عادي
رحب بانضمام الإمارات والسعودية ومصر إلى «بريكس»

«الوزاري العربي» يطالب باستراتيجية تضامنية لتجاوز الخلافات

01:15 صباحا
قراءة 4 دقائق

القاهرة: الخليج، ووكالات

شدد وزراء الخارجية العرب، أمس الأربعاء، على ضرورة صياغة رؤية مشتركة، واستراتيجية تضامنية لتجاوز الخلافات البينية، تستند إلى إرادة سياسة والتزام بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول ووحدتها، فيما جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الالتزام بالثوابت العربية للقضية الفلسطينية، التي تقوم على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بينما رحب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بانضمام دولة الإمارات والسعودية ومصر إلى تجمع «البريكس»، في حين حذر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط من اقتراب السودان من حرب أهلية شاملة.

نقلة نوعية

وشدد الوزراء، في الجلسة الافتتاحية للدورة ال160 لمجلس الجامعة على مستوى الوزراء، على ضرورة إحداث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك للتعامل بفاعلية مع التحولات الدولية والإقليمية، وتجاوز الوضعية التي تتسم بالتعقيد في المنطقة، بفعل استمرار الأزمات في عدد من الدول العربية دون حلول.

وعقدت الجلسة برئاسة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بعد تسلمه رئاسة الدورة من نظيره المصري سامح شكري الذي ترأس الدورة ال159 وبحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، ومشاركة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لأول مرة في اجتماع المجلس، منذ استئناف بلاده لعضويتها في الجامعة ومنظماتها، خلال القمة العربية بجدة في إبريل الماضي.

واستعرض شكري، في كلمته، إنجازات ترؤس بلاده للدورة ال159 من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات الطارئة، سواء على مستوى المندوبين الدائمين أم على المستوى الوزاري لمتابعة التطورات والأزمات العربية، مشيراً إلى سرعة في التعامل مع الأزمة السودانية، منذ الساعات الأولى لاندلاعها، على نحو أسهم في وضع إطار عربي لضمان وحدة وسلامة السودان واستقلاله ومنع التدخل في شؤونه.

ولفت إلى استئناف سوريا المشاركة في أنشطة الجامعة ومنظماتها،ما يمهد لدور عربي أكثر فاعلية لتجاوز أزمتها.

وحذّر شكري من أن لجوء إسرائيل إلى العنف في الأراضي الفلسطينية لن يؤدي إلا لمزيد من التصعيد في المنطقة. وأضاف أن الجامعة العربية حذّرت، ولا تزال، من أن المساس بالوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة، أو المساس بالمسجد الأقصى وتقسيمه زمنياً أو مكانياً، مرفوض جملة وتفصيلاً».

التزام بالثوابت العربية

وجدد الالتزام بالثوابت العربية بالنسبة للقضية الفلسطينية، التي تقوم على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحول سد النهضة الإثيوبي، قال شكري، إن إثيوبيا لم تُظهر أي توجه للأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة بشأن قضية سد النهضة، خلال المفاوضات الأخيرة، وأكد أنه لا يوجد تغير في «التوجه الإثيوبي الأحادي فيما يتصل بملء وتشغيل سد النهضة، وعبّر عن تطلع بلاده إلى استمرار دعم الجامعة»، لحث إثيوبيا على التخلي عن توجهاتها الأحادية، والتحلي بالإرادة السياسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق قانونيّ مُلزم دون إبطاء.

وضع مشوب بالهشاشة

بدوره، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة: «الوضع العربي الراهن المشوب بالهشاشة والتعقيد في ظل انتشار بؤر التوتر والأزمات، في سياق دولي تنافسي محموم، لا يمكن تجاوزه في غياب رؤية مشتركة تستند إلى إرادة سياسية قوية، والتزام فعلي بمبادئ احترام حُسن الجوار، والسيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية».

ورحب بوريطة بانضمام دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية لتجمع «البريكس»، واعتبره خير دليل على تزايد أهمية العالم العربي والدول العربية، مطالباً بأهمية تحديث منظومة العمل المشترك على غرار كثير من التكتلات الدولية، التي جعلت من التعاون الاقتصادي الطريق لتحقيق الوحدة. وقال بوريطة في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط إن اجتماع المجلس، أكد ضرورة وضع مقاربة عملية لتحرك عربي منسق على المستوى الدولي أمام التحدیات التي تواجها القضیة الفلسطینیة.

وذكر بوریطة، أن المغرب یؤمن بالعمل العربي المشترك في طابعه العملي الواقعي الذي یوازي بین القضایا السیاسیة والقضایا الاجتماعیة والاقتصادیة، مؤكداً أن المغرب سیحاول خلال رئاسته مجلس الجامعة في الدورة ال160 إعطاء القضایا الاقتصادیة والاجتماعیة أهمیتها اللازمة، لأنها عنصر أساسي في العمل العربي المشترك.

وأشار بوریطة، إلى أن السیاق الحالي فيه تحدیات متشابكة في ظل غیاب رؤى واضحة المعالم لمواجهتها.

وأوضح أن هناك قرارات مرتبطة بمختلف الأزمات التي يعیشها العدید من الدول العربیة مثل لیبیا وسوریا والسودان، مشیراً إلى أن المغرب یدعم كل المجهودات التي قام بها الأمین العام والدول العربیة لحل هذه الأزمات.

وأضاف أن القضایا التي تم اعتمادها من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي لها أهمیة خاصة بالنسبة للمغرب، مشیراً إلى قرار تأسیس مجلس وزراء الأمن السیبراني العربي نظراً لأن هناك تحدیات في هذا المجال تواجه كل الدول العربیة.

الحوثيون يعرقلون الحل في اليمن

وحذر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، من اقتراب السودان من «حرب أهلية شاملة»، ويجب التحرك بشكل عاجل، لتحقيق حل شامل للأزمة.

وتطرق أبو الغيط، أيضاً إلى الحديث عن الأزمة اليمنية، حيث أكد أن الوقف الشامل لإطلاق النار والتسوية السياسية للأزمة ما زالت أهدافاً بعيدة المنال، متهماً الحوثيين بمواصلة وضع العراقيل تلو الأخرى أمام مسار حل الأزمة اليمنية، بما يظهر رغبة في استمرار الوضع الحالي.

ورحب باستمرار الانخراط العربي الإيجابي في أزمة سوريا من خلال اللجنة الوزارية للاتصال المعنية بها والتي تشكلت بعد استعادة عضويتها بالجامعة.

وقال أبو الغیط في المؤتمر الصحفي المشترك إن هناك جهداً یبذل لعقد اجتماع على المستوى الوزاري لبحث تنفیذ مبادرة السلام العربیة،موضحاً أن هذا الاجتماع سوف یعقد یوم 18 الجاري وسیتم الدعوة إليه من قبل الجامعة والاتحاد الأوروبي ومصر والسعودیة والأردن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/256jj2r6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"