عادي
رفض الإفصاح عمّا إذا كان يريد أن تكسب أوكرانيا أو روسيا الحرب

ترامـب يُطـلّ عبـر «سي إن إن» مطلقـاً الاستفـزازات والانتقادات

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
2

أطلّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمرشح لانتخابات 2024 ، الأربعاء على شبكة «سي إن إن» مجدداً، واستخدم أسلوبه المعتاد مطلقاً الاستفزازات والانتقادات في كل الاتجاهات وسط تصفيق أنصاره.

هذه المقابلة التي طرح خلالها حضورٌ أسئلةً على ترامب كانت أول ظهور إعلامي له منذ أن ثبّتت محكمة مدنية في نيويورك مسؤوليته عن تحرّش جنسي في حق صحفية سابقة. لكن ترامب سخر مطولاً من مقدمة الشكوى واصفاً إياها بأنها مجنونة.

وهذا اللقاء كان مجازفة لشبكة «سي إن إن» التي لم يظهر ترامب على شاشتها بمثل هذه الصيغة منذ انتخابه في 2016. ووجّهت القناة التي كانت علاقته خلافية معها بفتح منبر للرئيس السابق رغم أكاذيبه بشأن انتخابات 2020 التي خسرها أمام جو بايدن.

ومساء الأربعاء أكد ترامب مجدداً دون تقديم أدلة أن هذه الانتخابات كانت مزورة. ووصف الذي لا يعترف بذلك ب»الأحمق». كما أن الرئيس السابق الذي يُعد الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات التمهيدية للجمهوريين لم يتعهّد بقبول نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

 إن اختيار ترامب لولاية نيوهامبشر لإجراء هذا اللقاء الإعلامي ليس من قبيل الصدفة؛ ذلك أن هذه الولايةهي من أول الولايات التي ينظم فيها الحزب الجمهوري الانتخابات التمهيدية أوائل عام 2024. والفوز في هذه الولاية سيضمن لترامب الذي يتصدر حالياً استطلاعات الرأي زخماً قوياً لبقية حملته الانتخابية.

وأمام جمهور مؤيد لقضيته وفي أجواء من المرح في معظم الأحيان علّق الرئيس السابق على عدة قضايا ساخنة على الساحة الأمريكية.

وحضّ زملاءه الجمهوريين على التسبّب في التخلّف عن سداد الديون الأمريكية ما لم يتم إجراء تخفيضات «ضخمة» في الميزانية.

ردت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على ذلك الخميس، قائلة إن دفع هذه المفاوضات إلى أقصى حدودها يشكل خطراً على الاقتصاد.

من جانب آخر، لم يعطِ موقفاً واضحاً حول الحرب في أوكرانيا رافضاً الإفصاح عمّا إذا كان يريد أن تنتصر كييف أو موسكو. وقال ترامب: «لا أفكّر من منظور الفوز والخسارة. أفكّر من منظور تسوية الأمر». وأضاف : «أريد أن يتوقّف ... الموت. إنّهم يموتون. الروس والأوكرانيّون. أريدهم ألّا يموتوا. وسأفعل ذلك». وتابع«سأفعل ذلك في غضون 24 ساعة. سأفعلهُ. أنت بحاجة إلى قوة الرئاسة لفعل ذلك». 

وشدّد ترامب على أنّه يُمكنه وقف الحرب من خلال التفاوض مباشرةً مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال: «سألتقيهما.كلاهما لديه نقاط ضعف وكلاهما يتمتّع بنقاط قوّة. وفي غضون 24 ساعة ستتمّ تسوية تلك الحرب. وستنتهي».

ورفض ترامب الإفصاح عمّا إذا كان يعتقد أنّ بوتين مجرم حرب بسبب فظائع مزعومة ارتُكِبت في أوكرانيا. وصرّح «إذا ما قيل إنّه مجرم حرب فسيكون صعباً جداً التوصّل إلى اتّفاق لوقف هذا الشيء».

وحول إجهاض الملف الذي يلقي بثقله بشكل متزايد على الجمهوريين رفض ترامب أيضاً القول ما إذا كان سيصادق على حظر وطني للإجهاض.

وكثّف هجماته على الرئيس جو بايدن، منافسه المحتمل في انتخابات 2024، مؤكداً أنه «يمارس جدياً الضغط عليه».

وعلّق الرئيس الديمقراطي فور انتهاء اللقاء التلفزيوني في تغريدة على تويتر: «هل تريدون فعلاً أربع سنوات أخرى من هذا؟» وأضاف: «إذا كنتم لا تريدون ذلك فساهموا في حملتنا».

 اللقاء شهد توتراً أحياناً؛ فقد وجّه ترامب عدة مرات إهانات إلى المقدمة كايتلين كولينز النجمة الصاعدة في «سي إن إن»، قائلاً لها: «لستِ شخصاً جيداً، لا تعلمين عما تتحدثين».

خلال رئاسته، كثّف الملياردير الهجمات على وسائل الإعلام خصوصاً شبكة «سي إن إن»، واصفاً إياها بأنها «عدوة الشعب».

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفع الرئيس السابق شكوى ضد الشبكة متهماً إياها بالتشهير لثنيه عن الترشح لانتخابات 2024.

لكن في عالم إعلامي يشهد منافسة قوية تحتاج القنوات إلى اجتذاب قاعدة جماهيرية. فأخبار ترامب -سواء كانت تثير الصدمة أو مسلية- تستقطب جمهوراً كبيراً. وقد شهدت شبكة «سي إن إن» نسب مشاهدة عالية جداً خلال رئاسته.

لكن خيار استضافة ترامب أثار انتقادات شديدة. وقال الخبير السياسي لاري ساباتو: «لأي شخص على تويتر أو في أي مكان آخر توقّع أن يكون اللقاء مع الجمهور على شبكة «سي إن إن» كارثة مؤكدة لترامب، أقول: أنتم على حق».

في المقابل أشاد معسكر ترامب بالأداء «الرائع» لمرشحه. وعبّر أحد مستشاريه لوكالة فرانس برس عن سروره لأنه أُتيح لترامب فرصة «التحدث عن برنامجه» أمام جمهور «سي إن إن»، وهو ما لم يقم به «منذ فترة طويلة جداً».

 (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4w4a9snp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"