عادي

نزوح جماعي.. استمرار المعارك في الخرطوم ودارفور برغم الهدنة

20:42 مساء
قراءة 4 دقائق

الخرطوم- (أ ف ب)

تتواصل المعارك الجمعة، في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، رغم الإعلان عن تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري، والذي أودى بحياة مئات الأشخاص.

وارتفعت حصيلة ضحاياه الى قرابة 574 قتيلاً، مع الكشف اليوم عن مقتل 74 شخصاً في مدينة الجنينة في مطلع الأسبوع.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان الجمعة، إن المعارك في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت الاثنين والثلاثاء، عن سقوط 74 قتيلاً ولم يتم بعد حصر ضحايا يومي الأربعاء والخميس اللذين شهدا استمراراً للقتال العنيف في المدينة.

وأطلقت منظمات ناشطة الجمعة جرس الإنذار بشأن الوضع في دافور حيث تدور معارك دامية، لاسيما قرب الحدود التشادية. واندلع القتال في الجنينة قبل خمسة أيام.

وتحدّثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين ب«برشاشات وقذائف آر بي جي ومضادات للطائرات» في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور: «أطلقوا قذائف على المنازل».

وطالبت الهيئة البرهان وحميدتي، بوقف فوري لهذه الحرب العبثية.

وقالت نقابة الأطباء في بيان، إن هناك «عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك» في الجنينة، وذكرت أن الأحداث الدموية لا تزال جارية في المدينة «مخلفة عشرات القتلى والجرحى».

وتحدثت الأمم المتحدة عن «توزيع أسلحة على المدنيين» في دارفور.

وحذّرت الأمم المتحدة التي علّقت نشاطها في السودان بعد مقتل خمسة من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك، من أن خمسين ألف طفل يعانون «نقص تغذية حاداً»، محرومون من أي مساعدة غذائية في دارفور.

في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يبذل الأطباء قصارى جهدهم لتوفير الرعاية الصحية لعدد كبير من المصابين الذين نقلوا الى المستشفيات.

وقال منسّق نشاط منظمة «أطباء بلا حدود» في الفاشر: «الوضع صعب جداً جداً هنا».

وبحسب إحصاء وزارة الصحة السودانية، أسفرت المعارك عن مقتل 512 شخصاً وجرح 4193 آخرين، لكن حصيلة الضحايا لا بدّ أن تكون أكبر.

- تمديد الهدنة

في الساعات الأخيرة قبل انتهاء هدنة من ثلاثة أيام لم يتمّ الالتزام بها فعلياً، أعلن الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو موافقتهما مساء الخميس، على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إضافية.

ومنذ 15 نيسان/ إبريل، أُعلن عن هدن عدة، سجلّ خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك ساهم في حصول عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكن لم يتم الالتزام بها بشكل ثابت.

وفي بيان مشترك صدر في واشنطن، رحّب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (الإمارات والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع «للانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق».

وأضاف البيان، أن «هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية ستساهم في وقف دائم للأعمال القتالية وفي الترتيبات الإنسانية وتطوير خطة لخفض التصعيد».

ورحبّت دول عدّة بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى تنفيذه بالكامل.

وأعلنت مصر أن موفداً من البرهان سيصل السبت، الى القاهرة لمقابلة وزير الخارجية سامح شكري.

من جهة أخرى، حذّرت الأمم المتحدة الجمعة من أن ما شهدته البلاد أخيراً من فرار من السجون يمكن أن يؤدي الى «مزيد من العنف في ظل مناخ عام سائد يوحي بأنه لا توجد محاسبة».

وأعلن أحد مساعدي الرئيس السابق عمر البشير المطلوب بمذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في إقليم دارفور، خلال حكم البشير، قبل يومين، أنه فرّ مع رفاق له من سجن كوبر في الخرطوم على وقع القتال والفوضى العارمة في السودان.

على الأرض.. القتال يتواصل

أفاد شهود عن تبادل قصف في الخرطوم الجمعة، تستخدم فيه طائرات عسكرية تابعة للجيش ومدفعية ثقيلة تابعة لقوات الدعم السريع.

- نزوح جماعي

ولم يعرف السودان استقراراً منذ العام 2019. وأطاح الجيش في نيسان/ إبريل من تلك السنة بعمر البشير تحت ضغط احتجاجات شعبية عارمة ضده، وتقاسم السلطة بعد ذلك مع مدنيين قادوا هذه الاحتجاجات.

ويسعى سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين الى الفرار من المدينة التي تشهد انقطاعاً في الماء والكهرباء والاتصالات وأزمة وقود، إضافة الى القصف المتواصل.

وتسبّب القتال بنزوح جماعي في البلد الذي يعدّ من أفقر بلدان العالم.

ووصل عشرات الآلاف من السودانيين الى دول مجاورة وخصوصا إثيوبيا الى شرق السودان ومصر الى شمالها.

وتقول الأمم المتحدة إن 270 ألفاً يمكن أن يفروا الى تشاد وجنوب السودان.

ويغادر الأجانب غالباً عبر البحر من بورتسودان (شرقا)، أو في طائرات تنطلق من قواعد عسكرية.

ووصلت سفينة سعودية مساء الخميس، الى جدة حاملة 2744 شخصاً من جنسيات مختلفة أجلتهم الرياض.

ونفّذت دول عدة، لاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عمليات إجلاء خلال الأيام الأخيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y8znkzrn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"