عادي

«الوحيد».. حساسية روائية تمزج الواقع بالأسطورة

19:35 مساء
قراءة دقيقتين

بين الواقع والخيال يبني الكاتب أحمد بني عامر، عالمه الروائي في روايته «الوحيد» الصادرة عن الدار العربية للعلوم- ناشرون، فيعمد إلى خلق حساسية فنية جديدة تستند إلى استقطاب الأساطير ومحاكاتها، فيرسم لقارئه بقلمه حدوداً روائية بعيدة عن سلطة العقل ذات ملامح غرائبية قائمة على الفانتازيا الأسطورية، ويقدمها ضمن دائرة لا متناهية من الصراع بين الخير والشر.

تقول الحكاية إن قرية تدعى ساربيرسا، ليس لديها جيش ولا قانون، ولا حتى قائد أو ملك، تخضع لعصابة تدعى البيرسادور بحجة الحماية. هذه القرية أصاب سحرٌ نبعَ مائها فأوقفه عن الجريان، بعد أن تحولت مياهه إلى حجارة، وقد ذكرت الأساطير أن لمياه بحيرة أرجاستيل الواقعة في الشرق، قدرة على فك هذا السحر في مدة زمنية محددة. والبحيرة موجودة لكنها محروسة بالذئاب من جميع الجهات، ومن هنا أخذ لورياس ابن قرية ساربيريسا على عاتقه الخوض في مغامرة غير مأمونة النهاية، بهدف إنقاذ القرية وأهلها من الموت.

وفي هذه الأجواء تنمو حكاية بطل الرواية لورياس في صراعه مع قوى الشر، للوصول إلى البحيرة المنشودة. يتابع الفتى رحلته ولكنه كلما خلد إلى النوم تظهر له فتاة تعزف لحناً جميلاً، حتى أصيب الفتى بصدمة، غير مدرك لما يجري، يسأل نفسه هل كان ذلك حقيقة أو وهماً؟ هل كان يحلم بالصوت كعادته أم أن هناك لغزاً وراء لحن الناي هذا؟ هل هذه الفتاة حقيقية؟ تتوالى الأحداث ليتبين له لاحقاً وبعد وصوله إلى أرض أرجاستيل أنها حقيقة وليست خيالاً، ولكنها أصبحت أسطورة بعدما اختفت فجأة في ظروف غامضة من قريتها، وقيل إنّها لن تظهر إلا في ليلة اكتمال القمر بدراً، لتعزف لحناً يسمعه ملك ليخلصها من اللعنة التي حلّت بها.

فهل سيكون لورياس هو المنقذ لها من اللعنة التي أصابتها؟ أم ستكون هي المنقذ له من الذئاب التي تحرس البحيرة؟ وهل سترافقه إلى أرضه بعد أن دخلت قلبه أم ستتركه وحيداً؟ وأخيراً هل هو الملك العادل الذي تنبّأ به العرّافون لقرية مستقلة ذات سيادة، يرأسها ملك ويسكنها شعب قابل للتضحية في سبيل الوطن؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2j7psjut

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"