عادي
برعاية سلطان بن أحمد

انطلاق مؤتمر البحوث التطبيقية في العلوم الإنسانية في "جامعة الشارقة"

19:40 مساء
قراءة 6 دقائق
د. حميد مجول النعيمي

الشارقة:«الخليج»

برعاية سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة، بدأت فعاليات المؤتمر الدولي الأول «البحوث التطبيقية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.. ممارسات عالمية متعددة التخصصات»، وينظمه معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع لقطاع البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة الشارقة.

ويناقش المؤتمر وعلى مدى ثلاثة أيام، مجموعة من التحديات والظواهر الاجتماعية والقانونية والتكنولوجية التي تواجه المجتمعات، وأهمية بحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية في تناول ومعالجة الكثير من تلك الظواهر وتأثيراتها في الفرد والمجتمع. عبر نحو 250 بحثاً علمياً ستعرض ضمن 30 جلسة من جلسات المؤتمر العلمية، و5 جلسات نقاشية وورش يستضيف خلالها المؤتمر 8 متحدثين رئيسيين، لمناقشة الحلول المقترحة والتوصيات الخاصة بتلك القضايا.

بدأ حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني للدولة، تبعته آيات عطرة من القرآن الكريم.

ثم ألقى الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الجامعة، كلمته الافتتاحية، رفع في مستهلها أسمى معاني الشكر إلى سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة، لدعمه ورعايته لهذا المؤتمر، حيث يدعم المؤتمر مسيرة البحث العلمي في العلوم الإنسانية التي تعدّ مصدراً مهماً لتشكيل الوعي والهوية والبناء المجتمعي، وهي رسالة الجامعة في التعاون والتفاعل مع المجتمع.

وأضاف بأن هذا المؤتمر يُعد واحداً من أهم المؤتمرات الدولية، في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية، لطبيعة موضوعه وأهدافه ولشمولية محاوره ولتركيزه على تبادل الخبرات العلمية والعملية، حيث يستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين والممارسين في العالم، فضلاً عن تنوع المشاركات فيه من تجارب وخبرات ل 40 دولة.

وأكد مدير الجامعة، أن هدف المؤتمر توفير الفرص للباحثين والطلبة لعرض أفكارهم الجديدة ولا سيما الابتكارية منها وتقدم الحلول الناجحة في العمل على استشراف المستقبل، وهو ما تعمل عليه الجامعة، لتزويد الطلبة بالمعرفة النظرية والتطبيقية والمهارات التي تحتم عليهم إبراز أفكارهم، سعياً منهم لتوظيف الفرص التي نقدمها لهم، لتطوير هذه الأفكار مع الباحثين والعلماء.

وأشار إلى أن الجامعة وهي الأولى في الدولة في البحث العلمي، وفي المرتبة61 عالمياً في الاستشهادات العلمية من البحوث التي أجراها العلماء والباحثون في الجامعة، تسعى عبر خطتها الاستراتيجية الجديدة إلى إعداد مجموعة متميزة من البحوث العلمية الرائدة بالتعاون المباشر مع مؤسسات مجتمعية في الدولة.

وأكد الدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن الخطة الاستراتيجية، تركز على ربط التعليم وخدمة المجتمع بشكل مباشر مع البحث العلمي المتنوع والمتعدد التخصصات الذي يلبي احتياجات المجتمع في الهندسة والعلوم والطب والفضاء والعلوم الإنسانية والاجتماعية، تلك التي تقودها ثلاثة معاهد بحثية، تساند كليات الجامعة والمجتمع، وفق شراكة فاعلة مع المؤسسات والجهات المحلية والدولية ما ساعد على استمرار التطور العالمي لمكانة الجامعة والاستمرار في التقدم نحو العالمية، وتحقيق رؤيتنا في تأثير البحث العلمي على المجتمع. ومن أجل ذلك طورّنا البنية التحتية للبحث العلمي بصورة متقدِّمة لِنُوفِرَّ مُناخاً بحثياً جاذباً للباحثين وطلبة الدراسات العليا بتأسيس 175 مختبراً بحثياً وتعليمياً، و80 مجموعة بحثية و10 مراكز بحوث ودراسات متميزة. والتعاون الدولي مع الجامعات العالمية المرموقة واستضافة العلماء والباحثين المتميزين عالميا في المؤتمرات والمنتديات الدولية السنوية التي تعقدها جامعة الشارقة.

وفي كلمته متحدثاً رئيساً في المؤتمر، أشاد اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه العميد الدكتور محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، بالتعاون مع جامعة الشارقة، مؤكداً أهمية الدارسات والبحوث العلمية، قائلاً «إن تقدم المجتمعات ورقيّها لا يمكن أن يأتي إلا بالبحث العلمي المتطور القائم على المنهجيات العلمية الدقيقة، بما ينعكس على رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع والمساهمة في تطويره ونموه في كافة المجالات ما يحقق الرفاه والاستقرار والأمن للجميع. إن تطور المجتمعات لا يمكن أن يكون إلا بتوفير الأمن الشامل في المجتمع، وهذا لن يتحقق إلا بوجود الكوادر البشرية المؤهلة علميا وعمليا في مواجهة الجرائم والتنبؤ بها والتخطيط لمواجهتها، ولهذا تظهر أهمية الدراسات العلمية الاستشرافية والتنبؤية في مواجهة الجرائم والمحافظة على أمن واستقرار المجتمعات».

