبتكراتها واختراعاتها الفريدة في مجال الزراعة المستدامة، وتعمل شركة «تيرابلس»، البلجيكية من مقرها في الإمارات والتي أسسها نيكولاس برايلانتس، وباتريك ستيفنز، على توفير حلول الري الخاصة بالزراعة الصحراوية.
ويقول باتريك ستيفنز، الشريك المؤسس في «تيرابلس» ل«الخليج»: قمنا بابتكار نظام أنابيب «T+»، وأجرينا العديد من التجارب عليه لسنوات عديدة لنحصل مؤخراً على جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي مع مزرعة «النخيل»، والذي جاء متزامناً مع استضافة دولة الإمارات ل«إكسبو 2020 دبي».
وأضاف ستيفنز، أن تداول موضوع تقنيات وحلول الزراعة المستدامة ومناقشتها خلال «إكسبو 2020 دبي» يستحق الاهتمام والثناء وسوف تساهم هذه التقنيات الحديثة بشكل إيجابي في تعزيز الإنتاج الزراعي في دولة الإمارات.
استراتيجية 2036
ويشير ستيفنز إلى أن نظام أنابيب «T+»، الذي ابتكرته الشركة يقوم على نظام الري تحت السطح بتوصيل المياه التي تحتاج إليها النخلة من منطقة الجذور، ونتوقع أن يوفر هذا النظام تريليون لتر من المياه سنوياً، وهو ما يسهم في تحقيق دولة الإمارات جزءاً كبيراً من استراتيجية الأمن المائي 2036.
وأضاف، ستيفنز، تتمثل رؤيتنا في مساعدة الإمارات على توفير تريليون لتر من المياه سنوياً والمساهمة بشكل فعال في تحقيق الدولة أهدافها بشكل أسرع من المتوقع ولقد أجرينا أيضاً تجارب إيجابية للغاية على الأرز والقمح ويمكن أن يسهم هذا التقدم في توفير الأغذية الأساسية كجزء من الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات العام 2051.
وقال: نعتبر جزءاً صغيراً في دورة وإنتاج الغذاء الصحي، لكن نحاول جاهدين توفير موارد المياه الثمينة للإنتاج الزراعي من خلال نظام رّي فعّال وللحصول على عوائد أفضل في إطار استراتيجية تنمية الزراعة المستدامة.
كلفة مرتفعة
وتابع: يصل عدد مزارع نخيل التمر في الإمارات إلى 20 ألف مزرعة تضم نحو 27 مليون نخلة مثمرة، وتعد هذه المزارع أكبر مستهلك للمياه في الإمارات، فيما توفر الحكومة المياه المحلاة لأكثر من 6000 مزرعة في الدولة بشكل عام، ما يجعل كلفة الري التقليدي بهذه المزارع مرتفعة للغاية.
وأوضح أن تقنية «أنابيبT +» توفر ما بين 40 إلى 50 ألف لتر من المياه لكل نخلة سنوياً، مقارنة بالأنظمة التقليدية، فيما تمتاز التقنية بسهولة تركيبها في الهواء الطلق.
