عادي
أعمال تلامس تفاصيل الحياة غير المرئية

«ارتقاء الضوئي».. معرض يحتفي بالحرف العربي

22:28 مساء
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير خلال افتتاح المعرض

افتتح عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مدير ملتقى الشارقة للخط معرض «ارتقاء الضوئي»، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، في بيت الحكمة ضمن فعاليات الدورة العاشرة من الملتقى الذي يقام تحت شعار «ارتقاء»، بحضور أمين سر الجمعية محمد الهاشمي، وعدد كبير من الفنانين والإعلاميين.

يأتي المعرض ترجمة لشعار الملتقى «ارتقاء»، فيقدّم أعمال تصويرية تعكس إبداعات الخط العربي من جانب، بينما تصور من جانب آخر، موضوعات حيوية تقدّمها عدسات مصوّرين يحملون رسالة فنية إبداعية.

وتلامس أعمال المعرض أيضاً، تفاصيل الحياة اليومية غير المرئية من منظور إبداعي للمصوّر، بحيث يتمكّن المشاهد من الارتقاء بصرياً وروحياً نحو جانب مخفي في الحياة.

ويتضمن المعرض صوراً للفنان العالمي سامي العلبي مصوّر النجوم والمجرّات، حيث يستطيع المشاهد أن يرى عظمة الخالق في تكوين المجرات.

وبينما يأخذنا عمر علي المرزوقي في جولة في الشارقة مبرزاً جمالياتها وأضواءها الساحرة وتكوينها العمراني اللافت، فإن نعمة سمير الناجي تحاول توثيق اللحظات الإنسانية العابرة في الحياة، وإبراز الأمكنة الضاربة في عمق التاريخ، وهي لا تتوقف عند هذا الحد؛ بل تطوف في كل اتجاه بحثاً عن صورة تتحدث عن نفسها فور النظر إليها.

وتشارك في المعرض الذي يتضمن أعمالاً أخرى ما بين المفاهيمية والتجريدية لإعطاء منظور وبُعد وتكوين ضوئي جديد: فاطمة سعيد الحارثي، وعدي شنشل، وأحمد آل علي، ود. وسام ممدوح، وشيماء عبد الحميد، ودانية استيتية، وسهام محمد إبراهيم، ووائل أنسي، وعبير الهمداني، وسماح الخفش، وعائشة سعيد الشحي، ونوير مهدي الهاجري.

وحظي مرتادو بيت الحكمة بجولة بين صور تحاكي إبداعات الخط العربي، وتستلهم أفكارها من جمالياته، بينما تناولت صور أخرى المكان والطبيعة موضوعاً لها.

مدن وتاريخ

كما شهد بيت الحكمة عقب افتتاح معرض «ارتقاء الضوئي»، انطلاق أعمال الندوة الدولية المصاحبة للملتقى، بحضور عبدالله العويس، ومحمد القصير، ومحمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد.

وتأتي الندوة تحت عنوان «الخط العربي.. مدن وتاريخ»، ويشارك فيها 6 باحثين من عدة دول.

وتحدث في الجلسة الأولى ثلاثة باحثين، هم: خالد الجلاف عن محور الإمارات، ود. خوسيه ميغيل بويرتا عن محور إسبانيا، ود. صلاح الدين شيرزاد عن محور العراق والدولة العثمانية.

وحمل بحث الجلاف عنوان «ارتقاء فن الخط العربي من جديد.. حجم الاهتمام الإماراتي»، وتحدث فيه بداية عن تاريخ الخط العربي، والمراحل التي عبرها من الصورة إلى الحرف.

وأبرز الجلاف مسيرة الخط في الإمارات، موضحاً أن الكتاتيب مثلت دوراً بارزاً في تعليم أبناء الخليج القراءة والكتابة، وتناول الدور الكبير لوزارة التربية والتعليم من خلال بناء المدارس الحديثة، وإعداد منهج دراسي ينبثق من عادات وتقاليد الإماراتيين.

وأشار الجلاف إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في منتصف ثمانينات القرن الماضي والاهتمام الرسمي والحكومي بفن الخط العربي، سواء من خلال دعم أنشطة جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية المتعلقة بفن الخط العربي، أو بدء تنظيم المعارض الخطية على المستوى المحلي أو العالمي، كما أشار إلى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والمجمع الثقافي في أبوظبي، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، ومجلة «حروف عربية»، والندوات والمعارض المصاحبة لها.

الخط الأندلسي

وقدّم خوسيه ميغيل بويرتا بحثاً بعنوان «الخط الأندلسي.. أصله ومراحل تطوره في العمائر»، وذكر في البداية أن خطوط اللغة العربية أخذت تنتشر في المصادر العربية في الأندلس متألقة في فنون وعمارة الحضارة الجديدة آنذاك، خلال قرون طويلة بلغت في مناطق مملكة غرناطة ما ينوف على 8 قرون.

وعرج بويرتا في حديثه على كتابات أبنية قرطبة وروائع خطوطها الفسيفسائية، لا سيما في المسجد الجامع وفي مدينة الزهراء حيث مزيد من اللوائح التذكارية مندمجة في العمارة ذاتها أو محفوظة في المتاحف، وذكر أيضاً خطوط قصر الخلافة في مدينة الزهراء، حيث بمقدور المرء مشاهدة أروع كتابات الزهراء في مجلس الذهب بفضل علماء الآثار والمرممين الذين دأبوا طوال عقود على ترتيب القطع الزخرفية والخطية للمجلس وردّها إلى الجدران، بعد أن قاموا بإعادة بنائها حديثاً.

وتحدث الباحث الإسباني عن تنوع الخط وبذور الوصل بين الشعر والعمارة في الأندلس من ممالك الطوائف إلى نهاية حكم الموحدين. ولفت إلى أنه يمكن وصف قصور الحمراء بأنها عمارة الكلمة والخط بامتياز، حيث تستدعي القراءة وتذوق الجمال الخطي وليس المشاهدة البحتة فقط.

وتناول بحث شيرزاد موضوعاً بارزاً بعنوان «الخط والخطاطون في العراق في العصر العثماني»، وأشار إلى 6 نماذج مهمة من خطاطي العراق في العصر العثماني، منهم إسماعيل بن مصطفى الأنوري (البغدادي)، وتوفي في إسطنبول عام 1765، وسفيان بن وهبي الذي أسهم في إحداث نهضة فنية في بغداد، وتوفي سنة 1838، وصالح بن أحمد بن يحيى السعدي، وهو خطاط مشهور من الموصل، وتوفي سنة 1828.

كما ذكر الخطاط الحاج محمد علي صابر الذي أخذ الخط من الخطاط التركي عثمان ياور وتوفي في 1941، والملا عارف بن أحمد بن فليح الشيخلي الذي تعلم أصول الخط من أبيه وتوفي في 1885، وأخيراً الخطاط الملّا علي بن درويش الفضلي الذي درس العلوم والآداب والفنون على يد كبار علماء بغداد، وتفوق في الخط العربي كموهبة وحرفة.

يشار إلى الندوة ستواصل أعمالها اليوم الأحد في بيت الحكمة، حيث تعقد الجلسة الثانية، ويشارك فيها: بسام ديوب عن محور بلاد الشام، ود. محمد الحداد عن محور مصر، ود. محمد الحسني عن محور المغرب العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mttj3hrp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"