عادي
رصدت زلزالاً وبراكين وتسونامي وفيضانات

الأقمار الاصطناعية الإماراتية تعالج كوارث طبيعية عالمية

19:46 مساء
قراءة 4 دقائق
الناقلة العملاقة «إيفر جيفن» بعدسة «خليفة سات» في قناة السويس
حرائق كاليفورنيا أغسطس 2020 بعدسة «خليفة سات»
خرائط تُظهر ثوران بركان بولوسان في الفلبين
خرائط تظهر زلازل أفغانستان
  • تقديم خرائط فضائية لتعزيز تطبيق تقنية الاستشعار عن بُعد
  • صور متفردة عالية الجودة تسهم في حماية كوكب الأرض

 

دبي: يمامة بدوان

أسهمت الأقمار الاصطناعية الإماراتية، التي تدور في الفضاء بمعالجة مجموعة من الكوارث الطبيعية العالمية، عبر رصد تسونامي اليابان والفيضانات في تايلاند، كما رصدت انحسار الغطاء الجليدي في جرينلاند وغيرها، حيث تمكنت من المساعدة في حماية كوكب الأرض، عبر تحسين الزراعة والمساهمة في تطوير التنظيم المدني.

والتقطت الأقمار الإماراتية، ومنها «دبي سات 1» و«دبي سات 2» و«خليفة سات» صوراً متفردة، عالية الجودة والوضوح، لكوارث طبيعية أصابت مدناً ومناطق مختلفة حول العالم، ما جعل الإمارات تقدم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، والتي تستخدم في متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، كذلك رصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي والعالمي، وتقديم صوراً مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري.

تحليل ورصد

وتقوم الأقمار الاصطناعية الإماراتية بتوفير صور ومن ثم تحليلها، بما يضمن الرصد السريع لأي تغيير في الغطاء النباتي أو الساحلي، حيث إن التأثيرات الناجمة عن العديد من العوامل، مثل الاحتباس الحراري والمشاريع الهندسية والإنشائية الكبيرة، قد تؤدي إلى تغيرات في البيئة لا يمكن الكشف عنها من الأرض، حيث وفر القمر «دبي سات»، الذي تم إطلاقه عام 2009، صوراً بصرية حساسة للألوان ومتعددة الأطياف الكهرومغناطيسية، تعمل على تعزيز الاستفادة من علوم الأرض والجيولوجيا، ودعم مجموعة متنوعة من البرامج العلمية في كل من الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، حيث تستخدم البيانات التي يوفرها لدعم القياسات الأرضية، بهدف التنبؤ بحدوث العواصف الرملية والضباب وأي ظروف أو مخاطر طبيعية أخرى محتملة.

أما القمر «دبي سات 2»، الذي جرى إطلاقه في 2013، فإنه يتيح صوراً بتفاصيل عالية الجودة، يمكن استخدامها للنشر الإعلامي في المطبوعات والمواقع الإلكترونية وإدارة المشاريع، ويمكنه تخزين بيانات صور ما يصل إلى 17,000 كيلومتر مربع من الأراضي، لتستخدم في دراسة التغيرات البيئية والمياه والجليد والحياة والتجمعات البشرية وغيرها، كما يوفر صوراً يتم التقاطها بكاميرا ذات تقنية «بوش بروم»، من خلال أجهزة الاستشعار (TDI) ويلتقط صوراً عالية الدقة حساسة للألوان.

كما أن القمر «خليفة سات»، الذي تم إطلاقه العام 2018، قادر على أداء دور مهم في توفير معلومات دقيقة عن مواقع السفن، فضلاً عن قدرته على اكتشاف السفن وتقديم معلومات عن اتجاهاتها وسرعاتها، ويستخدم كذلك في تلبية احتياجات رسم خرائط الغطاء الأرضي هذا المجال، لاسيما من قبل الجهات الحكومية، من أجل رصد اتجاهات التنمية والتغيرات في الطريقة التي تستخدم الأرض فيها، وتصميم وتطوير الخرائط التفصيلية للمنطقة، حيث إنه يغطي المناطق المستهدفة في جميع أنحاء العالم.

«سنتينل آسيا»

كما قدّم مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الخرائط إلى مبادرة «سنتينل آسيا»، منذ انضمامه إليها في 26 يوليو 2017، والتي تعد المبادرة الدولية المشتركة بين وكالات الفضاء ووكالات إدارة الكوارث والوكالات الدولية، الهادفة إلى تعزيز تطبيق تقنية الاستشعار عن بُعد وتكنولوجيا المعلومات الجغرافية لإدارة الكوارث في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك في إطار دعم المركز لمساعي الحد من مخاطر الكوارث.

ففي 12 يوليو الجاري، قدم المركز، خرائط تُظهر المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب أفغانستان في 22 يونيو الماضي إلى مبادرة «سنتينل آسيا» بهدف الحد من أضرار هذه الكارثة، وفي الأول من يوليو الجاري، قدم أيضاً خرائط تُظهر ثوران بركان بولوسان في الفلبين في 5 يونيو الماضي، والمناطق الزراعية والسكنية المتضررة.

وفي 4 إبريل الماضي، قدم المركز خرائط إلى «سنتينل آسيا»، تظهر الفيضانات التي ضربت جنوب تايلاند في فبراير 2022، بهدف المساعدة في معالجة هذه الكارثة الطبيعية التي خلَّفت ضرراً في المناطق السكنية والزراعية، كما أنه في 24 فبراير 2022، سلّم المركز خرائط إلى المبادرة، تظهر حجم التسرب النفطي الذي حصل في البحر قبالة رايونغ، تايلاند، حيث تم إعدادها من خلال البيانات التي قدَمها القمر خليفة سات، وفي 4 فبراير الماضي قدم المركز صوراً وخرائط للأقمار الاصطناعية، تظهر ثوران البركان والتسونامي، الذي ضرب مملكة تونغا بالمحيط الهادئ.

وسبق لمركز محمد بن راشد للفضاء في 29 ديسمبر 2021، تقديم خرائط لمبادرة «سنتينل آسيا» تُظهر تدفق حمم بركان «سيميرو» في إندونيسيا، بهدف الإسهام في إدارة هذه الكارثة الطبيعية، ودعم جهود معالجتها، وفي 5 نوفمبر 2021، قدم المركز أيضاً خرائط تُظهر الأماكن التي ضربتها الفيضانات والانهيارات الأرضية، ضمن إسهامه في جهود إدارة الكوارث عالمياً، وفي 27 أغسطس 2020، قدم المركز صوراً للحرائق المشتعلة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد من بين أكبر الحرائق في تاريخ الولاية.

تعويم ناقلة الحاويات «إيفرجيفن»

لعب القمر الاصطناعي «خليفة سات» دوراً بارزاً في التقاط صورتين لناقلة الحاويات العملاقة «إيفرجيفن» في قناة السويس في 29 مارس 2021، حيث تظهر جهود تعويم السفينة الجائحة في القناة، والتي تسببت بإغلاقها منذ 23 مارس من العام ذاته لأكثر من 6 أيام.

وتسببت «إيفر جيفن» البالغ طولها 400 متر، وتعود ملكيتها للشركة اليابانية «شوي كينسنو»، أزمة عالمية في واحدة من أهم القنوات التجارية في العالم، حيث جنحت عند الكيلو 151 في القناة، ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية، وأدى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل يضم مئات السفن كانت بصدد عبور القناة البالغ طولها 193 كيلومتراً، ما تسبب بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"