الأمراض النفسية والتأمين

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

الحديث عن التأمين الصحي الاتحادي يعود مجدداً في ظل المطالبات بالإسراع في إصدار المشروع الذي طال انتظاره، ومازال تحت النقاش والدراسة وإبداء الملاحظات والاقتراحات، على الرغم من النجاح اللافت في تطبيق التأمين الصحي المحلي الذي بدأ في عام 2007 في إمارة أبوظبي.
أعضاء المجلس الوطني الاتحادي وخلال مناقشة مشروع ميزانية 2022، تساءلوا عن مصير مشروع التأمين الصحي الاتحادي في ظل عدم إدراج أية مبالغ في ميزانية 2022 ذات علاقة بتطبيق التأمين الصحي الاتحادي، مؤكدين أهمية المشروع وضرورة الإسراع في إصداره، لدور التأمين الصحي في توفير مظلة صحية شاملة تعود بالفائدة على أفراد المجتمع، على الرغم من العراقيل والتحديات التي تفرضها بعض شركات التأمين الصحي التي تتعامل مع الموضوع بنظرة تجارية ربحية بالدرجة الأولى.
المطالبات المستمرة بالتأمين الصحي الاتحادي أمر طبيعي بعد نجاح تطبيق التأمين الصحي المحلي بالذات في أبوظبي ودبي والشارقة، حيث أسهم في التنافس الشديد بين المنشآت الصحية بكافة أنواعها، لتقديم أفضل الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية، بما فيها التخصصية، لجذب أكبر عدد ممكن من المرضى والمراجعين، إلى جانب أنه كان له دور مشجع في استقطاب أكبر المراكز الطبية العالمية لافتتاح فروع لها في الإمارات، وبالتالي، فإن فوائد التأمين الصحي كثيرة في المجمل.
الأمر المهم في موضوع التأمين الصحي الاتحادي، هو تجنب بعض الملاحظات والصعوبات التي يواجهها أفراد المجتمع الحاصلون على وثائق التأمين الصحي من بعض الشركات المعتمدة، والمتصلة بالتهرب من تغطية بعض الخدمات الصحية، إن كانت تشخيصية أو علاجية، على الرغم من أنها خدمات أساسية ذات صلة بصحة الإنسان.
من الخدمات الصحية التي يجب أن يشملها التأمين الصحي، خدمات الصحة النفسية التي ما زالت أغلبية شركات التأمين تتهرب من تغطية نفقات علاجها، وشركات أخرى تضع شروطاً تعجيزية للتهرب من هذه التغطية، ومثل هذه الشروط غير منطقية وغير مقبولة، طالما أن المريض حاصل على وثيقة تأمين صحي سارية المفعول، فكثير من مرضى الطب النفسي الحاصلين على وثائق التأمين الصحي يضطرون لتسديد نفقات تصل إلى 600 درهم رسوم الكشف عند طبيب أخصائي في الأمراض النفسية، و700 درهم لنوع واحد من الأدوية لشهر واحد، بسبب رفض شركات التأمين تغطية النفقات، فهل أصبح المرض النفسي  عند شركات التأمين  أمراً تجميلياً؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"