عادي

«أبناء برميثيوس» يؤرخ لبدايات البشر

15:33 مساء
قراءة دقيقتين

أبوظبي: «الخليج»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية، كتاب «أبناء بروميثيوس – تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة» للمؤرخ وعالم الآثار الألماني هيرمان بارتزينجر، وقد نقله إلى اللغة العربية الدكتور إلياس حاجوج وراجع الترجمة مصطفى السليمان.

يُعدّ كتاب «أبناء بروميثيوس» مرجعاً مهماً لكلّ قارئ أو مهتم بتاريخ البشرية، لا سيما قبل اختراع الكتابة. وهو يعرض لبدايات نشأة الإنسان قبل نحو 5 ملايين سنة وصولاً إلى نشوء الحضارات واختراع الكتابة قبل بضعة آلاف من السنين. وذلك بأسلوب علمي ممتع ومشوّق مع العديد من الصور والخرائط التوضيحية.

يتناول الكتاب المسار التطوّري الطويل الذي قطعه الإنسان في القارات كافة ابتداءً من أوسترالوبيثيكوس، الذي ظهر لأول مرة في إفريقيا قبل نحو 7 ملايين سنة، وصولاً إلى الإنسان العاقل والحديث، الذي غزا أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وجزر المحيط الهادئ، وأخيراً الأمريكتين، حتى ظهور المجتمعات الزراعية المعقدة على ضفاف نهري دجلة والفرات وفي وادي النيل.

يبيّن هيرمان بارتزينجر تكراراً مدى تأثير التغيّرات المناخية على أسلافنا ويبدي إعجابه بقدرتهم على التكيّف معها. فيبيّن كيف بدأ الإنسان الأول، مع أول فأس يدوية صنعها من الحجر، بصياغة تاريخه ودأب على التأثير في ظروفه البيئية والثقافية والاجتماعية مضفياً عليها طابعه الخاص بشكل متواصل. ويؤكّد المؤلّف أن المحرّك الرئيس لتطوّر الإنسان الثقافي كان سعيه الدوؤب إلى تحسين ظروف عيشه في بيئة دائمة التغيّر والتبدّل. يصحّ هذا على الإنسان المنتصب (Homo erectus)، الذي تحوّل من آكل جيف إلى صيّاد وحقّق الابتكار الثوري حقاً، ألا وهو السيطرة على النار. وينطبق هذا من باب أولى على الإنسان العاقل (Homo sapiens)، الذي أنجز القفزة الثقافية نحو الصيد والجمع المتخصّصين وتفوّق على جميع أسلافه بروح الإبداع والبراعة. فقد بدأ بصناعة الفخار وممارسة الطقوس على أطراف الهلال الخصيب قبل 12000 سنة، وقام بأول خطوة في التاريخ نحو الاستقرار الدائم المترافق بتدجين الحيوانات البرية وزراعة الحبوب. وبذلك تحوّل الصيّاد والجامع إلى مربّي الماشية والمزارع، الذي يقطن في قرى على مدار السنة، بالتالي لم تعدْ تفصله سوى خطوة صغيرة عن نشوء المراكز الحضرية الكبيرة وما تطلّبه تنظيمها من اختراع الكتابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"