عادي

العالم يشارك البريطانيين حزنهم على الملكة إليزابيث الثانية

18:29 مساء
قراءة 5 دقائق
باريس - أ.ف.ب
توحّد القادة من كل ركن من أركان العالم لفترة وجيزة، الخميس والجمعة، تكريماً للملكة إليزابيث الثانية، بعد وفاتها في منزلها الإسكتلندي في عمر ناهز 96 عاماً.
وأشادت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليزا تراس، الجمعة، بالملكة وتعهدت بالولاء والتفاني للملك تشارلز الثالث.
وقالت أمام مجلس العموم الذي خيم عليه الصمت: إن إليزابيث الثانية كانت «واحدة من أعظم القادة الذين عرفهم العالم على الإطلاق»، ووصفتها بـ«أعظم دبلوماسيي الأمة».
وتدفّق التكريم من البلدان التي حكمتها إلى تلك التي كانت في حالة حرب معها، ومن الدول الصغيرة إلى أقوى بلدان العالم، ومن المؤسسات التي تعود لقرون إلى الدول الحديثة. وعبرت بلدان كثيرة عن احترامها للملكة الراحلة، من دقيقة صمت في الأمم المتحدة إلى إطفاء أنوار برج إيفل وتنكيس العلم فوق البيت الأبيض وخطوات أخرى في سلطنة عمان والبرازيل؛ حيث أعلنت أيام حداد والأردن وكوبا.
في ما يلي بعض ما قيل عن الملكة إليزابيث التي حكمت المملكة المتحدة منذ عام 1952 وكانت أيضاً رئيسة دولة لـ15 من بلدان الكومنولث حول العالم.
  • واجبات غير منقوصة
قاد الكومنولث، اتحاد الدول التي كانت في السابق جزءاً من الإمبراطورية البريطانية، إضافة إلى أقاليم ما وراء البحار المتبقية، التكريم العالمي.
وبادرت منطقة جنوب آسيا؛ حيث كانت بريطانيا القوة الاستعمارية حتى ما قبل عهد إليزابيث مباشرة، إلى تكريم الملكة الراحلة؛ إذ أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن ألمه لوفاتها.
وفي نصف الكرة الجنوبي، قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا: إن «حياة الملكة وذكراها ستبقيان محفورتين في الذاكرة عبر العالم»، بينما أشاد الرئيس الكيني المنتخب وليام روتو بقيادتها الممتازة للكومنولث. وفي كينيا عبر الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا عن شعور عميق بخسارة ملكة هي رمز بارز للخدمة المتفانية.
وأشاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي بنزاهة لا حدود لها لدى الملكة إليزابيث، متحدثاً عن نهاية زمن برحيلها.
في الجهة الأخرى من العالم، أكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، أن إليزابيث الثانية التي كانت رئيسة للدولة الكندية كملكة، شكّلت حضوراً دائماً في حياة الكنديين، و«ستبقى إلى الأبد جزءاً مهمّاً من تاريخ بلدنا».
كذلك، كرّم أصغر أعضاء الكومنولث الملكة؛ حيث أشاد ديفيد بيرت رئيس وزراء إقليم برمودا البريطاني الصغير، بحياتها المملوءة بالواجبات غير المنقوصة.
  • وقار وثبات لا مثيل لهما
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن إليزابيث الثانية كانت أول ملكة بريطانية تقيم علاقات شخصية مع الشعب في جميع أنحاء العالم، وأمر بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض والمباني الحكومية.
وأشار إلى أن الملكة الراحلة كانت امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما، مضيفاً أنها كانت أكثر من ملكة. لقد جسّدت حقبة.
  • رمز المصالحة
أرسل آخرون ممّن تبنّوا موقفاً أقل ودية تجاه بريطانيا تعازيهم أيضاً، فقدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه، الخميس، إلى الملك تشارلز الثالث، متمنياً له الشجاعة والصمود بعد وفاة والدته، في وقت تقود بريطانيا الحملة الغربية لفرض العقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.
وأعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، أن بوتين لن يحضر جنازة الملكة. وقال بيسكوف: إنه على الرغم من أن الروس احترموها لحكمتها، فإن حضور بوتين جنازة الملكة غير مطروح.
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تعاطفه الصادق مع بريطانيا حكومة وشعباً.
