عادي
عبدالله بن طوق: الاقتصاد العالمي يأخذ استراحة للنهوض من جديد

مديرة صندوق النقد: زيادة التمويل العسكري أفقدت العالم عائدات السلام

14:57 مساء
قراءة 4 دقائق
1

دبي: أنور داود وهشام مدخنة

قالت كريستالينا جورجييفا، إن أكبر تحد للنمو العالمي، هو توحيد العالم، نحن نواجه قوى انقسامية مزقتنا، وقد أجرينا في صندوق النقد تحليلاً عن تكاليف هذا الانقسام، وكانت النتائج مرعبة للغاية، فإذا تفرقنا وبنينا حواجز بين العمليات التجارية، سيكلفنا ذلك خسارة ما بين 0.2% إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي على الأقل. ولإعطائكم فكرة عن ماذا تعني خسارة 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ناتج ألمانيا واليابان مجتمعين. فإذا أردنا حماية رفاهية شعوبنا، علينا أن نحافظ على تكلفة الموارد عند الطرف السفلي ل 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي.
أضافت كريستالينا جورجييفا،خلال جلسة تحت عنوان «نهاية العولمة أم بداية جديدة لها»، بمشاركة، عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، وغسان سلامة، عميد معهد باريس للشؤون الدولية، العميد المؤسس لكلية باريس للشؤون الدولية: أن الصندوق يعمل على برنامج مهم منذ شهور نستطيع بموجبه معرفة إجراءات السياسات الرئيسية الواجب اتخذاها للحفاظ على التضخم ضمن السيطرة وخفضه من معدلاته المرتفعة حالياً عند 25% في أوكرانيا. ولكن في الكثير من الدول التي تعيش حروباً ترتفع معدلات التضخم بشكل كبير وأعلى من هذا المعدل. وهنا تجب معرفة كيفية مواصلة تقديم الخدمات المحورية ويجب دفع المعاشات التقاعدية ورواتب الأطباء والمدرسين، وأن يستمر الاقتصاد بالعمل. لقد أثبت هذا الأمر نجاحه وأنا أكن كل الإعجاب للسلطات الأوكرانية، لقد عقدنا العديد من الاجتماعات الافتراضية.. لذا من خلال هذا البرنامج الذي نعمل عليه أستطيع القول إن أوكرانيا تحتاج 40 إلى 48 مليار دولار هذا العام من الدعم المالي الخارجي، وسيساعدها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وآخرون، ونحن كمنظمة لديها علاقة طويلة الأمد مع أوكرانيا ونعتقد بشكل قاطع أننا يجب أن نلعب دوراً ثابتاً أيضاً من أجل الشعب والاقتصاد الأوكراني.
وأوضحت أن ثلاثة عقود من السلام ساهمت في تضخم عائدات الاقتصاد العالمي ثلاث مرات، والمستفيد الأكبر كان الأسواق والاقتصادات الناشئة، والبلدان الغنية استفادت أيضاً وهناك 1.3 مليار شخص خرجوا من حافة الفقر وإذا لم نحارب الانقسام ونتوحد سنعود أفقر من قبل وسيفقد العالم الأمان.
وتابعت: لكن ارتفاع معدلات النفقات العسكرية اليوم، وزيادة العديد من الدول تمويلها الدفاعي، لأن السلام لم يعد مضموناً إطلاقاً من وجهة نظرهم، جعلنا نفقد عائدات السلام تلك، والتي لم تعد موجودة على الإطلاق. وهذا يعني أموالاً ممنوحة أقل داخلياً لدعم قطاع التعليم والصحة والبنى التحتية، وأموالاً أقل كذلك لدعم فقراء العالم.
وأكدت حاجتنا لبعضنا، ولذلك يجب اكتشاف آليات العمل سوياً في عالم متعدد الأقطاب.. نستطيع فعل ذلك ونستطيع الوقوف جنباً إلى جنب في عالم واحد.
عن أحداث 2023 المتوقعة وزلزال تركيا وسورية، تحدثت جورجييفا: إن أكثر ما يقلقنا اليوم حقيقة هو الأمور غير المتوقعة، فما لمسناه من جائحة كورونا والحرب أننا نعيش في عالم مليء بالصدمات. وما علمتنا إياه الهزة الأرضية في تركيا وسوريا هو أن نفكر في الأشياء غير المتوقعة، وعلينا جميعاً أن نغير عقلياتنا تجاه بناء المرونة على مستويات كافة، الأشخاص والصحة والحماية الاجتماعية وغيرها، وبذلك نستطيع معالجة الصدمات بشكل أفضل..
وقالت: قدمنا بعض التمويل على شكل حزم تمويل طارئة بلغت حوالي 2.7 مليار دولار، وأنشأنا حساباً في صندوق النقد لأولئك الذين يريدون مساعدة أوكرانيا من خلال التمويل المباشر بإشراف الصندوق لكيفية استخدام هذه الأموال لاحقاً.
وقال عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، إن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى أن يأخذ استراحة بعد سنوات من الرخاء وسهولة السيولة، وإننا جميعاً معنيون بفتح أبواب الحوار، حوار عالمي يراعي المتطلبات الجديدة للاقتصاد بما يتماشى مع تطلعات الشباب للمستقبل.
 وأضاف في جلسة «نهاية العولمة.. أم بداية جديدة»، ضمن جلسات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات، أن الاقتصاد العالمي شهد، خلال السنوات الماضية مرحلة من المعاناة، حيث رأينا حالة من تباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي خلال السنوات السبع الماضية كما قضى الوباء على ما تبقى من النمو، ورأينا أسعار النفط ترتفع وتنخفض. وقال: «لم أتخيل يوماً في حياتي أن أرى عقود النفط تباع بالسالب، وارتفعت مرة أخرى إلى 120 دولاراً، ورأينا ارتفاعاً في معدل التضخم وأسعار فائدة، وتوترات جيوسياسية، وهذه كلها معاناة اقتصادية لا تواجهها الإمارات وإنما الاقتصادات العالمية جميعاً».
 وقال ابن طوق، رداً على أسئلة مذيعة «سي إن بي سي» هادلي غامبل: «تمكنت الإمارات من التعافي خلال العامين الماضيين وبناء منارة في المنطقة لإظهار كيف للقادة ذوي الرؤية الديناميكية للحكومة أن يطبقوا سياسات سريعة ومرنة لإعادة الاقتصاد إلى مساره». وتابع: «أعتقد أن الجزء الأهم، لماذا على الاقتصاد أن يحصل على استراحة، لاستعادة الانتعاش والنمو، وأعني هنا جيل الشباب وخصوصاً في منطقتنا، حيث الحاجة لخلق الوظائف. فلدينا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعلى نسبة من الشباب العاطلين عن العمل. والآن مع دخول التكنولوجيا، هناك الكثير من الحاجة إلى إعادة القياس. وهذه مناقشات القمة هذا الأسبوع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38wa4nxz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"