أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
تحت رعاية الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت، أمس الاثنين، فعاليات الدورة السابعة من المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر (آيسنار أبوظبي 2022)، الذي تنظمه «مجموعة أدنيك»، بالتعاون مع وزارة الداخلية، وبالشراكة الاستراتيجية مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بحضور دولي رفيع، ومشاركة مجموعة بارزة من كبرى الشركات الوطنية والإقليمية والعالمية، المتخصصة في الأمن الوطني والسيبراني.
ويستقطب المعرض الذي يستمر حتى 12 أكتوبر/ تشرين الأول، مشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة، حيث ارتفع عدد الشركات العارضة في دورة هذا العام 121% عن الدورة السابقة، وزادت المساحة المخصصة للعروض 15% مقارنة بدورة عام 2018. كما ارتفع عدد الدول المشاركة إلى 33، بنسبة 120%، ووصلت نسبة الشركات الجديدة المشاركة للمرة الأولى 8%، ونسبة الشركات الوطنية العارضة 34% من المجموع الكلي.
وتوافد خلال اليوم الأول عدد كبير من الوفود الرسمية الرفيعة، من مختلف دول العالم، حيث يشارك في دورة هذا العام 120 وفداً رسمياً، في زيادة 20% مقارنة بالدورة السابقة، بما فيها وفود السعودية والبحرين وسنغافورة ومصر واليونان والعراق وإيطاليا وإثيوبيا، ووفد من منظمة «الإنتربول».
11 ورشة
وشهد اليوم الأول 11 ورشة رفيعة، وهي: «مختبر الابتكار لشرطة أبوظبي» استعرض خلالها البروفيسور مارتن سبراغون، مدير قسم شراكات البحث في «أكاديمية ربدان» جهود شرطة أبوظبي في الاهتمام بالابتكار الشرطي لصناعة المستقبل. تلتها كلمة المهندس عارف الجناحي، مدير إدارة الهندسة الأمنية في مؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية في دبي بعنوان «ركائز تطبيقات الأنظمة الوقائية»، ثم شاركت العميد الخبيرة الدكتورة مريم القحطاني، رئيسة قسم الأحياء الجنائية في إدارة الأدلة الجنائية بقطاع شؤون الأمن والمنافذ في شرطة أبوظبي، بكلمة بعنوان «توظيف تكنولوجيا التسلسل من الجيل التالي في القضايا الجنائية والإرهابية».
كما ضمت الورش ورشة «مراكز التحكم في القيادة المعرفية للسلامة العامة» قدّمها راجات شوادري، المدير المساعد، للقطاع الحكومي والعام في «رايس ووترهاوس كوبرز»، وجلسة «الجيل القادم لشبكات السلامة العامة» شارك فيها بيتر كليمنس، المؤسس والمدير العام لشركة «كويستكي سيتي»، ورمزي خوري، الشريك في «استراتيجي الشرق الأوسط برايس ووتر هاوس كوبرز»، وشارانغ جوبتا، مدير في برايس ووتر هاوس.
المرونة الإلكترونية
وتضمنت فعاليات اليوم الأول ورشة «المرونة الإلكترونية في الاقتصادات النامية - تعزيز التحولات الرقمية الآمنة»، قدمها محمد داود، مدير تطوير الأعمال، موديز للدراسات التحليلية، ثم ورشة «تطبيق استشراف المستقبل لتصور مستقبل العمل الشرطي» قدمها البروفيسور مارتن سبراغون، مدير قسم الشراكات البحثية في «أكاديمية ربدان»، ثم ورشة «التصدي للجريمة بالشرطة المجتمعية المدعومة بالتكنولوجيا» قدمها غاريث لي ستابس، محاضر - برنامج العلوم الشرطية والأمن في الأكاديمية.
وتواصلت الورش بورشة «مستقبل الاستجواب والاستدعاء لمقابلة الشرطة»، قدمها الدكتور آندي غريفيث، مؤلف مشارك في المقابلة الاستقصائية: نهج إدارة المحادثة. واختتمت بورشة «مستقبل العمل الشرطي» قدمها الدكتور حسام الشنراقي، أستاذ مشارك في أكاديمية شرطة دبي.
أحدث الابتكارات
وتركز دورة هذا العام، على عرض أحدث الابتكارات والحلول الأمنية الرائدة، وتعزيز الأعمال والعلاقات والشراكات بين الشركات العاملة في أربعة قطاعات، هي: الأمن الوطني، والأمن السيبراني، والشرطة وجهات إنفاذ القانون، وحماية المنشآت الحيوية. ومجموعة واسعة من التقنيات المتعلقة بالطب الشرعي الرقمي، ومكافحة البرامج الضارة ومكافحة البريد العشوائي، ومكافحة الفيروسات، والعوامل البشرية، والحوكمة، والامتثال، واستمرارية الأعمال، والاستجابة للحوادث، وإدارة الهوية والوصول، وأمن التطبيقات، وأمن إنترنت الأشياء، والأمن السحابي، وأمن الهواتف المحمولة، والإرهاب السيبراني والحماية من الحرب السيبرانية، وأمن الشبكات، وأمن البيانات، والخدمات الأمنية المُدارة (MSS)، والتشفير.
