تحالف للإنسانية

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

إزاء هول ما جرى ويجري في قطاع غزة، وبعد مذبحة إسرائيل باستهداف المشفى وسقوط مئات القتلى، إضافة إلى تدمير المناطق السكنية وتحويلها إلى أكوام من الركام، في انتهاك واضح لكل القوانين الإنسانية، فإن الإمارات تسعى منذ اللحظات الأولى لانفجار الموقف، إلى العمل على وقف التصعيد وحماية المدنيين خصوصاً الأطفال الذين يشكلون أغلبية سكان القطاع، وإلى وضع حد للعنف الذي يؤدي إلى مزيد من الدم والدمار، والعمل من أجل إحياء الجهود بهدف الوصول إلى سلام شامل وعادل، يجنب المنطقة والعالم ما يمكن أن يقود إلى حروب لا تنتهي.

أثار استهداف المستشفى المعمداني في غزة غضباً عربياً وعالمياً، لأنه وجه رسالة إلى الإنسانية بأن لا قيمة لها، وفيه استهانة بكل القيم التي يعمل البشر على تكريسها في مواجهة الحروب والصراعات، كقيم التسامح والمحبة والعدالة والتعاون.

ما حدث من استهداف للمستشفى وسقوط عدد مهول من القتلى، شكل بالنسبة للدول المحبة للإنسانية والساعية للتهدئة استفزازاً لكل جهودها وسياساتها القائمة على بناء جسور التعاون والحوار ورفض العنف، لذلك كان موقف الإمارات واضحاً في إدانة المأساة الإنسانية والمشاهد المروّعة للأبرياء نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المدان لمستشفى المعمداني، مؤكدة ضرورة احترام القانون الإنساني الذي يكفل حماية البشر وحقهم في الحياة.

إن صور جثث آلاف الأطفال والنساء والأبرياء التي مزقتها القنابل وحولتها إلى أشلاء، أو لا تزال مدفونة تحت الأنقاض تستدعي قيام تحالف إنساني عابر للقارات والشعوب والأديان والانتماءات العقائدية في مواجهة هذا التغول على الإنسانية.

لم يعد الصمت مقبولاً إزاء ما يحدث في غزة وغيرها من استباحة للإنسان، لأن السماح بذلك يعني أن من يملك القوة ويمارس البطش، يمكنه انتهاك كل القوانين الإنسانية من دون حساب أو عقاب، وبالتالي يستطيع فرض قوانينه بالقوة والقهر، وتحويل الكرة الأرضية إلى غابة للتوحش.

لعل كرة النار لا تتدحرج أكثر، ولعل من يهول بالقوة أو يحرض عليها، أو يمدها بكل وسائل القتل والتدمير يدرك أنه لن يكون بمعزل عن هذه النار وتداعياتها.. إنها دروس التاريخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dpbrr5w

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"