شهر الإعلام..بامتياز

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

يعيش الوسط الإعلامي الإماراتي في هذه الفترة مرحلة منتعشة، ليس على الصعيد الاقتصادي المأمول من دوره كجزء رئيسي في منظومة الاقتصاد الإبداعي فحسب، بل من حيث زخم الفعاليات الإعلامية الكبرى التي انعقدت منذ مطلع سبتمبر، مقدمة قراءات جديدة للمشهد ومستقبل القطاع ككل.

التشريع كان أول الغيث، بإعلان مجلس الوزراء الموقر عن قانون جديد لتنظيم الإعلام، وهو الذي يترقب المهتمون تفاصيله التي لا شك في أنها ستحدث فارقاً، وستضيف مرونة أكثر على مفاصل الصناعة الإعلامية ووسائلها.

بعدها كانت الأنظار مسلطةً صوب الشارقة، حيث انعقد المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، وهو حدث أستطيع أن أقول عنه كشاهدة عيان وفرد من منظومة الشارقة الإعلامية، إنه نجح في أن يكون مختبراً عالمياً ضخماً متعدد الورش والجلسات والرؤى.. كل شيء فيه كان يسير بين الأثر والتأثير.

والختام كان مسكاً في دبي مع انعقاد منتدى الإعلام العربي، وهناك ينطق المستقبل وتسير الرياح كما تشتهي الطواحين، مولدة طاقات إبداعية تحاكي تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام، وكيف لذلك أن يكون صناعة موازية قائمة بحد ذاتها.. أسئلة المرحلة كانت حاضرة ما بين سياسة واقتصاد وبيئة وابتكار وترفيه.

الحدثان اشتركا في أمور كثيرة، أبرزها وجود عنصر الشباب بقوة وامتلاء القاعات بهم، الاحتكاك كان لافتاً بين جيل شاب، يشكل المشهد بأدواته المعاصرة، وجيل مؤسس، ينقل خلاصة خبراته وأفكاره المتراكمة التي تعد جوهر الإعلام.

والأمر الآخر هو ملامسة القضايا البيئية، فمنتدى الشارقة انعقد تحت شعار «موارد اليوم..ثروات الغد».. ومنتدى دبي استقبل جمهوره بأهم أعمال المصمم والمبدع العالمي رفيق أناضول، المتخصص في مجال التصميم بتقنية الذكاء الاصطناعي، والتي جسدت أعماله هلاوس الآلة وأحلام الطبيعة، لتعكس قضايا بيئية مهمة مثل تراجع أعداد الشعاب المرجانية.. وبذلك يلعب الإعلام المحلي دوره المؤثر خاصة مع قرب استضافة الدولة للحدث الدولي المناخي الكبير «cop28».

وبينما نحن على مشارف شهر جديد، يطل علينا قريباً الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، ليكمل الرسالة، ويعزز جهود الدولة وطموحها في دعم الاقتصاد الإبداعي بقطاعاته المتعددة، كصناعة الإعلام والتراث الثقافي وصناعات الكتابة والنشر والبرمجيات وألعاب الفيديو.. وهي التي تسهم بنسبة 3.5 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات، مع تطلع لزيادة هذا الرقم إلى 5 في المئة بحلول عام 2031.

ولا يبدو ذلك صعباً مع كون الدولة واحدة من أسرع أسواق الإعلام نمواً على مستوى العالم، إذ من المتوقع أن يصل سوق الإعلام والترفيه في الإمارات إلى 30 مليار دولار، بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي نسبته 6.6 في المئة.

كما وتعد الإمارات أكبر سوق للإعلانات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد تتجاوز نفقات الإعلانات الرقمية 2.1 مليار دولار بحلول نهاية هذا العام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrsph57r

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"