العين: منى البدوي
تحت رعاية سموّ الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، انطلقت، صباح أمس الاثنين، فعاليات مهرجان العين للكتاب 2022، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، خلال الفترة من 14 إلى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
يشارك في المهرجان المقام تحت شعار «العين أوسع لك من الدار» أكثر من 130 عارضاً، ويتضمن أكثر من 40 ندوة ثقافية و200 نشاط، وتنتشر الفعاليات التي يتضمنها المهرجان في عدد من المواقع، منها استاد هزاع بن زايد وقصر المويجعي وبيت محمد بن خليفة وجامعة الإمارات ومكتبة زايد المركزية.
ويحتضن المهرجان مجموعة متنوعة وغنية من الأنشطة الثقافية والتفاعلية التي تسلط الضوء على الموروث الثقافي لدولة الإمارات، وتحفز على الإبداع والابتكار، وتعقد في أكثر من معلم من المعالم البارزة لمدينة العين، حيث تتضمن فعالياته عدداً من الأنشطة الثقافية الرقمية والعروض الترفيهية المتنقلة، ومجموعة من العروض المتميزة منها العروض العلمية والموسيقية والمسرحية ومسرح الدمى ومسابقات ولقاءات متنوعة مع الأطفال الموهوبين، إلى جانب تواقيع الكتب وأنشطة متنوعة لجميع أفراد العائلة، كما تم تخصيص ركن للأطفال يتضمن ورشاً علمية وفنية ومسابقات وعروض رقمية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأنشطة المتنوعة وبرامج تجمع ما بين التعلم والمرح والبهجة.
وأكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن المهرجان يشكل منصة تحتفي بأعمال الكتّاب والمثقفين والمبدعين الإماراتيين، والتي يسعى من خلالها المركز إلى التحفيز لتأسيس مجتمع قارئ ومثقف ومتمسك بانتمائه لقيم الإمارات. كما يُعد المهرجان فرصة مثالية لتعريف الشباب والنشء بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، وحثه على تبنّي المفاهيم الإبداعية التي تعزز مساهمته في خدمة المجتمع، حيث نهدف من خلال الحدث إلى إشراك جميع شرائح المجتمع في أجندة فعاليات المهرجان التفاعلية، لتقديم محتوى معرفي وفني وثقافي يعمق القيم والموروث الإماراتي الأصيل. ليُكرس المهرجان بشكله الجديد مكانة أبوظبي الريادية في مجال تنظيم المعارض وفق أفضل المعايير العالمية وبما يواكب متطلبات أفراد المجتمع الإماراتي.
الكلمة المغناة
يصحب مهرجان العين للكتاب رواده هذا العام في رحلة تاريخية فنية للاستمتاع بجماليات الموروث الشعري العريق الذي تزخر به مدينة العين، وتحفل به دواوين شعرائها الراحلين والمعاصرين، الذين لا تزال قصائدهم تتردد في الإمارات والجزيرة العربية، من خلال برنامج «الكلمة المغناة» الذي يحتفي برموز الشعر النبطي المغنى في قصر المويجعي بمدينة العين، بأمسيات ثقافية تبدأ في السادسة مساء كل يوم من أيام المهرجان.
وتقام في بيت محمد بن خليفة وجامعة الإمارات، مجموعة من الندوات الأدبية والثقافية التي تجمع بين تنوع المضمون وعمق الطرح، لتسلط الضوء على موضوعات تهم كل فئات المجتمع مثل الاستثمار في الشباب، وتعزيز نمو الأطفال، كما تقدم نماذج مضيئة لتجارب المرأة المتطوعة، إضافة إلى مناقشة تعزيز ثقافة الابتكار، وتتناول موضوعات أدبية ذات أهمية كالرواية وأدب الطفل والسينما، وغيرها من الموضوعات الثقافية. وتتواصل هذه الندوات على مدار اليوم طوال أيام المهرجان، حيث تقام في الفترة الصباحية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويستضيفها في الفترة المسائية بيت محمد بن خليفة.
ورش
ويمكن لرواد مهرجان العين للكتاب من محبي الكتابة والراغبين في تطوير مهاراتهم الإبداعية حضور ورش للكتابة الإبداعية في مكتبة زايد المركزية بمدينة العين، حيث تتضمن ورشاً لكتابة الأعمال السينمائية، وفن كتابة قصص الأطفال، كما يمكن للأطفال الاستمتاع بجلسات حكائية لأبرز القصص.
ويشارك مجمع اللغة العربية بالشارقة، في المهرجان من خلال جناح يستعرض فيه المعجم التاريخي للغة العربية، والذي يعتبر أفضل مشروع معجمي للغة العربية يؤرخ أصل الكلمة منذ 17 قرناً وحتى العصر الحديث.
وقال ماجد الهولي مدير العلاقات العامة بالمجمع، إنه من خلال الجناح تم عرض 36 مجلداً للمعجم تتضمن مفردات من الهمزة وحتى حرف الذال، ويتضمن المجلد الواحد نحو 750 صفحة، مشيراً إلى أن المشروع لا يزال قائماً، حتى أنتهاء جميع حروف الهجاء، ومن المتوقع إنجازه خلال السنوات المقبلة.
ولفت إلى أن المعجم شارك في إنجازه 13 مجمعاً لغوياً في الوطن العربي، ويقوم بالعمل فيه نحو 300 باحث لغوي متخصص باللغة العربية.
وأشار إلى أنه سعياً لمواكبة التطور التكنولوجي وبهدف تسهيل الإطلاع على محتويات المجلدات، يتم توجيه زوار المعرض نحو إمكانية الإطلاع على المعجم من خلال التطبيقات والبرامج الحديثة في الهواتف الذكية.
وذكر أحمد حسن، سكرتير تنفيذي بمقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن المشاركة في المهرجان تعتبر متميزة هذا العام حيث تتضمن أرفف الجناح 11 إصداراً جديداً لعام 2022، منها إعادة إصدار كتاب واحد فقط، و10 تندرج ضمن الكتب الجديدة والتي تتضمن عناوين مختلفة تتنوع ما بين الشعر والدراسات النقدية والمجموعة القصصية والنصوص الشعرية والقراءات.
وقال علي الكعبي مشرف وحدة المراجع والتعليم بدائرة الثقافة والسياحة، إن الجناح يعتبر منصة لعرض مسابقة «الكاتب الصغير في الكتاب الكبير» التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة، أبوظبي، والموجهة لطلبة المدارس حيث يتم تحفيزهم وتشجيعهم على المشاركة في كتابة القصص الهادفة التي تثري خيال الطفل وتلبي احتياجاته الذهنية والنفسية.
وأشار إلى أنه يتم تقييم القصص الفائزة وطباعتها في كتاب، يضاف لكل قصة اسم كاتبها، ويتم توزيعه على جميع المدارس بالدولة ليتضمن المكتبات المدرسية ومكتبات دار الكتب التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.
إقبال طلبة المدارس
شهد اليوم الأول لانطلاق الفعاليات في استاد هزاع بن زايد إقبالاً ملحوظاً من قبل طلبة المدارس الذين توافدوا للاطلاع على أجنحة المهرجان وفعالياته حيث اجتذبت عناوين الكتب المرصوصة على الأرفف الطلبة في الصفوف العليا، بينما اجتذب طلبة الحلقة الأولى أساليب التعلم الإلكتروني والأنشطة التعليمية والترفيهية والأجنحة التي تضمم مجموعات قصصية للأطفال.
