عادي

الفنون.. علاج

23:45 مساء
قراءة دقيقتين

سلطت جائحة «كوفيد - 19» الضوء على الحاجة العميقة التي يشعر بها الناس إلى اللمسة البشرية والتواصل في المستشفيات. وأدى وجود أقارب ينظرون عبر النوافذ إلى أحبائهم أو غير قادرين على دخول المستشفيات تماماً إلى تفاقم الافتقار إلى الحميمية البشرية، وهو أمر شائع جداً في أماكن الرعاية الصحية.

وتتزايد فرص التعبير الإبداعي من خلال الفنون في برامج الطب في مستشفيات الولايات المتحدة، وربما يرجع ذلك إلى أن صناعة الفن تقدم شيئاً لا يستطيع الطب القيام به. وتشير الدلائل إلى أن المشاركة في البرامج الفنية لها العديد من الفوائد العلاجية، مثل الحد من القلق والتوتر، ودعم الصحة العقلية والرفاهية، وربط الناس ببعضهم.

وأظهرت الأبحاث أيضاً أن هذه البرامج يمكن أن تخفف الضغوط والإرهاق الذي يعانيه العاملون في مجال الرعاية الصحية بانتظام.

وقالت مارلين فيغيروا جراي، من معهد كايزر بيرماننتي للبحوث الصحية بواشنطن: بصفتي طبيبة تدرس كيفية دعم الأشخاص الذين يواجهون أمراضاً خطرة، وكذلك أولئك الذين يعتنون بهم، فإن إحدى اهتماماتي البحثية تتمثل في المزج بين الفنون والطب.

وتساعد المشاركة في الأنشطة الإبداعية في التعبير عن المشاعر، هذا يمكن أن يحسن التفاؤل، ويعزز استجابة الجسم المناعية، ويحسن أوقات الشفاء.

وترتبط الفنون في برامج الطب أيضاً بتحسن ضغط الدم وتقليل الألم والاكتئاب لبعض المرضى. ويمكن لبعض الأنشطة الموسيقية أن تساعد ضحايا السكتة الدماغية على استعادة التوازن والإيقاع.

وهذه الأنواع من الفوائد السريرية هي بالتأكيد ذات قيمة. لكن ما شاركه الأشخاص الذين تحدثت معهم والذي كان الأكثر تحوّلاً بالنسبة لهم هو الطرق التي سمحت لهم بها صناعة الفن بالشعور بالإنسان بشكل كامل.

فن متنوع

ومن الأمثلة على ذلك، مراكز إم دي أندرسون للسرطان في هيوستن الأمريكية؛ حيث أسس إيان سيون برنامج الفنون في الطب بالمستشفى عام 2010.

وفي عام 2014، عمل سيون عن كثب مع 1300 مريض من إم دي أندرسون وأفراد أسرهم وموظفيهم، لإنشاء تمثال تنين ورقي بالحجم الطبيعي.

وبنى سيون إطار التنين في منزله من عصي المصاصات والأسلاك والكرتون ثم وضع الإطار الذي يبلغ طوله 9 أقدام داخل منطقة مزدحمة في المستشفى.

تمت دعوة مرضى السرطان الشباب وعائلاتهم والعاملين في المستشفى بأكمله، للمشاركة بإتمام تصميم التنين للتحليق.

يشارك العديد من مقدمي الخدمات مثل الطبيب والشاعر رافائيل كامبو، ويشاركون إبداعاتهم في محادثات مع المرضى.

وكامبو هو اختصاصي الطب الباطني الذي يفحص المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة معقدة.

ويتساءل الكثير كيف كان هناك مجال للشعر في الوقت القصير جداً الذي يقضيه الطبيب مع مرضاه في النقاش بالشعر، وأوضح لي كامبو أنه يستخدم القصائد لبناء الثقة مع المرضى، وللتعبير عن التعاطف والدخول في عقد سردي، يؤكد للمرضى أنه مهتم بقصة منهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpust78c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"