ضيف شرف «العشرين»

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

أنْ تتم دعوة دولة الإمارات كضيف شرف في قمة العشرين التي تعقد، اليوم وغداً، في الهند، فتلك لفتة بالغة الأهمية، تقديراً وتكريماً لدور الإمارات الرائد في جهود التنمية المستدامة، والازدهار الاقتصادي، والتعاون البنّاء لمواجهة التحديات التي تتعرض لها البشرية، خصوصاً في ما يخص التغيّر المناخي والسعي لنمو اقتصادي متوازن، إضافة إلى تحديات الصراعات الدولية.

وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأعمال القمة ال 18 لقادة مجموعة العشرين في جمهورية الهند الصديقة، إنما يأتي ليؤكد الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات والتزامها الثابت بتعزيز أواصر التعاون الدولي والعمل متعدد الأطراف تجاه القضايا التي تشكل أولوية عالمية. 

مشاركة الإمارات على أرفع المستويات، تأتي أيضاً لتؤكد الدور المحوري الذي بات يلعبه اقتصاد الإمارات، وشبكة العلاقات والشراكات التجارية المترامية الأطراف مع الإقليم والعالم.

شوارع نيودلهي التي تزينت بصور رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، تعطي إشارة لافتة، ليس إلى عمق علاقات الصداقة التي تربط الإمارات والهند فقط، وإنما إلى نموذج في العلاقات الدولية يقوم على المصالح المتبادلة وخدمة الإنسانية في آن، حيث تزامنت عودة النيادي من مهمته في محطة الفضاء الدولية، مع وصول الهند إلى سطح القمر، في مهمة علمية إنسانية جديدة.

 ثم إن الإمارات التي ستستضيف، في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول المقبلين، بدبي، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28)، سيكون لها الصوت المسموع في قمة العشرين، التي وضعت المناخ أولوية على جدول أعمالها، بعدما أصبح التغيّر المناخي يشكل تهديداً فعلياً، تجاوز كل التوقعات من خلال ما يشهده العالم من كوارث بيئية.

 لا شك في أن مجموعة العشرين التي تشكلت عام 1999، وتمثل دولها مجتمعة نحو 90% من إجمالي الناتج العالمي، و80% من التجارة العالمية، وثلثي سكان العالم، ونحو نصف مساحة اليابسة، تواجه في قمتها الحالية التي تحمل شعار «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد»، العديد من التحديات، لكن الهند التي تتولى رئاسة المجموعة لهذا العام، تحاول تضييق الخلافات بين الدول الأعضاء حول الحرب الأوكرانية، والصراع القائم بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، وتسعى إلى تحييد الخلافات الجيوسياسية عن القمة، خشية صرف النظر بعيداً عن الأجندة التنموية للجنوب العالمي، وإعادة هيكلة ديون الدول الفقيرة، ومعالجة مسألة الأمن الغذائي، وعدم تسييس سلاسل المواد الغذائية والأسمدة، والتغيّر المناخي، من خلال إنشاء «التحالف العالمي للوقود الحيوي»، وجعل المؤسسات العالمية أكثر تمثيلاً وشمولاً، خصوصاً مع دعوة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، إلى منح العضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي في المجموعة. 

تبقى مشاركة الإمارات في القمة وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأعمال القمة، علامة مهمة في مسار الاستعداد لاستضافة «كوب 28»، وحرص القيادة على صعيد تعزيز دور دولة الإمارات المحوري في مواجهة أزمة المناخ، ودعم الجهد الدولي للتخفيف من وطأة انبعاث غازات الكربون وحماية البيئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mfbk85a6

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"