مشروع منصة «ملفي» الذي تم تنفيذه في أبوظبي يعتبر من أسرع المشاريع الصحية التي تم إنجازها، ومن أهم المشاريع أيضاً لجهة توحيد البيانات الصحية وربط جميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة من مستشفيات ومراكز صحية وعيادات؛ الأمر الذي يمكّن الطبيب المعالج في أي مستشفى من الدخول إلى ملف المريض، ومعرفة كافة تفاصيل الفحوص الطبية والإجراءات التي تمت، والزيارات التي قام بها لأي منشأة صحية.
هذا المشروع المميز الذي يحسب لدائرة الصحة في أبوظبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية، وغيرهما من القطاعات الصحية، أسهم في تكوين قاعدة بيانات صحية عن المرضى في 59 مستشفى، و1100 عيادة ومركز طبي، و380 صيدلية، ما يساعد الطبيب المعالج في الاطلاع على بيانات المريض قبل تحديد البرنامج العلاجي أو تحديد الفحوص المطلوبة ونوعية الأدوية الموصوفة.
قبل إطلاق واكتمال منصة «ملفي» كان بإمكان المريض زيارة أكثر من طبيب في نفس التخصص في العديد من المنشآت الصحية، وإجراء الفحوص الطبية والحصول على الأدوية في كل زيارة لطبيب، ما يشكل إسرافاً غير مبرر في الخدمات الصحية وازدواجية لا حدود لها في الحصول على الخدمة، ترافق ذلك زيادة في التكلفة التشغيلية، وزيادة الضغط على المنشآت الصحية.
أما الآن فأصبح بإمكان الطبيب في أي مستشفى، وخلال علاج أي مريض، معرفة آخر زيارة قام بها المريض لأي مستشفى، سواء أكان خاصاً أو حكومياً، والفحوص التي أجريت له، وبالتالي تجنب تكرارها.
بعد تطبيق «ملفي» أصبح الطبيب المعالج ملزماً بكتابة بيانات المريض إلكترونياً، ونتائج الفحص الإكلينيكي، ونوعية الفحوص المطلوبة، ثم الأدوية الموصوفة، وهذا شكّل ضغطاً كبيراً للأطباء القدامى ذوي الخبرة الواسعة وذوي الإمكانيات المحدودة في التعامل الإلكتروني، لذلك يجد المريض أو المراجع في غرفة الطبيب المعالج موظفاً أو أكثر أمام شاشات الكمبيوتر لكتابة ما يقوله الطبيب المعالج في ملف المريض من نتائج فحص إكلينيكي ونوعية الفحوص المطلوبة ثم نوعية الأدوية.
ما يتبادر للذهن هو أسئلة عديدة، منها: ما هي مسؤولية الطبيب المعالج إذا أخطأ الموظف في إدخال بيانات المريض في الملف الإلكتروني؟، وهل يجوز وجود موظفي إدخال بيانات في غرف الكشف مع الكادر التمريضي؟، ولماذا لا يتم إلزام جميع الأطباء بتدوين بيانات المرضى بأنفسهم دون الحاجة إلى فنيي إدخال البيانات؟، وما هي المسؤولية التي تقع على المنشآت الصحية التي ارتبطت بنظام «ملفي» ولم تُدخل بيانات المرضى في المنصة؟.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
