عادي

من الجبل إلى المدينة.. أبعاد جديدة لمقصورات التلفريك

13:05 مساء
قراءة 3 دقائق
من الجبل إلى المدينة.. أبعاد جديدة لمقصورات التلفريك

النمسا - أ ف ب

في أحد مصانع النمسا، يجمع ألبرت جوشوم قطع «الكابل سي1» المستقبلي، أول تلفريك في منطقة إيل دو فرانس (باريس وضواحيها)، وهي وسيلة نقل معروفة في الجبال ترى مستقبلاً زاهراً لها في المدن على خلفية تغير المناخ.

ويقول المسؤول البالغ 34 عاماً في فولفورت بمنطقة فورارلبرغ الخضراء (غرب): «نقوم حالياً بعملية التجميع»، وهو فخور بكونه جزءاً من المشروع للمنطقة الباريسية.

وفتحت مجموعة دوبلماير المصنفة الأولى عالمياً في هذا المجال، حصرياً أبواب موقع إنتاج تلفريك المدن لوكالة «فرانس برس».

بعد سان دوني بجزيرة لا ريونيون وفي تولوز (غرب فرنسا)، وهي مشاريع نفذتها الشركة الفرنسية المنافسة بوما، جاء دور المنطقة العاصمة: بحلول عام 2025 سيتم ربط كريتاي بفيلنوف سان جورج عن طريق مقصورات التلفريك التي تمر فوق المنطقة.

وهي رحلة مسافتها 4,5 كيلومتر على خمس محطات لربط 20 ألف نسمة بالمحطة الأخيرة على خط المترو رقم 8.

وستكون المقصورات قادرة على استيعاب عشرة أشخاص كل 30 ثانية تقريباً، أو 1600 في الساعة.

  • منخفض الكلفة

لقد كان هذا الخيار الأفضل وفقاً للوران بروست مدير «إيل دو فرانس موبيليتيه» (IDFM)، الهيئة المنظمة للنقل العام في منطقة إيل دو فرانس. وصرح لوكالة «فرانس برس»، بأن النقل عبر الكابل وسيلة نظيفة وصامتة ومنتظمة.

ويقول بروست: «من خلال تجاوز العقبات» مثل خطوط القطارات ومحاور الطرق، تشكل هذه الوسيلة الحل المثالي لمعالجة المصاعب اليومية التي يواجهها السكان مع الازدحام المروري والخيارات المحدودة.

بالتالي، فإن التلفريك خيار ذكي في المناطق غير الساحلية والوعرة، لكنها ليست ذات كثافة سكانية كافية لربطها بمترو الأنفاق.

وهي وسيلة منخفضة الكلفة، وترى الخبيرة حنان بنغالو، وهي من مؤسسي شركة IMTER الاستشارية للتخطيط، أن الاستثمار عن كل كيلومتر يقل عن سبعة ملايين يورو، مقابل أكثر من 20 مليوناً لخط الترامواي.

وأضاف: «إنه حل مبتكر يستخدم القليل من الأراضي وسريع التشغيل، لأنه لا يتطلب أعمالاً ضخمة»، مع إتاحة «التخلص من الكربون»؛ إذ تمثل وسائل النقل 35% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في فرنسا.

وقالت حنان: «بالطبع هناك عوائق، فإضافة إلى الخوف من المرتفعات، يرفض السكان أحياناً العبور فوق المنازل. وتبقى الإجراءات الإدارية معقدة».

وأشار إلى أنه حتى لو كان معظم المسار صامتاً، فإن الضجيج الناتج عن أبراج المرور يمكن أن يكون مزعجاً، كما هي الحال مع تغيّر المناظر الطبيعية، وعلى المسارات بين المحطات أن تكون مستقيمة.

وجرى التخلي عن مشاريع كثيرة في السنوات الأخيرة، كما حصل في عام 2022 في ليون مع رفض السكان لهذه الخطة.

لكن أكثر من 80 مدينة اتخذت هذا القرار في جميع أنحاء العالم؛ إذ لم تعد مقصوارت التلفريك «مقتصرة على منتجعات التزلج»، على حد قول الخبير.

  • تحد مناخي

تأسست مجموعة دوبلماير قبل 130 عاماً، ويعمل فيها 3400 موظف في نحو خمسين دولة، ويمثل التنقل في المدن الآن 20% من حجم أعمالها.

المجموعة التي بنت أول مصعد تزلج لها في جبال الألب عام 1937، لا تسجل حالياً طلبات أقل في الجبال، الرغم من ارتفاع حرارة الأرض الذي يهدد بعض منتجعات التزلج، كما يقول رينهارد فيتز المسؤول عن التطوير التجاري العالمي.

وقال: «نعلم جيداً أن الأمور تتطور في المدن، وواكبنا هذا التطور» من خلال توسيع عروضنا لتشمل المناطق الحضرية أولاً في سويسرا وإيطاليا ثم في الجزائر، حيث يُعتبر التلفريك مناسباً تماماً مع وعورة الأرض.

وفي المناطق المأهولة، غالباً ما تكون تقنية الكابل الواحد الأخف وزناً، كافية في حال عدم هبوب رياح عنيفة.

وأضاف المسؤول أن الطريق لا يزال طويلاً للإقناع: فصنّاع القرار لا يزالون متمسكين بشدة بوسائل النقل العام التقليدية، وفي كثير من الأحيان، لا يتم أخذ التلفريك في الاعتبار في مرحلة التخطيط، لذلك نأمل أن تكون الأمثلة كخط المنطقة الباريسية حافزاً في أوروبا وخارجها.

فبعد مقصورات التلفريك في المكسيك أو تلك التي تربط مدينتي لاباز وإل ألتو في بوليفيا، قد تصبح الهند بمدنها الكبرى المزدحمة، الوجهة المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4y2hetb4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"