عادي

«الثقافة والعلوم» تناقش المعالجة السينمائية للأعمال الروائية

18:53 مساء
قراءة 4 دقائق
عقدت ندوة الثقافة والعلوم ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب ندوة بعنوان «المعالجة السينمائية للأعمال الروائية»، شاركت فيها المخرجة نهلة الفهد، والسيناريست محمد أحمد حسن، وأدارتها نجوم الغانم، بحضور عائشة سلطان، رئيسة اللجنة الثقافية بالندوة، وعلي الشريف، رئيس لجنة الشباب، ونخبة من جمهور المعرض.
تساءلت نجوم الغانم مَن منا لا يتذكر ذهب مع الريح والبؤساء والدكتور جيفاغو، وسايكو، والعرّاب، وآنّا كارنينا وجين آير والإحساس والحساسية وزمن البراءة وفورست غومب وأوديسة الفضاء وجيراسك بارك وصمت الحملان والحجرة وسلسلة أفلام هاري بوتر وسيد الخواتم... جميعها وغيرها الكثير تنتمي في الأساس إلى أعمال روائية.
وأكدت الغانم أن العلاقة بين الرواية والسينما تاريخية ومتجذرة ويزيد عمرها على مئة سنة وقد ازدهرت بسبب حاجة السينما لموضوعات أصيلة ومختلفة. ففي بداية القرن الماضي تعرضت صالات السينما في فرنسا لأزمة في الموضوع وقلة في الأفلام السينمائية، ولهذا تم تأسيس شركة سُميَت شركة (المؤلفون ورجال الأدب) ومن خلال هذه الشركة تم التعاقد مع 300 أديب وكاتب ومؤلف روائي لإمداد السينما بالموضوعات والقصص والنصوص الروائية، لاستمرارية عجلة هذا الفن، وهذا ما بدأ بإدخال الأدب والرواية بالتحديد الى عالم السينما وهكذا استمرت العلاقة الإبداعية بينهما.
وأشارت إلى ظهور أول تجربة اقتباس في العالم العربي من عمل روائي للسينما في العام 1930 بفيلم «زينب»، المأخوذ عن رواية زينب لمحمد حسين هيكل في مصر. وبقيت جمهورية مصر هي المتصدرة في عدد الأفلام التي تم اقتباسها للسينما. وبعد أن كانت السينما المصرية قبل الخمسينيات تعتمد كثيراً على الاقتباس من روايات ومسرحيات وقصص عالمية، إلا أنها ومع رواج الروايات المصرية وبروز أسماء روائية مهمة مثل نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس ويحيى حقي، تم الاعتماد على منجزِهم في تقديم محتوى آخر أكثر واقعية واقتراباً من هموم وهُوية الناس والمجتمع وأيضاً من باب الاحتفاء بالأدب الوطني.
ونوهت الغانم بأنه حسب كتاب «الاقتباس من الأدب إلى السينما في تاريخ مشترك» لكل من سلمى مبارك ووليد الخشّاب والصادر عن (دار المرايا للإنتاج الثقافي) فقد ظهرت في مرحلة السبعينيات والثمانينيات أجيال من الأدباء والسينمائيين الثائرين على تقاليد الكتابة وقيود السوق، والمنفتحين على التجريب. في هذه الأجواء بزغت الكتابة الجديدة بالتوازي مع ظهور سينما المؤلف التي أولت ظهرها للأدب، وسعت لتدعيم مفهوم السينما كفن مستقل.
وذكرت أن أهمية الأدب تبقى فوق كل الاعتبارات وربما لهذا السبب نجد أن السينما ما زالت تنهل منه وهي في حاجة مستمرة للاستفادة من منجزاته، ونظراً للتقدير المبكر للأعمال الروائية ولأهمية الاقتباس وربما ضرورته أسست الأوسكار جائزتين للسيناريو ذات شقين: أفضل سيناريو أصيل أو أصلي وأفضل سيناريو مقتبس عن عمل أدبي.
في هذا الوقت بالتحديد وصلت السينما إلى ذروة شعبيتها وقوة تأثيرها في مختلف الفئات العمرية وفي هذا الوقت أيضاً استطاعت الرواية أن تؤسس لنفسها مكانة متفردة بين الأجناس الأدبية المختلفة رغم كل التحديات التي تعانيها جميع الشعوب ورغم الشكوى الدائمة بتراجع القراءة إلا أنهما يتواجدان معاً.
وترى نهلة الفهد (مخرجة ومنتجة وكاتبة سيناريو) أن الاقتباسات الروائية بدأت مع صناعة السينما، وكانت السينما تعالج الروايات الواقعية باعتبارها ما يبحث عنه الجمهور، وحتى السينما العربية بدأت مسيرتها من الروايات الواقعية التي تعالج المشكلات المجتمعية، والسينما أتاحت للجمهور غير القارئ مشاهدة الجانب الآخر من الرواية، ويتم معالجة الرواية عند تحويلها الى سينمائية من خلال عدة خطوات منها كتابة الصورة التي سيكون عليها العمل السينمائي، ثم كتابة السيناريو ثم الإخراج.
وتؤكد أن القارئ المرتبط بالرواية يرتبك عند عرضها سينمائياً لأن الشخوص مثبتة في ذهنه برؤية مختلفة سواء عند تحويل النص سينمائياً أو تلفزيونياً مثال عرض مسلسل «ساق البامبو» عند عرضه على حلقات تلفزيونية وأثار الكثير من الاختلاف بين الجمهور القارئ والمشاهد.
وأشارت نهلة الفهد الى أن مصر سباقة في الاقتباس من الرواية إلى السينما، وأن هذا الاقتباس تواجهه تحديات عدة منها مكان العرض، والجمهور، وأن الثقة في الفيلم الخليجي مازالت في طور التشكل رغم نجاح بعض التجارب مما يبشر بمستقبل للسينما الخليجية.
وأكد السيناريست والكاتب محمد حسن أحمد أن الرواية لها مساحة من الحضور في منطقة الخليج قبل صناعة السينما، فهناك جمهور قارئ محب للسرد والحكاية. وأنه عندما بدأت صناعة الأفلام في المنطقة تركز البحث عن الفكرة والقصة، ورغم حضور الرواية كعمل أدبي إلا أنها سينمائياً طورت الشكل في المنطقة.
وأن هناك مشكلة نص وغياب للصناعة السينمائية أو قلتها، وأن الاقتباس من الحياة اليومية أكثر انتصاراً وحضوراً لأن المتلقي أو المشاهد يتفاعل معها.
وعن الفرق بين الرواية المكتوبة والعمل السينمائي يؤكد محمد أحمد حسن أن القارئ يحب الانتصار لمخيلته المفتوحة وصانع الأفلام يذهب لإطار ثابت ويجبر القارئ على الدخول لمساحات محدودة، لذلك يجد بعض القراء أن الرواية عند قراءتها أهم من الفيلم الذي يقدم الرواية برؤية منقوصة ومثال على ذلك اللغط الذي حدث عند عرض فيلم العطر المأخوذ من رواية بالاسم نفسه، وأن الكاتب قد يتخلى عن بعض أفكاره انتصاراً للفيلم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4smfyyvz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"