مدن الإمارات الذكية من الأبرز عالمياً

21:55 مساء
قراءة 3 دقائق

شاميل محمد *

بدأت نماذج المدن الذكية بالابتعاد عن كونها مقصورة على التكنولوجيا، ما يتيح لوجود مبادرات مصممة خصيصاً مدفوعة ببنيتها التحتية الناعمة، ألا وهي شعبها، فيما يتضح التحول نحو النماذج التي تركز على الناس في منتديات مثل مركز التنافسية العالمي من قبل مجموعة IMD.

وفي مؤشر المدينة الذكية 2023 الذي تم نشره مؤخراً، تقدم المؤشرات المعيارية تركيزاً متوازناً على الأبعاد الاقتصادية والتكنولوجية والإنسانية للمدينة الذكية، ووفقاً لهذا التقرير، تعد أبوظبي ودبي المدينتين الوحيدتين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللتين تقعان ضمن أول 20 مدينة ذكية في العالم.

ويعود الفضل في جزء كبير منه إلى الرؤية المستقبلية لحكومة دولة الإمارات، وطموحها في أن تكون واحدة من أكثر المدن ملاءمة للعيش على مستوى العالم، وفي المنطقة، ومن بين العديد من المبادرات، تعد أجندة السعادة واستراتيجية دبي اللاورقية من دبي الرقمية في دبي من المبادرات الرئيسية التي تتماشى مع نماذج المدن الذكية التي تركز على الناس.

ويتمتع مواطنو دبي، والمقيمون فيها أيضاً، بإمكانية الوصول إلى البيانات من العديد من هيئات القطاع العام من خلال بوابة «Dubai Pulse»، ويمكن لهذه الأدوات ومجموعات البيانات تمكين سكان المدن على جبهات عدة لتحسين الرخاء والشمولية ونوعية المعيشة والسعادة بشكل عام من خلال التدريب المناسب.

وتم تصميم نموذج المدينة الذكية الجديد الذي يركز على الناس. في حين أن الوصول إلى تكنولوجيا المدن الذكية والبيانات المفتوحة هي الخطوة الأولى لأي مدينة ذكية، فمن الضروري أن تستثمر المدينة الذكية بشكل متساوٍ في تثقيف سكانها حول كيفية فهم هذه الأدوات واستخدامها لمصلحتهم. وتُعد البرامج المجتمعية على مدار العام والتي تشمل ورش عمل للمدن الذكية وندوات وهاكاثون، ضرورية لنجاح نماذج المدن الذكية التي تركز على الناس.

ويمكن أن تؤدي البرامج المجتمعية إلى علاقات تعاونية تؤدي إلى الابتكار والنهج الجديدة، والتي قد تكون بديلاً أفضل للتكنولوجيا والبنية التحتية للاتصالات التي غالباً ما تكون باهظة الثمن.

وإن مؤشر المدينة الذكية 2023، وهو إطار معياري عالمي للمدن الذكية، شمل 141 مدينة حول العالم، ويعد الوصول إلى البيانات المفتوحة وإحصاءات المدن أمراً ضروريا ليتم تحديدها عالمياً على أنها مدن ذكية في مثل هذه المنتديات.

ومن المؤكد أن العدد العالمي للمدن الذكية يتزايد بشكل كبير، حيث يؤدي تكييف هذه السياسات إلى تحسين القدرة التنافسية الاقتصادية والمالية لهذه المدن.

وتتوقع شركة «Meticulous Research» أن ينمو سوق المدن الذكية العالمي بنسبة 23٪ بمعدل نمو سنوي مركّب إلى 546 مليار دولار عام 2027.

وبلغت قيمة حجم سوق المدن الذكية العالمية 1،226.9 مليار دولار في عام 2022 ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 25.8% من عام 2023 إلى عام 2030.

وتعد عوامل: التوسع الحضري المتزايد، والحاجة إلى إدارة فعالة لاستخدام الموارد، والطلب المتزايد على بيئة ذات كفاءة في استخدام الطاقة، من العوامل الدافعة الرئيسية لنمو سوق المدن الذكية.

وعلى الرغم من وجود مدن ذكية راسخة على مستوى العالم، يتفق خبراء المدن الذكية على أنه لا يوجد تعريف واضح للمدينة الذكية، لذا فإن التعريف التقليدي والمتوافق عليه عالمياً هو تعريف تقني، حيث يتم تحسين الأنظمة والخدمات المدنية من خلال الحلول الرقمية، وزيادة موارد المدينة وكفاءة البنية التحتية.

وتعتمد المدن الذكية اليوم على البيانات الحضرية الكبيرة وإنترنت الأشياء (IoT) لتسهيل اتخاذ القرار بناءً على البيانات، والتي تدعمها الخوارزميات، ومؤخراً الذكاء الاصطناعي. وبينما تطورت تقنيات المدن الذكية بشكل كبير وحسنت من كفاءة المدن، فإننا نشهد بعض المخاطر المتمثلة فى فقدان الهوية، ما كان بالفعل مصدر قلق بسبب العولمة.

* أستاذ مشارك بكلية الطاقة وعلوم الأرض في جامعة «هيريوت وات دبي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4rbf8btu

عن الكاتب

أستاذ مشارك بكلية الطاقة وعلوم الأرض في جامعة «هيريوت وات دبي»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"