منزوعو البراءة

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

الأمم المتحدة توقع اتفاقاً مع الحوثيين من أجل حماية الأطفال أثناء النزاع المسلح، الخبر الذي يعطي الأمل في النفوس يكتمل بجزء مهم جداً فيه، حيث وضعت الأمم المتحدة خطة من أجل «حظر تجنيد صغار السن أو استخدامهم في النزاع في أي دور من الأدوار»، وقد أمهلت الحوثيين ستة أشهر كي يكشفوا عن الأرقام الحقيقية وقوائم المجندين لديهم دون سن الثامنة عشرة. 

كلما تصدرت صورة صفحات الصحف الأجنبية والعربية ومواقع التواصل طوال سنوات الحرب في اليمن، كان الأطفال أبطالها.. مسلحون صغار، يتباهى الحوثيون بضمهم إلى قوافلهم، وتتمزق قلوبنا حسرة عليهم وخوفاً على ضياع أجيال وتنشئتهم على العنف والفكر المتطرف واستخدام السلاح بدل العقل والقتل بدل التحاور وتفضيل الموت على الحياة. كل طفل اغتيلت براءته من أجل خدمة أهداف يجهلها وجهة فرضت عليه أن يكون سلاحه العنف والرصاص والقتل لا الكلمة والكتاب والتسامح، هو قضية بحد ذاتها تستحق أن يقف العالم كله موحداً من أجل المناداة بها والدفاع عن حقوق هذا الطفل المنزوع الحقوق والكرامة والإنسانية. 

بشرى خير أن يوافق الحوثيون على التعاون مع الأمم المتحدة لوقف هذا النزيف الإنساني، ويتعاونوا مع الأمم المتحدة لحظر «تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، بما في ذلك في أدوار الدعم»، ومن المفترض أن يقوم الحوثيون بتسريح الأطفال المجندين وإعادة إدماجهم في المجتمعات، فهل يصدقون؟ وكيف ستكون عودة الأطفال إلى المجتمع ومن سيشرف عليهم بعدما عاشوا تجربة مرة وواجهوا الموت وتعرضوا لكل أشكال العنف البدني والنفسي؟.

أكثر من سبعة أعوام، استغل فيها الحوثيون الأطفال في اليمن، وتقول الأمم المتحدة إنه تشوه أكثر من ١٠,٢٠٠ طفل، و«تم التحقق من تجنيد نحو ٣,٥٠٠» ولا شك أن الأرقام هذه ستتغير إذا صدق الحوثيون وقدموا القوائم الحقيقية كاملة بكل من هم دون سن ال ١٨ عاماً!.

ليس سهلاً أن يعود طفل إلى الحياة الطبيعية بعدما تم اختطافه واختطاف الحياة البريئة والطبيعية منه وحرمانه من دفء العائلة وحنان الأبوين والمفهوم الحقيقي للأسرة!. خطة الأمم المتحدة لا بد أن تكون شاملة لمرحلة ما بعد فك أسر الأطفال من حصار الحوثيين، وكيفية إعادة التوازن النفسي والاجتماعي لهؤلاء الضحايا قبل إعادة دمجهم في المجتمع، لأن تحريرهم من عبودية الإرهاب والحرب والسلاح والقتل وكل التشوهات النفسية والفكرية وربما الصحية التي تعرضوا لها لن يتم بمجرد انتقالهم من قبضة الحوثيين إلى الأمم المتحدة ومن ثم عائلاتهم والمجتمع، هناك مرحلة فاصلة يجب أن تكون مدروسة كي يستعيد الأطفال توازنهم وتعود لهم حريتهم بكل معنى الكلمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"