عادي

اختتمت بمشاركة 20 خبيراً.. "قمة الطوارئ" توصي بمواجهة الجيل الجديد من المخاطر

00:45 صباحا
قراءة 7 دقائق
الشيخة شما بنت سلطان
جانب من فعاليات اليوم الختامي

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، اختتمت أمس الأربعاء، فعاليات قمة إدارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي 2023، والتي نظمتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في أبوظبي بفندق سانت ريجس السعديات، يومي 9 و10 مايو/ آذار الجاري.

وشارك في القمة أكثر من 20 مسؤولاً وخبيراً وأكاديمياً ومبتكراً ومشاركاً من داخل الدولة وخارجها، يمثلون الهيئات الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في العالم، والمنظمات الإقليمية والعالمية المعنية بالطوارئ والأزمات، والخبراء والمختصين والجامعات والمعاهد المتخصصة في دولة الإمارات ودول الخليج العربي والمنطقة والعالم.

من جانبه قال علي سعيد النيادي رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إن تنظيم القمة يأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بالدولة، حيث أولت الهيئة اهتماماً فائقاً بعقد اللقاءات الدولية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على أرض الإمارات، بهدف الاستفادة القصوى من التجارب والخبرات والتقنيات العالمية.

وأشار إلى أن القمة تكتسب هذا العام أهمية خاصة في ضوء التهديدات والمخاطر المختلفة المتزايدة، وظهور تحديات جديدة ومعقدة من المخاطر والتهديدات غير التقليدية، كذلك المتغيرات التكنولوجية والتقنية والإلكترونية المتسارعة، الأمر الذي يتطلب استشراف المستقبل بشكل صحيح والاستعداد لبناء القدرات لمواجهة التحديات والمخاطر وضرورة تعزيز التعاون الدولي لبحث الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات.

وقالت سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي في كلمتها الرئيسية: «إننا نرى كيف يمكن أن يتأثر العالم ككل بتداعيات الأزمات التي تحدث، لا سيما تلك المفاجئة والتي لسنا مستعدين لها.. ولكن هذا بالتحديد ما يفرض علينا بذل المزيد من الجهود وبناء جسور الحوار والبحث والتعلم».

وأضافت: «في قمة إدارة الطوارئ والأزمات نحن أمام واحد من أفضل نماذج العمل التعاوني لأنه عملٌ لا ينظر للحاضر فحسب؛ بل للمستقبل بشكل خاص، ويشير إلى تقدم مهم في طرق التفكير بالانتقال إلى كيفية منع الخطر كلياً أو جزئياً بدلاً عن التفكير بمواجهة تداعياته فقط».

وأوضحت: «أن التغير المناخي بالطبع هو واحد من أهم المخاطر التي تهدد الكوكب كله وتؤثر في كافة قطاعات ومفاصل الحياة.. وفي الحقيقة يمكن القول إنه لولا العمل التعاوني والإجماع العالمي على ضرورة اتخاذ إجراءات في هذا المجال وتبادل الخبرات ودعم المشاريع والتقنيات التكنولوجية كما يحدث الآن خلال هذه القمة».

فيما ذكر مقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في كلمته الرئيسية بالقمة، أن الإنسان هو المركز الرئيسي للاهتمام عند إدارة الطوارئ والأزمات، منوهاً بأن الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان هي المؤسسة الأولى من نوعها في الدولة؛ إذ تعمل وفق مبادئ باريس وتعتمد 6 لجان دائمة تعمل على تحقيق أهداف الهيئة لتغطية كافة الجوانب الحقوقية سعياً في تعزيز المسيرة الحقوقية بالدولة التي تضع الإنسان وحقوقه واستقراره وتنميته رأساً على أولوياتها.

من جانبه قال عبيد راشد الحصان الشامسي، نائب رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: «نواجه اليوم تحديات عديدة تحتم علينا أن ندرس البيئة الاستراتيجية بصورة مستمرة من حولنا، للمحافظة على الأمن الوطني والعالمي. الواقع أن من أساسيات استشراف المخاطر المستقبلية أن يتم تطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية للتعامل مع الأزمات للخروج منها بأقل قدر ممكن من الأضرار والتداعيات».

