عادي

جرائم الإنترنت.. عنف عصري

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

هو عنف عصري من نوع جديد، عنف لا يعتمد على قوة العضلات أو حالة من الهياج العصبي الشديد المصحوب بغضب أو اقتحام؛ بل هو عنف مبعثه سوء استخدام تلك التقنية التكنولوجية المعروفة بشبكة الإنترنت في ارتكاب العديد من الجرائم الصغرى أو الكبرى، من خلال التسلل إلى الحواسب الشخصية أو حواسب إحدى المؤسسات، والتي يعتبر مجرد الاطلاع على ما فيها من معلومات أمراً بالغ الخطورة على الفرد والمجتمع.

يرى اللواء محمود الرشيدي في كتابه «العنف في جرائم الإنترنت»، أنه باستشراف ملامح مجتمع المستقبل القريب يتبين أن المخاطر والمشكلات الناجمة عن تلك الجرائم، ستشهد تفاقماً حاداً خلال السنوات القريبة القادمة، نتيجة الزيادة المتوقعة لتلك الجرائم وارتفاع حجم خسائرها في ضوء النمو المطرد في الاعتماد على نظم المعلومات الآلية في سائر مناحي الحياة، وكذلك اتجاه مرتكبي هذه الجرائم لاستحداث أنماط تكنولوجية متطورة من تلك الجرائم باستخدام ما تتيحه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية من إمكانيات تكنولوجية متنوعة تساعدهم على تطوير أساليب تكنولوجية جديدة، للحيلولة دون رصدهم ومتابعتهم أمنياً وتقديمهم للمحاكمة.

ويوضح المؤلف أنه على الرغم مما حققته الثورة التكنولوجية من مكاسب خاصة لفئات معينة دون غيرها، وفقاً للمستوى التعليمي والاجتماعي، والمادي، فقد أدى هذا التفاوت إلى بروز احتقانات اجتماعية يتم التنفيس عنها من خلال الاستغلال غير الآمن للتقنيات التكنولوجية الحديثة: ظهر فيما يعرف بالجرائم المعلوماتية التي لم يتم التوصل إلى تعريف لها متفق عليه حتى الآن.

وتناول الكتاب أهم وأخطر القضايا المعلوماتية في عام 2010 والمعروفة بعاصفة ويكيليكس، حيث قام الموقع الإلكتروني على شبكة الإنترنت بنشر ما يقرب من ربع مليون وثيقة متبادلة بين الإدارة الأمريكية وبعثاتها الدبلوماسية بالخارج، تتضمن معلومات على درجة من السرية ذات الصلة بأمور (عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وشخصية) للعديد من دول العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2v284erd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"