«التواصل الاجتماعي»

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

عند قراءة العنوان قد يخطر على بال القارئ أني بصدد تناول وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية في زمن يعمه التقدم والتواصل الإلكتروني، بينما يظل التواصل الاجتماعي المباشر أحد أهم الجوانب التي تجمع بين الناس وتثري علاقاتهم. 
إن التواصل المباشر يعبر عن اللقاء والتفاعل المباشر بين الأفراد بدون وسائط تقنية، وهو عنصر أساسي في تعزيز التفاهم وبناء الروابط الاجتماعية؛ إذ يُعَد التواصل وجهاً لوجه من أكثر أشكال التواصل المباشر تأثيراً، فعندما يجتمع الأفراد وجهاً لوجه، يمكنهم تبادل التعابير الجسدية والعبارات اللفظية بشكل فوري ومباشر، يساعد ذلك على تفسير الإشارات غير اللفظية والتعابير الوجهية، ما يسهم في فهم أعمق وأكثر دقة للمشاعر والأفكار.
أما في المجال العملي، يلعب التواصل الاجتماعي المباشر دوراً مهماً في تحقيق التفاهم بين الزملاء والزبائن. يمكن للاجتماعات والنقاشات المباشرة أن تحل الخلافات وتسهم في اتخاذ القرارات الصائبة. كما يُظهِر فاعلية عالية في مجال التعليم ونقل المعرفة؛ حيث يمكن للمعلمين التفاعل مباشرة مع الطلاب والإجابة عن استفساراتهم.
تطرأ تحديات على التواصل الاجتماعي المباشر في هذا العصر الرقمي، فتقنيات التواصل عن بعد ووسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، ما يقلل فرص التفاعل المباشر، قد يؤدي ذلك إلى فقدان بعض جوانب الاتصال البشري الحقيقي والعميق، لن يتجاوز أهمية التواصل الاجتماعي المباشر في عصر التكنولوجيا، فبينما تزداد وسائل التواصل الإلكتروني، يبقى التفاعل الحقيقي بين الأفراد أساساً لبناء العلاقات الإنسانية وتعزيز التفاهم الثقافي، يجب أن نجد التوازن بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي من أجل تحقيق تنمية اجتماعية متوازنة.
كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في عصر التكنولوجيا الحديثة عبارة عن نشاط يومي متواصل؛ حيث توفر واجهة رقمية للتواصل وتبادل المعلومات، تتيح لنا هذه الوسائل التواصل البقاء على اطلاع دائم بأحوال أصدقائنا وعائلاتنا ومشاركة لحظاتنا وآرائنا، ومع ذلك، يظل التواصل المباشر خير خلف لخير سلف؛ إذ يمثل أفضل وسيلة لبناء علاقات عميقة وتعزيز التفاهم الحقيقي. ويتيح التواصل المباشر الفرصة لتبادل العواطف والتعابير الوجهية، ما يسهم في توضيح النقاط غير المفهومة وفهم المشاعر الحقيقية بما يعزز التواصل البناء.
يجب الاعتراف بأن التواصل عبر وسائل التكنولوجيا له دوره وقيمته، لكنه لا يستبدل التواصل المباشر الذي يحمل معه الدفء الإنساني والتعبير الشامل، من الضروري الجمع بين الجانبين والتوازن بينهما؛ حيث يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تسهيله وتعزيزه، على سبيل المثال من خلال الدردشات والمكالمات الصوتية، لكن يظل سماع جرس البيت عند زيارة صديق أو أحد أفراد العائلة أو الجيران له وقع خاص.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kxtjsy2

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"