عام دراسي جديد

أيام تفصلنا عن بداية عام دراسي جديد، ينطلق بدوام الهيئات التدريسية والإدارية الاثنين المقبل 21 أغسطس/ آب، ودوام الطلبة الأسبوع الذي يليه بتاريخ 28 أغسطس/ آب، وقد أشرفت غالبية القطاعات المدرسية والمدارس الحكومية والخاصة على الانتهاء من اتخاذ كافة الاستعدادات لبدء العام الدراسي، وأهمها اكتمال عمليات الصيانة للمرافق المدرسية وتوفير جميع المتطلبات التي سيتم العمل عليها بكثافة خلال الأسبوع المقبل.
تحديات عديدة تظهر مع بداية كل عام دراسي، أهمها تعوّد الطلبة وحتى المدرسين والهيئات الإدارية على السهر طوال الليل والنوم نهاراً خلال الإجازة الصيفية، ما يتطلب إعادة تنظيم «الساعة البيولوجية» عند هذه الفئة من المجتمع لتكون على أتم الاستعداد للاستيقاظ مبكراً من أول يوم دوام، سواء للكوادر التدريسية والإدارية أو الطلبة، وهذا يتطلب البدء في سحب الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية من الطلبة ووقف التعامل معها ليلاً بشكل تدريجي، وتعويدهم على النوم ليلاً والابتعاد عن السهر تدريجياً. 
التحدي الآخر الذي يعانيه غالبية أولياء أمور الطلبة، هو المبالغة في طلبات إدارات المدارس للمستلزمات المدرسية التي تثقل كاهل غالبية أولياء الأمور خاصة أن الرسوم المدرسية تفوق إمكانيات نسبة كبيرة منهم، حتى المدارس التي حصلت على تقييم ضعيف ومقبول رسومها الدراسية السنوية مبالغ فيها، ما يتطلب إعادة النظر في هذه القضية، حيث إن نسبة كبيرة من المدارس ما زالت رسومها الدراسية أعلى بكثير من رسوم الجامعات. 
على صعيد المعلمين هناك تحد مهم يواجههم بالذات في المدارس الخاصة، يتمثل في تدني رواتبهم مقارنة مع خبراتهم الواسعة وإمكانياتهم التدريسية، على الرغم من الرسوم المرتفعة التي تتقاضاها مثل هذه المدارس، ما يتطلب إعادة النظر في هذه القضية المهمة لجهة وضع حد أدنى مقبول لرواتب المدرسين في المدارس الخاصة، على أن يؤخذ في الاعتبار سنوات الخبرة وتخصص المدرس، ومستويات الرسوم الدراسية التي يتم تحصيلها من قبل إدارات المدارس. 
تحد آخر مهم وهو الطلبة المتعثرون في تسديد رسوم دراسية سابقة، واتخاذ العديد من إدارات المدارس قرارات بعدم السماح لهؤلاء الطلبة ببدء عامهم الدراسي أو الحصول على الشهادة الدراسية أو شهادة انتقال قبل تسديد الرسوم المتأخرة، فمن حق هذه المدارس تحصيل الرسوم المتأخرة نظراً لارتفاع تكلفة العمليات التشغيلية، في الوقت ذاته نسبة من أولياء أمور هذه الفئة من الطلبة غير قادرين على تسديد الرسوم المتأخرة، ما يتطلب تعاوناً من مختلف القطاعات والجهات لإيجاد حلول مقبولة لجميع الأطراف.
[email protected]