- برنامج إماراتي ينشر البهجة في جمهورية القمر المتحدة
أكد سعيد محمد المقبالي، سفير الإمارات لدى جمهورية القمر المتحدة، أن الدبلوماسية الثقافية تعد مفتاح التقارب بين الشعوب، وأنها صمام أمان حقيقي للأمم التي تبحث عن السلام.
وجاء ذلك بمناسبة حضور المقبالي، مؤخراً، افتتاح العرض الأول لبرنامج «عروض البهجة» في ساحة الاستقلال بالعاصمة القمرية موروني، والذي نظم ضمن برنامج ثقافي فني متكامل هناك، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ووزارة الثقافة القمرية، والشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة لدى «الألكسو».
وقال المقبالي: أود أن أعبر عن جزيل الشكر والامتنان لمبادرة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، إلى تنظيم برنامج ثقافي فني متكامل تحت عنوان «عروض البهجة»، والذي يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية بين الإمارات وجمهورية القمر المتحدة.
وقال: «إنني أؤمن بأن مثل هذه المبادرات تخوّل للشعوب ممارسة قيم الحوار، وتبادل الثقافات من أجل نشر التفاهم، فتكون الدبلوماسية الثقافية ذات فاعلية بين الشباب العربي المتعلم وحصناً منيعاً للأجيال القادمة، وتمكنهم من التعارف والتعايش».
وأضاف: «الثقافة تعبّر عن الهوية والأصالة الاجتماعية والإنسانية وعن الوطنية، والثقافة الأصيلة تشجّع على التقارب بين الشعوب الأخرى، والتسامح والتعاون والتضامن المجتمعي، وهي القوة الناعمة المؤثرة في نفوس وعقول الآخرين، وهي الرافعة لسمعة ومكانة الدولة وشعبها».
وحضر الافتتاح جاي أحمد شانفي، وزير العدل والشؤون الإسلامية بجمهورية القمر المتحدة، وعبدالحليم الشهيبي، سفير ليبيا، وإدريس علوي، القائم بالأعمال لدى سفارة المملكة المغربية، وعدد من أعضاء سفارة السعودية والسلك الدبلوماسي.
وشمل البرنامج عرض باقة من الأفلام الإماراتية والعربية بالشراكة مع «إيمج نيشن أبوظبي»، و«ماد سوليوشنز»، لأول مرة في جمهورية القمر. وساهمت هذه العروض في نشر أجواء البهجة والإيجابية في المجتمع القمري، كما تحققت أهداف البرنامج بتعزيز الثقافة العربية، ودعم قدرات الفنانين الشباب هناك، إضافة إلى خلق حوار ثقافي فني مع هيفاء بسيسو، المؤثرة وصانعة المحتوى.
ونُظم الجزء الثاني من برنامج «عروض البهجة» بقرية مفوني بحضور وحيدة حساني، مديرة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة القمرية، وعلي بوان، مدير جمعية نغازي لتطوير المدينة. وحضر العرض أكثر من 500 شخص من أهالي القرية من معلمين وطلاب وشباب وأطفال.
وقال علي بوان في كلمته الترحيبية: «تشرفنا باستقبال الوفد الإماراتي الذي قدّم لنا برنامجاً ثقافياً وفنياً مهماً طالما تمنينا أن نحظى به، خاصة أنه يأتي من بلد عزيز على قلوبنا».
وقال موسى عثماني: «إننا بحاجة وفي شوق إلى مزيد من مد الروابط العربية وتوثيق صلة أبنائنا بلغتهم وهويتهم العربية».
وشملت الأفلام المعروضة «نجوم الصحراء» إخراج بيير أبو شقرا، وهو وثائقي يقدم رؤية خاصة عن الإبل، والاستعدادات للسباقات في مهرجان الظفرة، و«غولدن هارفست» إنتاج «ماد سوليوشن»، وإخراج عليا يونس، ويتحدث عن قصة معقدة ومتطورة باستمرار لفهم علاقة أهل البحر الأبيض المتوسط وزيت الزيتون، ويستعرض مجموعة متنوعة من الحكايات، و«راشد ورجب» إنتاج «إيمج نيشن أبوظبي»، إخراج محمد سعيد حارب، وهو فيلم كوميدي يبدأ بحادث غريب لشخصيات مختلفة والنتيجة غير متوقعة، وفي النهاية يبحثان عن طريق العودة إلى ذواتهما السابقة، و«اثل» إنتاج «توستر»، وإخراج اليازية بنت نهيان، ويعرض لقاء فانتازياً بين مقدمة برامج شهيرة والشاعر الجاهلي طرفة بن العبد.
واشتملت الجلسة الحوارية التي أدارتها هيفاء بسيسو، على الحديث مع الشباب في عدة محاور: نشاطات الترابط والتواصل وكسر الجليد، كيفية استخدام التواصل الاجتماعي لتجاوز الصعوبات، كيف سد الإعلام التقليدي الأبواب لكن منصات التواصل الاجتماعي فتحتها منذ عشر سنوات؟ مبادئ الإنتاج عبر «يوتيوب»، كيفية مواجهة الصعوبات حتى وإن لم تكن هناك الوسائل المحترفة اللازمة.
وقالت بسيسو: «إن هذه الرحلة كانت الأكثر تأثيراً في مسيرتها الطويلة في الإعلام، وإني من خلال تفاعلها المباشر مع الشباب، لمست فيهم المستوى العالي لتأثير أنشطة البرنامج الثقافي». ورأت أن الفعاليات كانت بوابة لشحذ الهمم وللمزيد من الإيمان بذواتهم وطاقتهم.