كما ألقى الدكتور كينيث ر. رذرفورد، قائد الائتلاف البحثي الحاصل على جائزة «نوبل» الذي قاد معاهدة حظر الألغام الدولية والأستاذ في جامعة جيمس ماديسون بالولايات المتحدة، كلمة ملهمة عرض فيها تجربته الإنسانية، الناتجة عن آثار الحروب وأدت إلى فقد ساقيه، ثم كرس حياته من أجل توظيف منهج علمي متعدد التخصصات في جعل العالم أكثر أماناً، مما دفعه إلى الدراسة والاهتمام بشؤون اللاجئين وضحايا الحروب في كثير من بلدان العالم، وقيادة الحملات الدولية لمنع استخدام الأسلحة التي أفقدته ساقه، وسافر لكثير من الدول بهدف الحفاظ على السلام العالمي، ودعم الأفراد الذين فقدوا أطرافهم.

وأشار الدكتور فاكر الغرايبة، مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، رئيس اللجنة التنظيمية، إلى أن المؤتمر، باستضافته للباحثين والممارسين وطلبة الدراسات العليا المتميزين في كل مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والشريعة والقانون والاتصال وإدارة الأعمال والفنون الجميلة والشريعة من جميع أنحاء العالم، يسهم في تبادل الخبرات في منهجيات البحث الحديثة، والقضايا المتعلقة بأخلاقيات البحث، وأفضل الممارسات والنتائج والحلول القائمة على الأبحاث في حل المشاكل الحياتية الحقيقية. كما يتيح الفرص لبناء شبكات بحثية والتعاون بين المشاركين القادمين من مختلف البلدان، ويوفر الفرص للأكاديميين والطلبة والممارسين وصناع القرار للالتقاء والتفاعل ما يساهم في العمل المشترك الذي يزيد فرصة تقديم حلول مبتكرة بشكل فعال من الاستفادة من خبراتهم واستخدامهم لأحدث الأدوات والتقنيات العلمية وهذا ما سوف تركز عليه الورش العلمية، وتجارب المعرض المصاحب.

ويناقش المؤتمر عدداً من القضايا خلال الورش المصاحبة وهي: الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، يقدمها اللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية. وقضية أخلاقيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية يقدمها الدكتور سهيل العمد، رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي في جامعة الشارقة. وورشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) في بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية يقدمها الدكتور عباس عميرة، عميد كلية الحوسبة والمعلوماتية، وورشة «في بيتنا متعاط.. كيف تكتشف متعاطي المخدرات؟» يقدمها العقيد عبدالله عبد العزيز الكوخردي، والعقيد الدكتور عبدالله محمد المليح، من شرطة الشارقة. وورشة «كيف تنشر ورقة بحثية في مجلة عالمية» يقدمها الدكتور شين تشونغ هوانغ، مدير مركز الأبحاث بجامعة روتجرز. وورشة «البحوث الشرطية التطبيقية ودورها في الحدّ من الجريمة» يقدمها عبدالله المليح، من شرطة الشارقة، والدكتور أحمد رضا عرابي، من شرطة دبي. وورشة «استخدامات تقنية البلوكشين» في التطبيقات المالية والملكية الفكرية يقدمها الدكتور محمد الحميري، رئيس مكتب نقل التكنولوجيا بجامعة الشارقة. وعن أهمية البحوث التطبيقية في مجال بحوث الإعلام والاتصال يناقشها الدكتور ويسبورد سيلفيور، مدير كلية الإعلام جامعة جورج واشنطن.

ويبحث المؤتمر مجموعة من القضايا والموضوعات ضمن مجموعة من المحاور.

وعلى هامش المؤتمر نظّم معرض للمؤسسات الشرطية والاجتماعية والمراكز البحثية واللغوية التي تعرض أفضل الممارسات العالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في البحوث الاجتماعية والإنسانية والقانون والدراسات الإسلامية.

ويقام هذا المؤتمر في دورته الأولى، برعاية ومشاركة من القيادة العامة لشرطة الشارقة، والقيادة العامة لشرطة دبي، والقيادة العامة لشرطة أم القيوين، ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وأكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، ومجمع اللغة العربية بالشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، وجمعية الإمارات للملكية الفكرية، وتريندز للبحوث والاستشارات في أبو ظبي، وأكاديمية بيناس.

شهد حفل افتتاح المؤتمر بجانب الدكتور حميد مجول النعيمي، اللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية، والدكتور عبد العزيز مسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وطارق علاي النقبي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والعميد الدكتور محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة. والدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة، ونواب مدير الجامعة وعمداء الكليات ومديرو المعاهد البحثية، وعدد من العلماء والباحثين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية بالدولة، وعدد من الجامعات من دول العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ycr2v9k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"