عادي
ضعف التقنيات يشتت المعلم والطلبة

التكنولوجيا المتواضعة تعيق التعليم الهجين

00:10 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحقيق: منى البدوي
في ظل جائحة «كوفيد 19» وما فرضته من تغيير في نظام وأساليب التعليم ومنها «التعليم الهجين» الذي يقوم خلاله المعلم بشرح الدرس للطلبة الموجود بعضهم في الفصل والبعض الآخر في المنزل، وهو ما يتطلب رفع مستويات الإمكانيات التقنية والتكنولوجية لبعض المدارس الخاصة تجنباً لحرمان الطالب من فرصة الحصول على المعلومات بوضوح وسهولة.

وتتفاوت المدارس الخاصة في المستويات التقنية التي توفرها في الفصل للمعلم المُطالب بتقديم حصة دراسية وفقاً لنظام «التعليم الهجين»، حيث تجاوزت بعض المدارس العقبات والعوائق كافة، وذلك بما وفرته من تقنيات للطالب والمعلم، بينما بقيت مدارس أخرى تواجه جملة من العوائق بسبب التقنيات التكنولوجية، التي يمكن وصفها بضعيفة المستوى، وتشكل عائقاً أمام فهم الطالب الكامل والسهل للمنهاج، وهو ما أثار استياء بعض الأهالي والطلبة.

قال الطالب عمر محمود بالصف الحادي عشر بإحدى المدارس الخاصة بالعين، إن المعلم يكون أحياناً مشتتاً ما بين الطلبة الذين يتواصل معهم في المنزل «عن بعد» والآخرين الموجودين في الفصل بالمدرسة، مشيراً إلى أن بعضهم يتجاهل أحياناً الموجودين في المنزل ويصب جلّ اهتمامه على الطلبة الحاضرين والعكس أحياناً بالعكس.

وذكرت زينة أسعد، طالبة بالصف العاشر: إن توفير تقنيات حديثة ومعلّماً متمكناً من استخدامها، يعتبر من العناصر الأساسية في التعليم الهجين، حيث إن بعض المدارس الخاصة وبسبب ضعف إمكانيات ومهارات المعلم التكنولوجية يقوم المعلم مرغماً بهدر الوقت وعدم السيطرة على مسار الحصة الدراسية بسبب تركيزه الذي ينصبّ عادة على الطلبة الموجودين داخل الفصل.

ويقول خالد محمد، طالب بإحدى المدارس الخاصة: ضعف الإمكانيات التكنولوجية تجعل المعلم يقوم بالشرح على السبورة للطلبة الحاضرين في الفصل، بينما يبقى الطالب الذي يتلقى تعليمه عن بعد، خارج نطاق الاهتمام، كما أن عدم وجود مكبرات صوت أو استخدام تقنيات صوت حديثة، تتيح التواصل بوضوح ما بين المعلم والطلبة في الحضور و«عن بعد»، يعمل على خلق الكثير من العوائق التي تحول دون انتباه الطالب وفهمه للمعلومة وتمكنه من التعلم بسهولة.

تكنولوجيا وضمير معلم

وأكدت معلمة رياضيات في إحدى المدارس الخاصة، أن نظام التعليم الهجين يتطلب تكنولوجيات حديثة في الفصل الدراسي ومعلماً من ذوي المهارات التعليمية والتكنولوجية العالية تمكنه من استخدام أحدث التقنيات والبرامج التعليمية الحديثة التي يتطلبها نظام التعليم الهجين، والتي تتيح ربط الطالب الحاضر و«عن بعد» ذهنياً وفكرياً ونفسياً بالحصة الدراسية والمعلم.

وأشارت إلى أن غياب ضمير المعلم، يعتبر من أبرز العقبات التي يمكن أن تواجه الطالب خلال التعليم الهجين، حيث إن البعض يتوانى عن تطوير مهاراته أو البحث عن إمكانيات تعليمية حديثة واستخدامها خلال الشرح مثل السبورة الذكية ومكبرات الصوت وغيرها، وهو ما يجعل الطالب يشعر بأنه خارج الحصة الدراسية وأن وجوده مجرد إثبات حضور فقط.

مدارس تجاوزت العقبات

وفي المقابل تمكنت بعض المدارس من تجاوز العقبات التكنولوجية كافة، حيث تمكن المعلم من الشرح بوضوح واستطاع الطالب فهم الدرس باستيعاب، وتلك التقنيات تسهم في تحفيز الحضور الذهني والفكري للطلبة وتحقق التفاعل بين المعلم والحاضرين بالفصل وعن بعد في آن واحد. وأكدت سهير مراد، مديرة مدرسة البنات بمدارس الإمارات الوطنية، فرع العين، حرص الإدارة على تطبيق أحدث وأرقى الأنظمة والبرامج التكنولوجية التعليمية وتطويرها وتحديثها باستمرار، بحيث يتمكن الطالب من تلقي المعلومات بسهولة ودون أي عقبات.

وقالت إنه تم توفير جملة من التقنيات الحديثة المتعلقة بالصوت والصورة، وأيضاً السبورة الذكية المرتبطة بأجهزة الحاسوب المتوفرة مع الطلبة، بحيث يتمكن الطالب من متابعة المعلم خلال الشرح على السبورة، وأيضاً الانتقال معه بصرياً في حال تطلبت العملية التعليمية انتقاله من زاوية إلى أخرى خلال الشرح، وذلك من خلال الكاميرات الموزعة في الفصل والمرتبطة ببرنامج التعليم الحديث المُستخدم في المدرسة، وهو ما يجعله يشعر بأنه موجود فعلياً في الفصل.

وأشارت إلى الدورات التدريبية التي يتم تقديمها للمعلمين، حتى يكونوا على دراية كاملة بكيفية التعامل مع الأجهزة والتقنيات الحديثة بالإضافة إلى تدريب الطلبة على كيفية الاستخدام الآمن للبرامج التعليمية المستخدمة خلال التعليم الهجين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"