ومن المنتظر أن تبدأ عروض «رجل في الوسط»، اليوم الثلاثاء، بواقع 3 عروض يومياً: 11 صباحاً، و2 ظهراً، و4 بعد الظهر. ويعاد، يوم غد الأربعاء، ويرتكز العرض البصري على سيناريو أمني متكامل تعرض عبره الجهات المعنية قدراتها وجهودها في تعزيز الأمن والوقاية المجتمعية والتقنيات المستخدمة في ذلك، وفق أفضل المعايير الدولية، وأحدث المبتكرات العالمية القادمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة.
جهاز لحماية البيانات والشبكات
وعلى هامش فعاليات المعرض كشفت «كاتم» الشركة الرائدة في تطوير حلول اتصالات مبتكرة وفائقة الأمان، والتابعة لمجموعة «إيدج»، جهازKATIM Gateway 9011 الذي صمّم لحماية البيانات والشبكات والأصول الأكثر حساسية في العالم، وبنيت باستخدام محفظة التشفير الوطني الإماراتي، وتتميز بأجهزة قوية مع إمكانية برمجة كاملة لحالات الاستخدام المستقبلية.
كما عرضت منصة إيدج هاتف KATIM X2، وهو ذكي فائق الأمان يعمل بتقنية الجيل الخامس 5G للقادة الحكوميين، وكبار المسؤولين التنفيذيين والأفراد، والفرق التي تعمل ضمن عمليات حساسة، ما يضمن الحفاظ التام على سرية المعلومات؛ وKATIM R01، هاتف ذكي متين لعمليات الاتصال الحساسة في أقسى الأحوال الميدانية؛ فضلاً عن مجموعة تطبيقات KATIM.
خط دفاع فعال
وقال وليد المسماري، نائب الرئيس الأول، في ايدج والمدير التنفيذي بالإنابة لشركة «كاتم»: «تقدم KATIM Gateway 9011 خط دفاع فعال في وجه الزيادة المستمرة لعمليات اعتراض البيانات أثناء النقل، فهي مصممة لتحمي البيانات الأكثر حساسية والأكثر أهمية، ما يتيح الاتصالات الآمنة لجميع الأفراد والمؤسسات التي تتطلب أعلى مستويات الأمان. وعبر الجمع بين حلول الاتصالات فائقة الأمان المصنوعة في الإمارات من كاتم، وريادة إيدج في السوق، لدينا ثقة تامة بمكانتنا الأساسية في التكنولوجيا، ومزودون مفضلون للعملاء المحليين والدوليين، وهذا سيمكننا تحقيق هدف دولة الإمارات في تعزيز القدرات السيادية وترسيخ مكانتها مصدراً للتكنولوجيا».
وتعدّ «كاتم»، وهي جزء من قطاع الحرب الإلكترونية والتكنولوجيا السيبرانية في ايدج، رائدة في تطوير منتجات وحلول اتصالات آمنة ومبتكرة للحكومات والشركات.
سيارة لاسلكية مسلحة
وعرض ماجد الزرعوني، مساعد أول من مركز وزارة الداخلية للابتكار، أول سيارة لاسلكية مسلحة صنعت في مختبر الابتكار بالقيادة العامة لشرطة عجمان، وتسمى «قناص الإمارات»، للأغراض الأمنية لفض الشغب، أو الدهم، تتضمن سلاحاً له خصائص معينة لترك أثر في الشخص المطلوب القبض عليه، وهي مزودة بكامرتين موصلتين بغرفة العمليات لنقل الحدث وتلقي الأوامر من المعنيين.
وأطلقت شركة القدرة العالمية، ومقرها الإمارات روبوتاً كهربائياً آلياً لإطفاء الحرائق وإنقاذ المصابين يسمى ev2، ويعد أقوى روبوت في العالم في الإنقاذ والإطفاء، حيث يتمتع بقدرات عالية على المناورة بتزويده بملحقات، مثل محراث تصل قدرته على الدفع 7 طن، وعبر الونش الخلفي الذي يمكنه سحب من 3 إلى 7 طن. كما زوّده بقاذف قادر على الالتفاف 360 درجة.