من جهتها، أشادت ألمانيا التي تحوّلت في عهد الملكة من ألد أعداء بريطانيا إلى حليف قوي، بإليزابيث الثانية باعتبارها «رمز المصالحة» بعد حربين عالميتين.
وقال المستشار أولاف شولتس: «التزامها بالمصالحة الألمانية- البريطانية بعد أهوال الحرب العالمية الثانية سيبقى غير منسي».
وردد رئسي الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا هذا الإحساس، وقال: «لعبت دوراً مهماً في خلق عالم سلام وازدهار»، مضيفاً أن وفاة الملكة «خسارة كبيرة» للمجتمع الدولي.
وأعربت الأرجنتين، التي خسرت حرباً مريرة مع بريطانيا على جزر فوكلاند في عام 1982، عن «حزنها» لوفاة إليزابيث. وقالت الحكومة في بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية، إنها «ترافق الشعب البريطاني وعائلتها في لحظة الحزن هذه».
  • فضيلة ونعمة وتفانٍ
في الأمم المتحدة، لزم مجلس الأمن دقيقة صمت، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: إن الملكة «كانت موضع تقدير كبير لما تمتّعت به من فضيلة ونعمة وتفانٍ حول العالم. كان حضورها مثيراً للطمأنينة على مدى عقود من التغيير الكبير».
  • البابا يصلي
في الفاتيكان، أعرب البابا فرنسيس عن «حزنه العميق» لرحيل الملكة، مشيراً إلى أنه يصلّي لها ولنجلها تشارلز الذي خلفها ملكاً.
  • إليزابيث الصامدة
أعرب قادة الاتحاد الأوروبي، عن أسفهم لوفاة الملكة التي كانت رئيسة دولة بريطانيا طوال عضويتها في الاتحاد الأوروبي وحتى خروجها من التكتل مؤخراً. وأشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالملكة، معتبراً أن «إليزابيث الصامدة» كانت تجسّد «أهمية القيم الثابتة».
  • الملوك الرفاق
أشاد ملك بلجيكا فيليب الذي تربطه صلة عائلية وثيقة بالطبقة الأرستقراطية البريطانية، بملكة استثنائية طبعت التاريخ بعمق، وأثبتت وقاراً وشجاعة وتفانياً طوال فترة حكمها.
ووصفها ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر بأنها صديقة جيدة لعائلتي ورابط لتاريخ عائلتنا المشترك. من جهته، قال ملك إسبانيا فيليب السادس إنها «كتبت أهم فصول التاريخ».
وأعلنت ملكة الدنمارك مارغريتي الثانية عن إلغاء عدد من الفعاليات التي كانت مقررة نهاية الأسبوع بمناسبة مرور 50 عاماً على توليها العرش، حداداً على وفاة ملكة بريطانيا.
وأشار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى أن «جلالة الملكة كانت نموذجاً للقيادة سيُخلّد في التاريخ».
وقال ملك المغرب محمد السادس إنه خسر «صديقة عظيمة ومميزة كانت تحظى باحترام شديد».
وفي اليابان أشاد الإمبراطور ناروهيتو بـ«الإنجازات والإسهامات العديدة» للملكة، معرباً عن «حزن عميق» لوفاتها.
  • صديقة مميزة
وصف الرئيس الإيرلندي مايكل د. هيغينز الملكة بأنها كانت صديقة مميزة لإيرلندا، معتبراً أن تأثيرها كان كبيراً على أواصر التفاهم المتبادل بين الشعبين.
أما نيكولا ستورجون رئيسة وزراء إسكتلندا التي تؤيّد استقلال بلادها عن المملكة المتحدة، قالت إن رحيل إليزابيث الثانية لحظة حزينة بالنسبة إلى المملكة المتحدة ومنظمة الكومنولث والعالم.
من جهته، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بصديقة لفرنسا وملكة للقلوب طبعت بلادها والقرن.
وأشاد في تسجيل فيديو بالإنجليزية نشره على «تويتر»، الجمعة، بحكمة وتعاطف الملكة، مضيفاً: نشعر جميعاً بفراغ بعد وفاتها.
وأعلن قصر الإليزيه أن ماكرون سيتوجّه إلى السفارة البريطانية في باريس، صباح الجمعة، للتوقيع على سجل التعازي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4n34tze2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"