عادي

سيرة العقاد في ثلاثة كتب

23:04 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

يمثل عباس العقاد نموذجاً شديد الخصوصية للكاتب الذي أوقف حياته على مشروع فكري متعدد الروافد، فهو من أوائل الذين تفرغوا للكتابة وتحملوا مشاقها، دونما التجاء لوظيفة أو مصدر آخر للاستعانة به على سبل الحياة.

والعقاد معروف ككاتب صحفي وصاحب قلم حر، كما يعد مثالاً للكاتب العصامي الذي كوّن ثروته الثقافية بجهده الشخصي وعبر تحصيله الذاتي ودأبه.

و تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة سيرة حياة هذا الكاتب العملاق، من خلال إصدار ثلاثة كتب في مجلد واحد (أنا – حياة قلم – رجال عرفتهم)، ليسهم كل كتاب منها في رسم صورة لحياة العقاد وأفكاره وعصره، وذلك بتقديم خاص بمقال كتبه الدكتور لويس عوض عنوانه «صورة من سيرة العقاد».

تحكي الروايات أن أمّ العقاد كانت امرأة قوية الشكيمة قوية الشخصية، ويبدو أنها كانت من أقوى المؤثرات في تكوين شخصيته، وكانت وحدها تنصره كلما لاموه على اشتغاله بالأدب، وحين مات عنها زوجها عام 1907 كانت في ال 32 من عمرها، ومع ذلك آثرت أن تتفرغ لتربية أولادها وامتد بها العمر حتى ماتت عن ثمانين سنة أو نحوها.

كان أول ما قرأ العقاد في الأدب العربي كتاب «المستطرف من كل شيء مستظرف» وديوان البهاء زهير وألف ليلة وليلة، وبدأت صلته بالكتابة آنذاك في جريدة الدستور التي أنشأها محمد فريد وجدي، وأصدر أول كتبه «خلاصة اليومية» عام 1912 وكان يسميه شهادة ميلاد.

عرف المازني العقاد قارئاً عام 1907 أيام كان العقاد يحرر جريدة الدستور، لكنه لم يلتق به إلا في عام 1911، ثم تزاملا في عديد من الأعمال، أما ثالث الثلاثة وهو الشاعر عبد الرحمن شكري فلم يتعرف بالعقاد شخصياً إلا عام 1914 وكان واسطة تعارفهما المازني، وكان ثلاثتهم أبناء جيل واحد فهم جميعاً مواليد 1889. كان العقاد في فترة الحرب العالمية الأولى يكثر من التنقل بين القاهرة وأسوان، وهي الفترة التي وضع فيها مؤلفه «ساعات بين الكتب» وقد أحرقه العقاد بنفسه عام 1916 وفي أسوان ألّف «مجمع الأحياء» ونظم الجزء الأول من ديوانه، وفي القاهرة مزج بين الكتابة والصحافة وطلب إليه يعقوب صروف أن يسافر إلى خطوط القتال في سيناء ليكتب عن انتصارات الحلفاء في هذه الجبهة لكنه رفض.

والعقاد هو أول نموذج عرفته مصر لما يمكن أن نسميه الأديب المتفرغ، مثبتا أن الكتابة مهنة لا تقل شرفاً عن المحاماة أو الطب أو الهندسة.

في حياته لم يكن العقاد ليرضى بمكان للأديب أو للمفكر دون القمة العالية في المجتمع، وإثبات قوة الفكر والعلم وقد نجح العقاد فيما سعى إليه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9h7jxxbe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"