واستعرضت الملازم الأول إيمان آل علي، من القيادة العامة لشرطة الشارقة، جهاز فحص صلاحية الكبسولات في الطلقات النارية، الذي صنّع بالكامل محلياً، وحصل على براءة اختراع، حيث ساعد في متطلبات المختبر الجنائي من حيث فحص الطلقات النارية، والتمكن من الكشف إن كانت الطلقة تطابق السلاح، في 5 دقائق بدلاً من 5 أيام.
حل مستدام للطاقة الشمسية
ودشن «قسم المسعود للطاقة»، التابع ل«مجموعة المسعود» حل الطاقة الشمسية المبتكر «Oryxbox» الذي يمثل الجيل الجديد من حلول الطاقة السهلة التركيب والتشغيل من «صن ستريم إنترناشيونال». ويعد «Oryxbox» حلاً مستداماً للطاقة الشمسية يتميز بإمكانية تعبئته في حاويات قابلة للنقل وسهلة التركيب، وصمّم مصدراً مستقلاً للطاقة وغير موصول بالشبكة، ليكون الحل الأمثل لقطاعات إدارة الأزمات والمخاطر.
ويعدّ «Oryxbox»، الذي طوّر في ألمانيا، الجيل التالي من المقطورة الشمسية المصنوعة من الألومنيوم، ويتألف من ألواح طاقة شمسية عالية الأداء، صُمّمت لتعكس مزايا سهولة وسرعة التركيب والتخزين على يد شخص واحد فقط. وتستخدم المقطورة نظام بطارية الليثيوم – أيون، لتكون الطاقة الكهربائية متاحة طوال الوقت، سواء بالليل، أو عندما تكون الشمس مغطاة بالسحب.
جامعة الإمارات
وتُشارك جامعة الإمارات، لأول مرة في فعاليات دورة هذا العام. وأكد الدكتور أحمد علي مراد، النائب المشارك للبحث العلمي «أن الجامعة حريصة على المشاركة الفاعلة في حدث مهم كمعرض «آيسنار» الذي يعدّ فرصة لتقديم أحدث الابتكارات والحلول الأمنية التي عمل عليها طلبة الجامعة، إلى جانب الإسهام في الجانب الحيوي المهم، وإبراز أفضل الممارسات في التقنيات والروبوتات والذكاء الاصطناعي».
وقدمت الجامعة في جناحها أربعة مشاريع مختصة في الأمن منها «نموذج إنترنت الأشياء» الذي أضاء على التحدي الناشئ للاتصالات الأمنية بين مجالات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية، وتأكيد أحدث الأبحاث التي أجريت في هذا الاتجاه نحو زيادة أمان الصناعة من المنظور الاجتماعي والتقني.
والثاني عرض لتكنولوجيا «الميتافيرس»، أو ما يعرف «الحياة الثانية»، والمخاوف الأمنية والخصوصية المتعلقة بهذه التكنولوجيا، والعالم الافتراضي الذي يتضمن الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، حيث أضاء على أسس الميتافيرس، وقبول المستخدم واعتماده للتكنولوجيا وتحديد العوامل التي تؤثر في ثقة المستخدمين. والقضايا المتعلقة بالأمان والخصوصية الناتجة عن هذه التكنولوجيا الجديدة.
والمشروع الثالث تناول تصميم حواجز الأمواج ضد موجات تسونامي. كما استعرضت الجامعة بدلة رواد الفضاء التي تعمل عليها الجامعة، لإمكان استخدامها في الأمن القومي، لمقاومتها الفاعلة والآمنة للإشعاع، وملاءمتها للغوص في أعماق البحار، واستخدامها في مكافحة الحرائق.
«إدارة الطوارئ» يواكب أحدث الأنظمة المتطورة
أكد حيدر عمر الهاشمي، مدير قطاع الوقاية والاستعداد بالإنابة في مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي، اتباع أعلى المعايير لتواكب منظومات العمل في الدولة الأنظمة الإلكترونية المتطورة عالمياً، وتعزز من كفاءة الكوادر الوطنية وقدرتها على الاستجابة السريعة والحرص على التعافي السريع.
وأضاف الهاشمي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام) أن مشاركة جناح إدارة الطوارئ في «آيسنار أبوظبي 2022» يتمحور حول طرح منصة «إدارة الأزمات» التي يتم فيها مشاركة المعلومات بشكل مباشر مع مختلف الجهات المحلية المعنية التابعة لإمارة أبوظبي، والتي تساهم بدورها في سرعة نقل المعلومات والاستجابة السريعة وتسهيل اتخاذ القرارات من قبل الجهات المختصة في ما يتعلق بالتعافي السريع، إضافة الى عرض آخر مستجدات البرامج التوعوية التي تمكن العامة من المشاركة والتفاعل معها.