فيما قال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن الجلسة التي يشارك بها تحت عنوان «منظومة بناء القيادات الوطنية في إدارة الطوارئ والأزمات»، التي تندرج تحت محور «إعداد الجيل القادم من القيادات لمواجهة الطوارئ والأزمات»، تسلط الضوء على أهمية دور القيادات والمسؤولين في إعداد وتأهيل وتمكين قادة المستقبل في إدارة الطوارئ.

من ناحيته قال الدكتور تشاريلاوس ميرتزانيس، أستاذ الاقتصاد المالي بجامعة أبوظبي، إن إدارة المخاطر الوبائية عنصر مهم للحفاظ على الاستقرار المالي، لأن تفشي الأمراض المعدية يمكن أن يكون له عواقب اقتصادية كبيرة، مضيفاً: إنه مع تفشي مرض ما بسرعة، يمكن أن يتسبب في انقطاع سلاسل التوريد ومنع السفر والتجارة، مما يؤدي لانخفاض النشاط الاقتصادي وخسائر مالية محتملة.

واشتملت فعاليات اليوم الثاني والختامي من القمة على جلسات نقاشية عدة تناولت الجلسة الأولى التي حملت عنوان «استشراف مستقبل الطوارئ والأزمات والجيل القادم من المخاطر والأزمات»، رفع الجاهزية للأزمات غير المتوقعة، وشارك فيها كل من الدكتور سيف جمعة الظاهري مدير مركز العمليات الوطني في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والدكتور سعيد خليفة الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، والدكتور تشارريلاوس ميرترانيس، والدكتور ديغو أوتيجوي أستاذ مساعد لإدارة الأزمات والكوارث في جامعة سنترال ميسوري، وأدار الجلسة الدكتور خميس العبدولي مدير برنامج الشرطة والأمن بالإنابة في أكاديمية ربدان.

وتناولت الجلسة الثانية التي أقيمت تحت عنوان «إعداد المجتمع للطوارئ والأزمات»، آليات جعل المجتمع شريك نجاح أساسياً في إدارة الطوارئ والأزمات، مما يتطلب الوعي والتلاحم من قبل المجتمع لمعرفة كيفية مواجهة الأزمات والكوارث.

وشارك في الجلسة كل من، لوريتاهيبر جيرارديت رئيس فرع معرفة المخاطر والرصد وتطوير القدرات بمكتب الأمم المتحدة لتخفيف مخاطر الكوارث - سويسرا، والدكتورة ريهام باهي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، والدكتور عماد الدين عدلي عبدالعزيز خبير والمدير التنفيذي للمنتدى المصري للاستدامة وأدار جلسة النقاش عيسى المرزوقي، إعلامي من سكاي نيوز عربية.

كما سلطت الجلسة الثالثة الضوء على إعداد الجيل القادم من القيادات لمواجهة الطوارئ والأزمات، وحملت عنوان «منظومة بناء القيادات الوطنية في إدارة الطوارئ والأزمات» وتحدث فيها الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية والدكتور عدنان علوان لواء ركن متقاعد وخبير في إدارة الطوارئ والأزمات وإعداد القادة والاستراتيجيات – المملكة الأردنية الهاشمية. وأدار الجلسة الدكتور فيصل الكعبي عميد كلية الجاهزية في أكاديمية ربدان.

الصورة

13 توصية.. ونقاشات متعمقة وحوارات مستفيضة

أوصى المشاركون في ختام أعمال قمة إدارة الطوارئ والأزمات أبوظبي ب 13 توصية، بعد نقاشات متعمقة وحوارات مستفيضة من خلال 6 جلسات عامة و5 ورش عمل تخصصية، شارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الذين ينتمون لأكثر من 11 دولة.

وقال حمد الكعبي مدير إدارة حوادث المواد الخطرة فبي الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إن التوصيات تضمنت: تعزيز التعاون والتناغم بين كافة أطراف منظومة الطوارئ والأزمات ولا سيما المجتمع المدني، والأهمية الفائقة إلى التخطيط لعمليات التصدي لحالات الطوارئ لكونها الأساس في قدرة المؤسسات للصمود.

