عادي
في جلسة «كيف يمكن للحكومات أن تواجه التحديات؟»

خبراء يناقشون دور الحكومات في استشراف المستقبل وتوفير الفرص للأجيال

19:14 مساء
قراءة 3 دقائق
جلسة «كيف يمكن للحكومات أن تواجه التحديات»

دبي: «الخليج»

أكد خبراء في استشراف المستقبل، خلال مشاركتهم في جلسة «كيف يمكن للحكومات أن تواجه التحديات المحتملة باستشراف المستقبل؟» ضمن اليوم الأول من «منتدى دبي للمستقبل»، أن الحكومات الناجحة مستقبلاً، هي التي تمتلك الرؤية والجاهزية والمرونة والاستراتيجية والعقول والعنصر البشري المؤهل والفكر الإيجابي، للتعامل مع مختلف السيناريوهات والتحديات وتحويلها إلى فرص.

شارك في الجلسة عبدالله لوتاه، المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، وصوفي هاو، مفوضة أجيال المستقبل في ويلز، وجنيت كويك، رئيسة مركز المستقبل الاستراتيجي بمكتب رئيس وزراء سنغافورة.

منهجية خاصة

وأكد عبدالله لوتاه، أن تعزيز المهارات القيادية وترسيخ ثقة المجتمع بالعمل الحكومي، من أهم عوامل نجاح عمليات استشراف المستقبل. مشيراً إلى أهمية توسيع التعاون العالمي الهادف لابتكار حلول نوعية للتحديات مبنية على رؤية مستقبلية.

وقال إن دولة الإمارات حلت في المركز الثاني عالمياً، في ثقة المجتمع بالحكومة، بحسب مؤشر «إيدلمان» العالمي. وقد تمكنت من تعزيز مستويات الثقة محلياً وعالمياً، وبين الخبراء والمختصين نتيجة لاستجابتها النوعية لجائحة «كورونا»، وامتلاكها بنية تحتية مرنة تواكب التحولات بسرعة كبيرة، وتستند إلى ثقافة الاستشراف والاستباقية الراسخة في منهجية عمل الحكومة وتوجهاتها.

وأضاف أن حكومة دولة الإمارات طوّرت، على مدى السنوات الماضية، منهجيتها الخاصة في استشراف المستقبل، بما يضمن تعزيز جهود الجهات الحكومية على رفع مستوى الجاهزية والمرونة والاستعداد للمستقبل، بإطلاق مبادرات وطنية تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة في الدولة، بدأت منذ إطلاق استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، ومئوية الإمارات 2071، التي تشكّل برنامج عمل شاملاً تعمل فيه الجهات الحكومية كافة، بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات المجتمعية وأفراد المجتمع، خلال العقود الخمسة المقبلة. وحكومة الإمارات أطلقت كذلك الكثير من المبادرات الداعمة لتحقيق المستهدفات الوطنية، بما في ذلك الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي تركز فيها على مواءمة العمل اتحادياً ومحلياً في الدولة».

وقال لوتاه إن دولة الإمارات تمكّنت بإطلاق هذه الاستراتيجيات، من تعزيز تنافسيتها العالمية، عبر استشراف التوجهات العالمية والاستعداد لمختلف التحديات، لتكون حكومة مرنة واستباقية تركز على مبادئ الابتكار، حتى أصبحت في 2022 ضمن أكثر الدول جاهزية في مواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية، وفق تقرير «استشراف مستقبل المعرفة» الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.

وأضاف «نعمل في حكومة الإمارات بمبدأ أن الدور الأهم للحكومات، هو خدمة المجتمع وبناء مستقبل أفضل، لذلك نعمل على توفير أعلى مستويات الخدمات الحكومية وفق معايير عالية المستوى تطبّق عبر نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات ومنظومة التميّز الحكومي ومؤشرات الأداء الرئيسية التي طورتها حكومة دولة الإمارات».

مستقبل الأجيال

وقالت صوفي هاو، إن حكومات المستقبل المؤثرة هي التي تحرص على مستقبل الأجيال القادمة على مختلف المستويات وفي كل القرارات، وفق استراتيجية طويلة الأمد تقوم على ركائز محددة يحميها القانون.

ودعت إلى تفعيل المنطق السليم والتفكير التحليلي القائم على المعلومات والبيانات في اتخاذ قرارات حكومية فاعلة تؤثر إيجاباً في موارد وفرص الأجيال المقبلة. لافتة إلى أن الكثير من الدول والحكومات اليوم لديها استراتيجيات تحميها القوانين من أجل حماية مستقبل الأجيال القادمة.

وقالت «نعمل على تمكين المؤسسات الحكومية من التنسيق معاً، لتشكيل رؤية شاملة متكاملة للمستقبل ومستهدفاته، والنظام بأكمله في القطاعات الحكومية أصبح يتطلب خططاً طويلة الأجل، بسبب الأزمات والتحديات الكثيرة التي شهدها العالم خلال السنوات القليلة الماضية. ولا يزال لدينا الكثير من العمل لتوحيد الجهود الدولية من أجل حماية مستقبل الكوكب، ومكافحة التغيّر المناخي بالبناء على البيانات والرؤى المستقبلية المبنية على البيانات التي تقدمها فعاليات عالمية مثل «منتدى دبي للمستقبل»، من أجل تشجيع هذا التوجه الجماعي الفاعل.

وأكدت أهمية الاستعداد لإدارة الأزمات والبناء من جديد بشكل أفضل خاصة بعد الجائحة والتغييرات المناخية، وهذا ما يشجع على المزيد من العمل المشترك لتحقيق نتائج نوعية تواكب الاستراتيجيات الحكومية الحريصة على بناء المستقبل الذي يطمح إليه الناس.

الاستشراف الاستراتيجي

وأكدت جنيت كويك، أهمية مأسسة الاستشراف الاستراتيجي للمستقبل في عمل الحكومات، لافتة إلى أن القيادات تدرك اليوم أهمية استشراف المستقبل لمواكبة التغيرات والاستعداد لها ووضع حلول استباقية للتحديات على مستوى الأفراد والبنى التحتية والمجتمعات.

وقالت: تواصل الحكومات معاً يمكننا من رؤية النقاط العمياء في استشراف المستقبل وبحث آفاقه الواعدة. وأشارت إلى أن صناعة المستقبل تبدأ أحياناً من تحديد الاستجابة الفاعلة للتحديات وتوقع سيناريوهاتها، وهذا في جوهر عمل الحكومات التي تمتلك البنى التحتية والقدرة والأدوات والمنتجات التي تؤهلها للتواصل مع الناس والمؤسسات وقطاعات الأعمال التي تخدمها.

وأضافت: مهما كانت التقارير التي تستشرف المستقبل وافية، فهناك حاجة إلى الإضاءة على مخرجاتها وسيناريوهاتها ومناقشتها على مستوى الخبراء والمختصين وهذا ما يوفره المنتدى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ke82wcd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"