آفة الفقر

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

الفقر هو آفة من آفات العصر إلى جانب الجوع والأمراض والحروب وعدم المساواة والأميّة والتطرف والإرهاب. ونتيجة لتضافر كل هذه العوامل، فقد فشل العالم في معالجة هذه الآفة التي تزداد حدّة، وترتفع معها أعداد الفقراء، إضافة إلى عدم وفاء الدول الغنية بالتزاماتها تجاه التخفيف من حدتها؛ إذ تكرّس معظم ميزانياتها للدفاع والتسلح وإثارة الحروب.

قليلة هي الدول التي تقوم بجهد فعلي في التخفيف من آثار هذه الآفة من منطلق إيمانها بأن شعوب العالم تستحق العدالة والمساواة، وأن القضاء على الفقر هو واجب إنساني، يتقدم على ما عداه من أي جهد آخر. وفي مقدمة هذه الدول تأتي دولة الإمارات التي تكرّس جانباً كبيراً من جهدها في دعم ومساعدة ملايين الفقراء حول العالم من دون تفرقة على أساس اللون أو العرق أو الدين، وهو ما أكسبها مكانة مرموقة بين الأمم؛ إذ تتربع منذ سنوات على المراكز الأولى عالمياً ضمن أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية في العالم، قياساً إلى دخلها القومي، وقد بلغ إجمالي المساعدات الخارجية التي قدمتها خلال الفترة منذ بداية عام 2021 حتى أغسطس/ آب الماضي نحو 14 مليار درهم، واستهدفت العديد من الدول العربية والآسيوية والإفريقية والغربية.

وفي اجتماع لجنة التنمية المشتركة بين مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2023 المنعقد حالياً على هامش اجتماعات الخريف للمجموعة في مدينة مراكش المغربية، أكدت الإمارات تأييدها لمساعي إيجاد عالم خالٍ من الفقر، وتعزيز الرخاء المشترك عبر تعزيز الشمول والاستدامة، وبناء القدرة على الصمود، والتصدي للتحديات العالمية المتداخلة، من أجل دفع عجلة التنمية بسرعة وعلى نطاق واسع.

ووفقاً للأمم المتحدة فإن نحو 8.4 في المئة من سكان العالم، أو ما يصل إلى 575 مليون شخص يحاصرهم الجوع المدقع، وأن وباء كورونا أوقع زهاء 165 مليون شخص في براثن الفقر. ووفقاً لتقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بأن انتشال الفقراء يكلف سنوياً نحو 14 مليار دولار، أي نحو 0.009 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي. ويشير التقرير إلى أن 3.3 مليار شخص، أي نحو نصف سكان العالم، يعيشون في بلدان تنفق في تسديد فوائد الدين مبالغ أكبر بكثير من تلك التي تنفقها على التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.

وفي حين تنفق دول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة أكثر من تريليوني دولار على التسلح سنوياً، فإنها في المقابل تستنكف عن توفير ال14 مليار دولار المطلوبة لمحاربة الفقر. وقد أنفقت الدول الغربية على الحرب الأوكرانية حتى الآن مليارات الدولارات، في حين تتسع رقعة الفقر والجوع في العالم، خصوصاً أن هذه الحرب التي تبدو بلا نهاية، تؤدي إلى وقوع ملايين البشر في هوة الفقر.

نعيش فعلاً في عالم تسوده شريعة الغاب يفترس فيه الغني الفقير، والقوي الضعيف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2azx3ajj

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"