عادي
124 % نمواً في أعمال «السلع المتعددة» 2022

دبي.. ملتقى مذاقات عالمية في مركزي القهوة والشاي

22:39 مساء
قراءة 5 دقائق
مركز القهوة في دبي يحتوي على مساحات واسعة للتخزين - تصوير محمد شعلان
آلات حديثة هي قوام العمل في المنشأة _ تصوير محمد شعلان
سعيد السويدي
دبي: فاروق فياض

يلعب مركزا القهوة والشاي في «جبل علي» التابع ل«مركز دبي للسلع المتعددة» دوراً رئيسياً في تكريس مكانة دبي باعتبارها لاعباً محورياً في سلسلة التوريد العالمية. وتسعى دبي على الدوام لأن تكون مثالاً يحتذى به، من خلال تبوئها لأفضل المراتب وأعلاها على مستوى العالم. وتؤكد خططها الطموحة للتوسع في قطاعي القهوة والشاي على هذا المنهج. إذ تُعد دولة الإمارات اليوم واحدة من أكبر مراكز إعادة تصدير الشاي إلى جميع أنحاء العالم، بحصة سوقية عالمية تبلغ أكثر من 60%، ما يعد إنجازاً استثنائياً تحقق خلال نحو عقد من الزمان.

كما تحتل دبي، مكانة متقدمة باعتبارها مركزاً عالمياً لتجارة القهوة؛ إذ وصلت تجارة القهوة الخارجية إلى أكثر من 3.5 مليار درهم خلال العقد الماضي. ويمثل مركزا القهوة والشاي التابعان ل«مركز دبي للسلع المتعددة» في جبل علي، أهم معالم النجاح في تلك المسيرة، ما ساعد على تعزيز مكانة دبي لتكون شريكاً موثوقاً في سلسلة التوريد العالمية لتلك السلع، من خلال ما يوفره المركزان من مرافق نوعية وبنية تحتية عالمية المستوى، يعززها الدعم اللوجستي الواسع والمجموعة الشاملة من الخدمات لتطوير وتنمية تجارة القهوة والشاي على مستوى المنطقة وخارجها.

  • مسيرة عمل

قبل عدة سنوات، تساءل الكثيرون عن سبب صدارة دولة الإمارات لمرتبة متقدمة في تجارة القهوة والشاي، على الرغم من أنها لا تزرع ورقة شاي أو حبة بن واحدة. وتكمن الإجابة عن هذا التساؤل في إطلاق مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة عام 2005، برؤيته الطموحة لتعزيز مكانة دبي عالمياً في صناعة الشاي والقهوة، حيث يوفر المركز مرافق متكاملة تم تصميمها لتحقيق هذه الغاية، تشمل خدمات تخزين الشاي ومعالجته وتعبئته وتجارته، مع إتاحة فرص التواصل بين المعنيين بالقطاع، ليصبح المركز منصة تجمع كبار منتجي الشاي من جنوب شرق آسيا وإفريقيا مع المستهلكين في أوروبا وباقي دول العالم.

في حين، لم يتطلب تأسيس مركز القهوة التابع لمركز دبي للسلع المتعددة سوى فترة قصيرة، حيث تم إطلاق المركز عام 2019، ليكون أول منشأة من نوعها في الشرق الأوسط تمتلك القدرة على معالجة 20 ألف طن من حبوب البن الخضراء سنوياً. وتوفر هذه المنشأة المكيفة، التي تبلغ مساحتها 15 ألف متر مربع، مجموعة واسعة من الخدمات لسلسلة توريد القهوة بأكملها، ابتداءً من جمع المحصول من المزارع، وصولاً إلى إعداد فنجان القهوة، بما في ذلك الدعم اللوجستي لعمليات الاستيراد والتصدير، والتخزين، إضافة إلى التحميص، والتعبئة والتغليف، وخدمات التوزيع.

  • سرعة التأسيس

يمتلك المركز، إمكانات متعددة من خلال تكامله مع «جافزا»، تتمثل في ارتباطه الفائق بطرق التجارة التي تصل إلى العالم أجمع. كما يقدم مجموعة واسعة من خدمات الأعمال، والتواصل مع الشركاء المعنيين بقطاع القهوة والشاي؛ ما يفتح فرصاً لا تضاهى للتجار ورجال الأعمال المهتمين بتنمية أعمالهم.

وتستطيع الشركات العاملة في هذا القطاع تخزين بضائعها، والاجتماع بالموردين والمصنعين، والتواصل مع الشركات العاملة في الصناعة، إضافة إلى الاستفادة من الحلول التجارية المتطورة، وسياسات الإعفاءات الضريبية المتعددة. كذلك، تستطيع الشركات العاملة في قطاع القهوة والشاي تخزين بضائعها، والاجتماع بالموردين والمصنعين، والشركات العاملة في الصناعة، والاستفادة من الحلول التجارية المتطورة، وسياسات الإعفاءات الضريبية المتعددة.

