عادي

الضرب في الشريعة الإسلامية

22:36 مساء
قراءة دقيقتين
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

الضرب في اللغة العربية يأتي بأكثر من معنى، لأنه قد يكون باليد، وقد يكون بالسوط، ويمكن أن يكون بغير اليد والسوط، والضرب بمعنى السير في الأرض لطلب الرزق أو الغزو في سبيل الله.

والضرب طبع النقود، والضرب بالدفّ يقال له الضرب أيضاً، والتأديب والتعزير والقتل، كل من هذه المصطلحات يحمل معنى الضرب، انظر: لسان العرب في مادة ضرب، وأدّب وعزّر وقتل.

ولو جئنا نبحث عن معاني الضرب في اصطلاحاته الفقهية، لوجدنا أن الضرب في كل له حكم مستقل عن الآخر، فالضرب باليد أو السوط يكون حراماً إذا كان ضرب شخص بريء من غير ذنب.

وقد يكون الضرب واجباً كأن يكون لشارب خمر مثلاً أو لقاذف محصنة في عرضها، أو ضرب ولد عمره عشر سنوات يضربه والده لأنه لا يصلي مثلاً وهكذا.

والضرب في مكان آخر يكون حكمه الجواز كأن يضرب الزوج زوجته الناشزة، أو يضرب المعلم تلميذه إذا قصر في واجبه المدرسي مثلاً.

ثم إن أداة الضرب تختلف أيضاً من مكان لمكان آخر، ففي الحدود يكون الضرب بالسوط إلا حدّ الشرب فمختلف فيها.

والضرب إذا كان للتعزير أو التأديب فيمكن بالسوط ويمكن باليد، إلا أن الضرب التأديبي للولد في البيت أو في المدرسة يفضل أن يكون باليد مراعاة لحاله.

والضرب عموماً له جانب معنوي أكثر، إذا كان القصد تأديب الشخص لا قتله أو إحداث إعاقة في جسمه أو حواسه، انظر: حاشية ابن عابدين ج1- ص235، والرهوني ج8- ص164، والمغني ج8- ص319، والقليوبي ج4- ص202.

والضرب يراعى فيه الجانب الإنساني أيضاً، فالإنسان مهما يكن ذنبه أو جريمته، فإن الاعتدال في عقوبته مطلوب؛ إذ لا يصح أن يلحق به أذى فيعاقب عقوبتين.

لذلك، فإن الشرع أمر من يقوم بإجراء هذه العقوبة أن يوزع الضرب على أعضاء الجسم، فلا يجلده مثلاً مئة جلدة أو ثمانين جلدة كلها في مكان واحد أو على عضو واحد.

كما أن الضرب المشروع لا يكون في الوجه لأنه أشرف الأعضاء في جسم الإنسان، والإنسان مكرّم عند الله، ولا يكون في الرأس لخطورته لأنه إذا أصيب في رأسه قد يفقد حياته أو يختل، فالرأس هو وعاء العقل المدبر.

ولا يكون الضرب في الرقبة أيضاً ولا في الصدر لأنه وعاء القلب، ولا في الفرج لحساسيته، انظر: حاشية ابن عابدين ج3- ص181، وحاشية الدسوقي ج4- ص354، والقليوبي ج4، ص202- 203.

كما أن ضرب الزوجة الناشزة لا يكون ضرباً مبرّحاً كاسراً للعظام أو قاسياً حتى يسيل منه الدم، ويشترط فيه ما اشترط فيما سبق؛ بحيث يتقى الوجه والأماكن التي يخشى منها.

وضرب الدراهم يقال له ضرب أيضاً، ويكون بأمر الحاكم فقط لأنه من المصالح العامة التي ما ينبغي أن ينفرد بها شخص من عامة الشعب؛ بل الحاكم لأنه يمثل الجميع.

وضرب الدف ضرب أيضاً، وهو في المناسبات جائز للحديث الوارد: أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه الدفوف رواه الترمذي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mu8x7wxb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"