بوصلة السياحة تتجه نحو الدول الأقل كلفة

العين: منى البدوي

ارتفاع الأسعار حول العالم وما ترتب عليه من غلاء معيشي وزيادة مستوى الوعي بأهمية الادخار والتغيرات التي طرأت على أهداف السياحة الترفيهية ووسائل التواصل الحديثة وغيرها من العوامل، ساهمت في إعادة تشكيل البعض لخارطته السياحية وتوجيه بوصلته نحو الدول الأقل كلفة في السفر من حيث سعر تذاكر الطيران، والمعيشة (الحجوزات الفندقية أو قيمة صرف العملة).

يسعى البعض لمواصلة عاداته الصيفية المتمثلة باصطحاب العائلة في السفر إلى الخارج خلال أشهر الصيف والبقاء هناك لأكثر من شهر، غير أن ارتفاع الأسعار العالمية جعل البعض يعيد تخطيط رحلته ووضعها في قالب يتناسب مع الإمكانيات المادية وهو ما جعل الدول التي تتميز بانخفاض كلفة المعيشة فيها وجهة رائجة للعديد من الأسر خاصة ذوي الدخل المتوسط.

التضخم العالمي

وقال خالد أبو المجد، صاحب مكتب للسفر والسياحة، إن التزام البعض بتقنين السفر كانت بدايته مع جائحة «كوفيد-19» التي فرضت إغلاقات وشروطاً محددة للسفر في غالبية الدول لمنع انتقال العدوى وهو ما جعل الغالبية تبتعد عن خيار السياحة الخارجية وتكتفي بالسياحة الداخلية. وأضاف: بعد تخفيف القيود التي فرضها انتشار فيروس «كوفيد-19»، بدأت الحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبها من تضخم وارتفاع أسعار على مستوى العالم، ما جعل البعض يشبع رغبته في السفر من خلال اختيار وجهات سياحية تتناسب مع الدخل المادي بحيث يوازن الفرد ما بين متطلبات السفر وإمكانياته المادية الأمر الذي جعل الإقبال يرتفع على الوجهات الأقل كلفة.

وأشار إلى أنه في ظل ارتفاع مستوى الوعي والثقافة لدى أفراد المجتمع بشكل عام، بدأ البعض يتوجه إلى دول ظهرت مؤخراً على الخارطة السياحية وتتميز بالأسعار المنخفضة.

وسائل التواصل

وذكر أبوبكر حازم، موظف في شركة سياحة وسفر، أن الأفراد في ظل شيوع استخدام وسائل التواصل، أصبحوا على اطلاع واسع ومعرفة بالأماكن السياحية والأسعار في كل دولة وهو ما يجعل فرصة الخيارات أمامهم متنوعة وواسعة، كما أن البعض بدأ بتفعيل ثقافته الادخارية في التخطيط لرحلاته الخارجية، خاصة أن بعض الدول تتوفر فيها مقومات السياحة الترفيهية التي يحتاجها وبتكاليف مادية قليلة مقارنة مع غيرها.

وأضاف: في ظل الأوضاع الاقتصادية في العالم بدأت شركات السياحة بتوجيه الأفراد نحو الوجهات المختارة وفقاً للمبلغ الذي خصصه الفرد للسياحة الترفيهية خارج الدولة وهو ما خلق نوعاً من التنافس في توفير عروض سفر بأسعار تتناسب مع إمكانيات واحتياجات ومتطلبات كل فرد.