  • مركز عالمي

تتمتع الشركات متعددة الجنسيات، إضافة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال العاملين في قطاع القهوة والشاي، بخدمات عديدة تساعدهم على النجاح في ممارسة الأعمال بدبي، بفضل حصتها الكبيرة من أسواق إعادة التصدير. ويعزز هذا الجانب سعي مركزي القهوة والشاي التابعين لمركز دبي للسلع المتعددة بشكل متواصل نحو فتح الفرص التجارية الجديدة، لتزويد الشركات العاملة في المركز بأحدث البيانات والتقارير التحليلية، التي تمكّنهم من إتمام أفضل الصفقات، والحصول على نظرة عامة دقيقة عن الاتجاهات المتغيرة في القطاع.

  • نمو قياسي

قال سعيد السويدي، مدير السلع الزراعية في «مركز دبي للسلع المتعددة»: «تجاوز حجم الأعمال التجارية لمركز القهوة حاجز ال124% خلال العام الماضي 2022، حيث يعزى ذلك، إلى النمو في خدمات التخزين وإنتاجية القيمة المضافة». وأوضح: تعدُ كل من، إثيوبيا والبرازيل وكولومبيا، أكبر 3 أسواق مصدرة للقهوة إلى دولة الإمارات، حيث يتم معالجتها وتحميصها وتنقيتها عبر أحدث الأجهزة التابعة لنا في المركز. ومن الملهم أيضاً في 2023، أن المركز قد استورد أنواعاً من البن من خلال بابوا غينيا الجديدة في أوقيانوسيا وماليزيا.

وأضاف السويدي قائلاً: «يذهب أكثر من 60% من إجمالي ما ينتجه المركز للسوق المحلي في الإمارات، ونحو 30% لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي، فيما الباقي يتوزع على باقي أنحاء العالم والأسواق البديلة». وأشار مدير السلع الزراعية في «مركز دبي للسلع المتعددة»، إلى أن قاعدة العملاء والمستثمرين الذين يتعامل معهم المركز حالياً، قد ارتفع لأكثر من 200 عضو مسجل، بما يشمل من البن والقهوة الخضراء، محامص قهوة، ومقاهٍ عالمية.

ويسعى المركز إلى ترسيخ مكانته صانع سوق استراتيجياً في هذا القطاع باعتباره بوابة رئيسية تمتد من أسواق المنشأ إلى الأسواق المستهلكة من خلال مذكرات تفاهم استراتيجية رئيسية مع دول مثل الصين، بابوا غينيا الجديدة، وكينيا. وكشف السويدي أن المركز قام مؤخراً بتشغيل خط جديد لإنتاج وتعبئة كبسولات القهوة وتحسين التعامل معها، وهو مخصص لأسواق خارجية، وأبرزها دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

  • مواصفات عالمية

عالج المركز أكثر من 11500 طن متري من القهوة، مع إمكانية تخزين 13,716 طناً مترياً من القهوة الخضراء (تعادل 704 حاويات مقاس 20 قدماً)، ويسعى المركز لربط الأسواق الاستهلاكية سريعة النمو وذات القيمة العالية في الشرق الأوسط وأوروبا، إلى بعض شركات القهوة الرئيسية في العالم.

تبلغ مساحة المنشأة 15,000 متر مربع، ويمكن التحكم بدرجة حرارتها على مساحة تخزين وقيمة مضافة ومساحة تجارية، ويقدم الأعضاء مجموعة واسعة من الخدمات بما في ذلك الدعم اللوجستي الداخلي والخارجي والتخزين والتحميص والتعبئة والتغليف وخدمات التوزيع. علاوة على ذلك، تم تجهيز المنشأة بحصص تدريبية معتمدة من «جمعية القهوة المتخصصة» (SCA). والتي تقدم دورات احترافية لصانعي القهوة والمستهلكين على حد سواء في مجالات التصنيف والتحميص والمعالجة والتخمير.

  • دورة إنتاج

تمر عملية تجهيز القهوة ومعالجتها وإخراجها بالشكل الذي نراه، عبر مراحل متعددة، أبرزها التنظيف وإزالة الحجارة بطاقة 6 أطنان مترية في الساعة، والخلط بطاقة 9 أصناف كحد أقصى في الصوامع الخضراء والمحمصة، وإعادة التعبئة في أكياس ضخمة ومخصصة.

وبعدها تأتي مرحلة التفريغ، وأماكن مخصصة تحتوي على صوامع للتخزين بسعة 88.5 طن متري (صومعة تخزين القهوة المحمصة بسعة 4.8 طن للبن المطحون و13.5 طن للحبوب الكاملة)، ثم تحميص وطحن ومزج وتعبئة القهوة، 272 طناً مترياً من القهوة المحمصة منذ تأسيس المركز.

ويتعامل المركز مع 464 طناً مترياً من إجمالي إنتاج القهوة الخضراء، ونحو 28 نوعاً للقهوة (65% منها من إثيوبيا)، مع 10 وجهات تصدير مختلفة تغطي إفريقيا وأوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبطاقة مناولة 20.000 طن متري من البن الأخضر سنوياً بقيمة 367 مليون درهم (100 مليون دولار). ويمتلك قدرة إنتاج لأكثر من 3000 طن متري من عبوات القهوة الطازجة وفورية التحضير سنوياً، وأكثر من 3 ملايين كوب من القهوة المحمصة، وتبلغ قيمة البضائع المجهزة 275 مليون درهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58e9m6ad

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"