وأوضح أنه ضمن التوصيات، وضع التعليم والتدريب أساساً للارتقاء بأداء المؤسسات، وتطوير معايير دولية كفؤة لحوكمة إدارة الطوارئ والأزمات لتسترشد بها الدول الساعية لتطوير قدراتها الوطنية، واستمرار التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول والمنظمات الداعمة لمؤسسات الطوارئ والأزمات المحلية، وإرساء الثقة في تبادل المعلومات والخبرات بين المنظمات الدولية ودول أقاليم العالم المختلفة.

وبيّن أن المشاركين أوصوا بمواجهة الجيل الجديد من المخاطر المدفوعة بالظروف الاقتصادية من خلال الاعتماد على دراسات وبحوث لرفع الاستعداد، ورفع المستوى الثقافي لأفراد المجتمع لعكس وعيه وتعزيز مناعة المجتمع ضد الأخطار، فضلاً عن بلورة نهج واضح لاستشراف المستقبل لتحديد المخاطر والأزمات وتقييمها ووضع سيناريوهات مختلفة للتعامل معها، وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة يدعو لتعزيز جهود العمل المناخي الدولي.

وقال إن التوصيات اشتملت على توظيف التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في منظومة إدارة الطوارئ الوطنية، والاستثمار في المرونة والتكيف المناخي في المدن لتقليل الأثر الاقتصادي للأزمات المستقبلية الناجمة عن تغير المناخ، وإدارة الطوارئ والأزمات علم وفن معاً، ويجب إدخال المساقات المتعلقة بالمنطق والفلسفة والعلوم الإنسانية الأخرى في إعداد جيل للمستقبل بمجال إدارة الطوارئ والأزمات.

الصورة

65 خطراً و129 تحدياً من 9 قطاعات

كشف الدكتور سيف جمعة الظاهري مدير مركز العمليات الوطني بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث عن أن دولة الإمارات كمخرج رئيسي في عملية الاستشراف تملك حالياً 65 خطراً، و129 تحدياً من 9 قطاعات، و105 سيناريوهات للأزمات، ومن تلك المخاطر والتحديات 25 خطراً وتحدياً ذا أولوية أولى، مشيراً إلى أنه بإمكان مستشرفي مستقبل إدارة الطوارئ والأزمات أن يصدروا قاعدة رئيسية يمكن الانطلاق من خلالها، لوضع البرامج واستراتيجيات وسياسات للتخفيف من المخاطر والتحديات المستقبلية.

وقال «في عام 2020 مع بداية أزمة كورونا، لم يكن لدينا معلومات كافية عن الفيروس، ومن ثم أجرينا دراسة لمستقبل عدد الإصابات التي يمكن أن تحدث في الدولة، حيث توقعنا أن تصل الإصابات إلى 370 ألف إصابة، وهذه الدراسة كانت أساس رفع مستوى الاستعداد والجاهزية للوباء والجاهزية، حيث تمكنا من إدارة عملية الموارد الصحية، وما هي الاحتياجات من محاجر وغيرها، فضلاً عن وضع سياسات لفرض لبس الكمامات، والتعقيم الوطني، ومسافات التباعد الاجتماعي، وتطبيق التعليم والتعلم عن بعد».

واستعرض الدكتور سعيد خلفان الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، 3 خطوات لاستشراف المستقبل هي: المسح الأفقي للتوجهات العالمية ومسح لإشارات التغير التي يمكن أن تؤثر في مستقبل الطوارئ والأزمات والكوارث، بعدها تبدأ مرحلة تحديد التوجهات والقوى المحركة، ومن ثم رسم السيناريوهات المستقبلية، حيث يجب وضع بدائل وحلول نظراً لأن المستقبل لا يمكن لأحد أن يتوقعه.

وقال إن هذه القمة تركز في إحدى جلساتها على استشراف مستقبل الطوارئ والأزمات والجيل القادم من المخاطر، لضمان التخطيط أو الاستعداد المسبق لمواجهة المخاطر المستقبلية سواء كانت طبيعية أم مفتعلة، حيث إن مشاركتي في هذه الجلسة يأتي تحت إطار التعاون والعمل المشترك بين مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي مع قسم المواد الخطرة في الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث في عمل دراسات مستقبلية لاستشراف الجيل القادم من المخاطر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3vwpj7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"