عادي

لمحات من تاريخ المذهب المالكي لثاني بن عبدالله المهيري

23:16 مساء
قراءة دقيقتين

بقلم: عبدالغفار حسين

أسعدُ كثيراً عندما أجد كتاباً لمؤلف من الإمارات، وكأن أحداً أهداني شيئاً لا يقدر بثمن، لأني أعتبر أن الكتاب عنوان لمدنية أي مجتمع يسلك درب التطور والنمو ببصيرة ووعي. ويدل تأليف الكتاب في الوقت نفسه على وجود التفكير السليم عند المواطن الإماراتي، مهما بلغ تقييمنا للكتاب أو المؤلّف الذي ألّفه، سواءٌ كان هذا التقييم سلبياً أو إيجابياً، فهو مجهود فكري وذهني بذله مؤلف الكتاب. وبهذا الجهد المنتج نستطيع أن نتباهى مع الأمم الأخرى ذات القدح المعلّى في التقدم الفكري، ونشارك هذه الأمم ونقف في صفّها.

1

وفي كتابي «كُتُبٌ وكتّاب»، الذي يحتوي علي قراءاتي واستعراضي لمئة وخمسين كتاباً في مختلف المواضيع، هناك أكثر من ستين كتاباً لمؤلفين من الإمارات، أي أكثر من ثلث عدد الكتب المشار إليها. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الإماراتيين لا يقلّون عن غيرهم مساهمةً في بناء الفكر العربي، فليس كالكتاب ونشره دعم للفكر السديد، وليس هناك مكانة تعلو مؤلف الكتاب بين العظماء والزعماء وأرباب الفكر. وكلنا نعرف كم كانت الحضارة العربية إبان ازدهارها في العصر العباسي الأول عناية بالكتاب، فهذا المأمون الخليفة العباسي أول من وضع قاعدة إعطاء الجوائز السنية لمؤلفي الكتب، وذلك بوضع الكتاب في كفة ميزان، ووضع دنانير من الذهب في الكفة الأخرى وتكريم مؤلف الكتاب بها.

ونرجع إلى كتاب الأستاذ ثاني بن عبد الله المهيري الذي بين أيدينا، «لمحات من تاريخ المذهب المالكي في الإمارات»، فهو كتاب قيّم ويحتوي على معلومات قيّمة عن العلماء والفقهاء وشيوخ العلم في أبو ظبي ودبي، لا سيما أتباع المذهب المالكي الذي كان عليه معظم أهالي هاتين الإمارتين من بني ياس، خاصةً زعماء هاتين الإمارتين: آل مكتوم وآل نهيان.

والمالكية، كما هو معروف، مدرسة من مدارس السُنة الأربعة، ويتبع هذه المدرسة التي أسسها إمام أهل السنة الإمام مالك بن أنس المدني في القرن الثاني الهجري، خَلق كثير في شمال إفريقيا وبعض المناطق الإفريقية الأخرى، وتخرَّج على يد هذا الإمام الجليل فقهاء وعلماء كبار في تاريخ المسلمين، وعلى رأس هؤلاء الإمام الثالث للسُنة الإمام محمد بن إدريس الشافعي.

وفي كتاب الأستاذ ثاني بن عبد الله المهيري، نجد ذِكراً كثيراً عن المتصوفة الذين أثروا تعاليم الإسلام الحنيف بالروحانية والصفاء الروحي في الإمارات. ومن الجدير بالذكر أنه كان هناك زعيمان من زعماء المنطقة، هما الشيخ زايد بن خليفة الجَد، والشيخ سعيد بن مكتوم، قد اشتهرا بميولهما التصوفية الروحانية.

ومن الفوائد التي يجنيها القارئ لهذا الكتاب، «لمحات من تاريخ المذهب المالكي في الإمارات»، أنه يحتوي على أسماء كثيرة من أعلام المدرسة المالكية والمدارس السُنية الأخرى في كل من أبوظبي ودبي، من أولئك الذين أسماؤهم غير شائعة، وهذه فائدة كبرى يسديها الكتاب ومؤلفه للقراء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yjkf3m2v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"